كشف عدد كبير من موظفي وموظفات المراكز الصحية بالقرى والهجر عن آرائهم حول دوامهم، معبرين عن شكرهم الجزيل لوزير الصحة المهندس عادل فقيه على قراره التاريخي بحذف دوام يوم السبت عنهم، فيما أكد الأغلبية منهم أنهم مازالوا يعانون بسبب دوام الفترتين الذي سبب لهم الكثير من المشاكل وعدم الاستقرار الوظيفي أو العائلي -على حد تعبيرهم-. وتحدث عدد من الموظفين في تصريحات ل"سبق"، وقال محمد الرويلي من "صحة الجوف": "شكرًا من القلب لكل من وقف معنا في "قضية السبت"، وخاصة وزير الصحة المكلف المهندس عادل فقيه، ونؤكد له أن آمالنا فيه عريضة جدا ولا توصف، ونناشده أن ينفض غبار دوام الفترتين عن المراكز الصحية النائية".
وقالت "أم جوري" من منطقة سكاكا: "نحمد الله الذي أكرمنا بحذف دوام يوم السبت، وننتظر التعويض من وزارة الصحة في الساعات التي كلفتنا الوزارة بدوامها بدون وجه حق وبدون حساب".
الموظف سالم الشمري من صحة حائل وجه رسالة لوزير الصحة المكلف الدكتور عادل فقيه، قال فيها: "من منطلق قول الحق تعالى في الحديث القدسي (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا)، نحن أبناؤكم من منطقة حائل نطلب مساواتنا بزملائنا في المدن من حيث وقت الدوام، وكما لا يخفى عليكم أننا في مناطق نائية ولا توجد لدينا خدمات، ومع ذلك نعاني من دوام الفترتين، فمن الأولى أن يتم تحفيزنا وتمييزنا عمن في المدن؛ لأن جميع وسائل الراحة النفسية والخدمية مفقودة لدينا، بالإضافه إلى ضغوطات العمل بنظام الفترتين".
وناشد الموظف "محمد العنزي" من صحة حائل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله -حفظه الله- أن يوجه لنا لفتة أبوية حانية، فنحن الجهة الوحيدة في الدولة التي تعمل بنظام الفترتين.
وأكدت الممرضة "أم علي" وزميلتها "أم سارة"، من حائل، أنهمن يعانين الأمرين بسبب دوام الفترتين، وينتظرن بشغف نقلهن لمراكز صحية تعمل بنظام الفترة الواحدة، ولكن على حد قولهن، ليس لديهن "واسطات"؛ لأن أغلب زميلاتهن اللاتي يملكن واسطات في المديريات نقلن لمراكز صحية تعمل بنظام الفترة الواحدة، وهن يعشن ضغوطاً نفسية صعبة بسبب العمل والزوج والأولاد والمجتمع.
الموظف أحمد الغامدي من الباحة قال: "مقدماً لا أجد عبارات توفي الوزير شكرًا وتقديرًا له على حذف دوام يوم السبت الذي سبب لنا كابوساً مزعجاً، وعشنا بعد سنين عجاف فرحة التمتع بيومين إجازة مثل جميع موظفي وموظفات الدولة".
وأضاف: "كنا نعيش الظلم بعينه طيلة فترة خدمتنا بالمراكز الصحية ذات الفترتين، وإن كانت ما زالت قضية الفترتين تشكل لنا ولأسرنا هاجساً مزعجاً، إلا أن الأمل في المهندس عادل فقيه كبير جدا في معالجة هذه القضية أسوة بجميع وزارات وقطاعات الدولة، حيث لم يعد يعمل فترتين في الدولة سوانا أحد، بل حتى القطاع الخاص أصبح يعمل فترة واحدة".
وتابع: "مرضى القرى ينعمون بالخدمة على مدار 24 ساعة بنظام الطوارئ المطبق عندنا في هذه المراكز لذلك الدوام الواحد أجدى لهم كونه سيجعل من هذه المراكز بيئة جذابة للعمل وسيوفر لهم كوادر أكثر وأنفع، بينما هي الآن بيئة منفرة وطاردة للطواقم الطبية، والوزارة تعلم عدد الاستقالات التي يتقدم بها الأطباء الذين يكلفون بالعمل في هذه المراكز، ناهيك عن طلبات النقل التي هي بالمئات في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية".
