نبَّه عضو هيئة كبار العلماء المستشار بالديوان الملكي، الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع، على وجوب المسارعة في سداد العقوبات المالية في نظام المخالفات المرورية "ساهر"، وأن من مضت عليه الفترة المسموحة بالسداد ومع ذلك لم يسدد يعتبر مُماطلاً، مستدلاً فضيلته في هذا الصدد بقوله صلى الله عليه وسلم: "لَيُّ الْوَاجِدِ يُحِلُّ عُقُوبَتَهُ وَعِرْضَهُ"، و"مَطْلُ الْغَنِيِّ ظُلْمٌ"، وأنه - صلى الله عليه وسلم - عاقب من سرق من غير حرز بأن يُعيد ما سرقه لمن سرقه منه، وأن يُعطيه مثل ذلك عقوبة له. وأشاد "المنيع" بنظام "ساهر" الذي ساهم بعد تطبيقه في انخفاض نسبة الحوادث بشكل جيد، وطالب وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بإعادة النظر في طريقة "ساهر"، وأن تكون واضحة للجميع، وأن تكون مهيأة، ولا تكون على سبيل الترصُّد.
جاء ذلك في معرض إجابة الشيخ ابن منيع في برنامج "فتاوى" المباشر على شاشة القناة الأولى، عن تساؤل المشاهد أبي تركي من الخُبر حول فتوى حكم تحريم "تدبيل" ساهر، وما يترتب عليه من "تدبيل" الأسعار، وقال: إننا نعاني أشد المعاناة من هذه الأشياء، والذي يُعتقد أنه والله من الربا. قائلاً فضيلته: "الواقع من المعلوم أن كل مدين يجب عليه أن يسدد ما عليه من دين إن كان واجداً، أما إن كان مليئاً ومع ذلك مماطلاً فرسولنا صلى الله عليه وسلم يقول (ليّ الواجد يُحل عرضه وعقوبته)، ويقول صلى الله عليه وسلم (مَطْلُ الْغَنِيِّ ظُلْمٌ). فطالما أنّ من خالف عليه عقوبة فهذه العقوبة المالية يجب عليه أن يسارع في أدائها، وقد وُضع له وقت كاف لكي يسددها".
وتابع: "وفي الأمر نفسه، من تأخر عن سدادها بحيث مضى الوقت الذي هو فترة سماح، ومضت هذه الفترة، ومع ذلك لم يسدد، فيعتبر مُماطلاً؛ ويعاقب بمثل هذه العقوبة. فعلى كل حال، لنا في رسول الله أسوة حسنة صلى الله عليه وسلم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم عاقب من سرق من غير حرز بأن يعيد ما سرقه لمن سرقه منه، وأن يعطيه مثل ذلك عقوبة له. فلو سرق منه ألف ريال فتعين عليه أن يعيد الألف لهذا المسروق منه، وأن يعيد له ألف ريال عقوبة على هذه السرقة، فكذلك ما يتعلق بساهر".
وأضاف الشيخ "ابن منيع": ونحن في الواقع نجد أن هذا التنظيم من ولي أمرنا الله - جزاه خيراً ويجعله في جنات النعيم ويحفظه ويعينه - هو في الواقع على كل حال حينما أعطى هذه التعليمات كان لهذه التعليمات أثر كبير في تخفيف السرعة، وفي تعقل الناس، بدلاً مما كانت عليه الحوادث من الشيء الكثير. وفي الأمر ذاته، إذا رجعنا للمرور، وطلبنا منه إحصائية مُقارنة بين وقتنا الحاضر وبعد تنظيم ساهر وبين ما قبله لوجدنا أن نسبة الحوادث انخفضت انخفاضاً جيداً.
وشدد: كل حال، ولي الأمر مسؤول عن إيجاد أي تنظيم من شأنه أن يكون سبباً من أسباب مصلحة بلاده، وما يتعلق بأي شيء تكون نتيجته استقرار الأمن والبعد عن المصائب والحوادث، ونحو ذلك.
وطالب الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بإعادة النظر في طريقة ساهر، وأن تكون واضحة للجميع، وأن تكون مهيأة، ولا تكون على سبيل الترصد، مستدركا بالقول: "لكننا نستغرب أن يكون طريقتها على أساس أنها تترصد المخالفات، وتصير في مكان مختفٍ عسى إن شاء الله أني أحصل مخالفات، أو هكذا ما ينبغي. انظر الآن إلى البلدان الأخرى، نجد في كل بلد ما بين خمسة كيلو هذه كاميرا هنا، وهذه كاميرا هنا، وتجد لوحة أمامك كاميرا. أما الترصد فهذا في الواقع ما يجعل أعمال ساهر أعمالاً مشكوكاً فيها بأنها تبحث عن المصلحة للبلاد".
وأردف: بل يجب عليها أن تكون واضحة، وأن تكون شفافة في أعمالها، وفي نفس الأمر نعمل مثلما عملت الدول الأخرى التي من شأنها أوجدت هذه الأشياء الكابحة لمثل هذه السرعة، وهذه التهورات من نفس السائقين، وفي نفس الأمر لا يكون الغرض من ذلك التمني أو الفرح بحصول مخالفات، تكون نتيجتها غرامات.
وواصل: نحن في الواقع نتوجه إلى وزارة الداخلية وإلى الأمير محمد بن نايف، هذا الرجل الفاضل الذي نسأل الله أن يجزيه خير الجزاء على ما قدمه لبلاده من مجموعة من الأمور التي فيها الخير والبركة، نتوجه إليه كذلك بإعادة النظر في طريقة ساهر، وأن تكون واضحة للجميع، وأن تكون مهيأة، لا تكون على سبيل الترصد.
وكان مقدم الحلقة الشيخ خلوفة الأحمري قد أوضح لفضيلة الشيخ المنيع أن النظام المروري "ساهر" هو أن تعطى القسيمة لأول مرة للمخالف، وإذا تأخر لمدة شهر كامل لم يسدد فإن هذه القسيمة تضاعف من 200 ريال إلى 400 ريال.
ومن الطريف في الختام أن ضيف الحلقة الشيخ المنيع صحح للمذيع الأحمري اسمه عندما أخطأ في تقديمه بفضيلة الشيخ عبد الله بن محمد المطلق!