شهد الحفل الختامي لأنشطة وبرامج نزلاء سجون منطقة الباحة لهذا العام 1434ه- 1435ه، بمقر وحدة سجون المنطقة؛ قيام أحد نزلاء السجن بتقديم هدية لوالدته، وتسليمها لشقيقه الذي يحضر الحفل، طالباً منه إيصال الهدية لها، المشهد الذي حرك مشاعر الكثير من حضور الحفل. أقيم الحفل بحضور وكيل إمارة منطقة الباحة، د. حامد بن مالح الشمري، ومدير شرطة المنطقة اللواء مسفر سفير الخثعمي، وأمين المنطقة المهندس محمد بن مبارك المجلي، ورئيس لجنة رعاية السجناء وأسرهم والمفرج عنهم بالمنطقة "تراحم"، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن رقوش، وعدد من المسؤولين بالمنطقة وأعضاء لجنة تراحم.
وافتتح "الشمري" معرض النزلاء؛ حيث تجوَّل به، واستمع إلى شرح من أحد النزلاء عن محتوياته، والذي يضم 80 لوحة فنية وتوعوية، و15 مجسماً لتراث المملكة والمنطقة وللحرمين الشريفين، إلى جانب ركن النزيلات الذي ضمَّ لوحات فنية وأعمالاً يدوية وملبوسات تراثية نسائية.
بدأ الحفل الخطابي المعد لهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى مدير سجون منطقة الباحة العميد عشق بن مهل الشيباني، كلمةً نوه فيها بما يحظى به نزلاء السجون من رعاية واهتمام من لَدُنْ حكومتنا الرشيدة– أيدها الله– ليصبحوا نافعين لأنفسهم وأسرهم بعد الإفراج عنهم، معرباً عن شكره لأمير منطقة الباحة على اهتمامه وحرصه، ومتابعته الدائمة لكل ما يحتاجه النزلاء، ولوكيل إمارة منطقة الباحة على رعايته حفل اختتام أنشطة النزلاء.
وأبرز ما تقوم به الدولة لإصلاح النزلاء من خلال الإدارة العامة للسجون، وما تنفذه من برامج دينية وثقافية وتوعوية، أسهمت بفضل الله في إصلاح الكثير من السجناء الذين تم الإفراج عنهم، مؤكداً على أهمية الوقوف مع النزلاء واحتوائهم والأخذ بأيديهم، وإخراجهم من دائرة الخطأ إلى جادة الصواب.
وألقيت قصيدة شعرية بهذه المناسبة، وألقى النزيل علي بن سعيد العليان، كلمةَ النزلاءَ التي عبروا فيها عن شكرهم للجميع على ما يبذلونه من جهود للوقوف مع النزلاء، وما يقدم لهم من برامج متنوعة أسهمت في إصلاحهم، مؤكداً أن ما يتلقَّونه من دروس وعلوم سيكون لها بالغ الأثر في نفوسهم، وسيكونون نافعين لأنفسهم وأسرهم ولوطنهم بعد خروجهم من السجن، وشاهد الجميع عرضاً مسرحياً بعنوان "توبة سجين"، كما شاهد الحضور عرضاً مرئياً عن البرامج التي تقدَّم للنزلاء بعد الإفراج عنهم.
وألقى وكيل إمارة منطقة الباحة د. حامد بن مالح الشمري، كلمة أعرب فيها عن سعادته بالتواجد في هذه المناسبة، التي تأتي امتداداً لما توليه القيادة الرشيدة بأوضاع السجناء؛ لإعادة تأهيلهم وتثقيفهم حتى يصبحوا شركاء نافعين لمجتمعهم ووطنهم، مشيراً إلى ما تقوم به المديرية العامة للسجون من جهود لتوفير كافة السبل المناسبة لرعاية السجناء، بما يعود عليهم بالنفع والفائدة؛ من خلال تحويل هذا المكان إلى مؤسسة للإصلاح والتأهيل والتثقيف.
وأشاد بما تضمَّنه الحفل الختامي من فقرات متنوعة وبرامج التدريب المختلفة المنفّذة، بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية بالمنطقة المعنية بالتعليم والتدريب والنصح والتوجيه والإرشاد، مؤكداً أن ذلك جاء بفضل الله أولاً ثم بالجهود التي يبذلها مدير عام سجون المنطقة وزملاؤه، في ظل دعم ورعاية مقام الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية.
وقال "الشمري": نحن على يقين بأن السجين قد قست عليه ظروف معينة في الحياة التي لا تخلو من المحن، وأنه سوف يعود- إن شاء الله- إلى مجتمعه ليبدأ نهجاً جديداً في حياته"، ناقلاً لهم تحيات الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز، أمير منطقة الباحة، وتمنِّياته لهم بالتوفيق، مؤكداً حرصه الدائم على تقديم ما يحتاجونه من رعاية واهتمام، بما يضمن إعادة اندماجهم في أحضان مجتمعهم ووطنهم بعون الله تعالى.
وكرم وكيل إمارة منطقة الباحة النزلاء من خريجي الجامعة والمتميزين، في دورات حفظ القرآن الكريم والأنشطة الثقافية، والجهات الحكومية المساهمة في برامج وأنشطة وحدة السجن، كما كُرم عدد من منسوبي السجن من ضباط وأفراد، فيما تسلم وكيل إمارة منطقة الباحة هدية تذكارية بهذه المناسبة من مدير سجون المنطقة.