"عيسى العوفي" من صحة المدينةالمنورة قال: "نحن موظفو المراكز الصحية النائية بمنطقة المدينةالمنورة الصحه لسنا بأفضل حال من زملائنا، ونقول لوزير الصحة: أعانك الله على تغيير أنظمة وزارة الصحة التي شرب الزمن وأكل عليها، تلك الأنظمة والقوانين القديمة التي جعلت الموظفين كبش فداء، وجعلتهم يعملون أكثر من موظفي القطاع الخاص والشركات، بل باتوا يعملون أكثر من العمالة المنزلية".
وخاطب الوزير قائلاً: "فيا وزيرنا الذي نتأمل فيك كل الخير، هل تعلم أننا نعمل لفترتين؟ إن كنت تعلم فتلك مصيبة يا معالي الوزير وإن كنت لا تعلم فالمصيبة أعظم! نعم نخرج ذاهبين للعمل السابعة صباحاً ونعود إليها التاسعة مساءً، فأين حقوق أطفالنا؟ وكيف نؤدي حقوق والدينا -لا حرمنا الله برهم-؟ ومتى نتفرغ لقضاء حوائج منازلنا؟ أطفالنا وبيوتنا يتأملون فيك الخير أن تقرر دوام المراكز الصحية النائيه فترة واحدة مساواة بزملائنا في المدن، ثقتنا بالله ثم فيك كبيرة، فأنت أول من يعرف أن إنتاجية الموظف في عمله ليست بكثرة ساعات العمل، إنما بإراحة الموظف نفسياً، نحن لا نريد منك سوى الإنصاف والعدل، وسيشهد لك التاريخ بأنك من رفع الظلم والاستعباد عن العاملين والعاملات في المراكز الصحية النائية الذي استمر تسع سنوات، تعاقب على الوزارة وزيران لم يوفقا لرفع هذا الظلم".
الصيدلية "أم فهد" من المدينةالمنورة ترى أن "توحيد الدوام لفترة واحدة، بات أهم من أي وقت مضى، ويجب تنفيذه فورًا، والأمل في معالي الوزير كبير جدا".
الموظف محمد رشيد من صحة القصيم قال: "المراكز الصحية في القرى النائية مازالت بيئة منفرة للعاملين من الممارسين الصحيين، حيث إن نظام العمل فيها لم تقبله حتى وزارة الصحة ليكون نظاماً لمنسوبيها العاملين في مراكز ومستشفيات المدن، ولك أن تتصور حال موظف يعمل في أحد مراكز القرى الصحية وسكنه في قرية أو مدينة تبعد عن القرية، كيف يمكنه أن يتردد على تلك القرية مرتين في اليوم لأداء عمله، وكيف سيكون حال الموظفة التي يلزمها العمل فترتين خلال اليوم الواحد".
وتابع: "كلنا لاحظنا انفجار البركان من العاملين في مراكز المدن الصحية عندما أعلنت وزارة الصحة في الأشهر القليلة الماضية نيتها تشغيل هذه المراكز بنظام عمل الفترتين، ولا يلام هؤلاء على تذمرهم، فليس بمقدور الموظف التردد على مقر عمله مرتين في اليوم الواحد، ولكن نحن منسوبي المراكز في القرى ما زالت وزارة الصحة تصر على أن نعمل في هذا النظام، والذي يزداد مع الأيام ضحاياه، وأولهم المواطن الذي لا يجد الخدمة المناسبة، إما بسبب انتقال الموظف لمراكز المدن، وترك مكانه شاغراً أو انشغال الموظف في القرية للمطالبة بحقوقه أو مشاكله الأسرية الناتجة عن طبيعة هذا الدوام، وأكثر الضحايا هن العاملات من بنات الوطن".
الممرضة "أم شذى" من صحة القصيم قالت: "نحمل نائب وزير الصحة للشئون الصحية، ووكيل الوزارة المساعد للصحة العامة، مسئولية ما تعرضنا له من ظلم فادح وقرارات تعسفية لا تراعي ضميراً ولا ذمة ولا أمانة، فهم يتحملون تعميم الدوام الذي صدر عام 1426، ونحملهم تعميم السبت الشهير، ونحملهم فشل التنظيم الذي أعلن مؤخراً وأوقفه وزير الصحة المهندس عادل فقيه، وفقه الله لكل خير، وحذف عنا السبت، وبقي أن يكرمنا بالفترة الواحدة".
الطبيبة "أم زينب" من الجالية السودانية من القطاع الجبلي بصحة جيزان قالت إن دوام الفترتين مقلق لها ولجميع العاملات الصحيات، والتردد على المركز في أربعة مشاوير من شأنه القضاء على يوم الموظفة بالكامل، وانعدام موازنة الحياة، مبينة أنها في عقدها الثاني مع صحة جيزان، ولن تجدد عقدها لعام ثالث، وستتقدم بالاستقالة؛ لأنها عجزت عن الاستقرار والوفاء بمتطلبات البيت والزوج والأهل والعمل بهذا الشكل.
وقالت: "صبرنا على التعيين في القرى بعيداً عن المجتمع والعالم، بل في قريتنا لا يوجد مطعم ولا مخبز، وكذلك انعدام جميع الخدمات ووسائل الترفيه والتنزه في تلك القرى، وضعف خدمات الاتصالات والإنترنت، وهذا ما أثر علينا علمياً، حيث كنت أرغب في مواصلة دراستي، ولكم أن تتخيلوا طبيبة تريد أن تواصل تعليمها بدون إنترنت، ومع ذلك صبرنا للظروف التي نعيشها، إلا أن العمل فترتين يجبرنا على طلبات النقل إلى مراكز تعمل فترة واحدة أو الاستقالة".
وأضافت: "في حال تم توحيد الدوام لفترة واحدة فإنه سيكون بإمكاني السكن في المدينة التي تبعد قرابة الساعة، حينها سيكون الوقت الذي أستغرقه للذهاب إلى العمل والعودة منه ساعتين، بينما يكون أربع ساعات".
"سبق" استطلعت آراء بعض المواطنين من أهالي القرى، حيث يرى المواطن "علي عطية"، أن الدوام لا يهمه أن يكون فترة أو فترتين بقدر ما يهمه دعم المركز الصحي في قريته بالباحة، مثل مراكز المدن، حيث قال: "وزارة الصحة عكست الوضع، غطت مراكز المدن بأطباء أسنان ومختبر وأشعة وطبيبة نساء وطبيب أطفال، علماً أن المستشفيات الحكومية والخاصة قريبة منهم، بينما مريض القرى لا يجد سوى طبيب عام وممرض وممرضة، وأغلب الحالات تتحول مثل حالات "الأسنان ومريضة النساء والأطفال والأنيميا"، وغيرها مما يستدعي وضعه الصحي عمل تحاليل وفحوصات".
وعلق المواطن محمد الحارثي من بيشة بقوله إنه يفضل أن يكون دوام المركز الصحي في قريتهم 16 ساعة "شفتين"، يتناوب فيهما العاملون لتغطية حاجات الناس ويبقى آخر الليل بنظام المناوبات والاستدعاء الحالي، مبيناً أن "هذا من شأنه توظيف أعداد كبيرة من أبنائنا وبناتنا ممن لم يجدوا فرصة للعمل".
وأبدى المواطن محمد الحربي من المدينةالمنورة رغبته في بقاء دوام المركز الصحي بقريته فترتين دون تغيير.
بينما رأت المواطنة فاطمة الزبيدي، وتعمل معلمة من مدينة القنفذة، أنها لا تمانع في أن يكون دوام المركز الصحي فترة واحدة؛ كونه يعمل أعمالاً وقائية من تطعيمات وتوعية صحية وما شابهها، وهنا لا فائدة، أو بالأصح لا ضرورة؛ لكونه يعمل فترة مسائية.