اعتبر رئيس أقسام الباطنية واستشاري الأمراض المعدية بمستشفى عسير المركزي، الدكتور طارق الأزرقي، في حديثه ل"سبق"، أن تصرفات بعض السعوديين بتقبيل الإبل والاقتراب منها دون الاكتراث للتحذيرات من وزارة الصحة بهذا الشأن؛ بأنها تصرفات فردية لا تعبر عن فكر المواطن السعودي الواعي الذي يتجنب مواقع الأخطار والإشكاليات الصحية. وأبان "الأزرقي" أنه قد تابع واطلع على عديد من الصور ومقاطع يوتيوب، والتي تحكي عن تعايش أفراد من سكان المملكة مع الإبل وحياتهم معها، مع العلم أن المواطنين والمقيمين يتخوفون من الإبل ومن الاقتراب منها، وأعلم عن تدنٍّ في أسعار الإبل وتأثر الأسواق الخاصة بتجارتها؛ بسبب كورونا، وأن الذين يظهرون في هذه المواقع يريدون أن يثبتوا أنهم عاشوا سنوات مع هذه الإبل ولم يصابوا بأي أمراض وأن هذا التحذير خاطئ. وأشار "الأزرقي" إلى أنه لو تمَّ عمل مسح طبي لهؤلاء الأشخاص الذين تربَّوا وعاشوا في أماكن قريبة من الإبل أو المخالطين لها؛ لَتَمَّ اكتشاف إصابتهم بهذا المرض واكتسابهم مناعة للمرض عن طريق أجسام مضادة للفيروس؛ حيث إن أعراض المرض قد تظهر على شكل أنفلونزا أو أنها لا تظهر أحياناً.
ونفى "الأزرقي" وجود أي حالات إصابة بكورونا في مستشفى عسير المركزي، مبيناً أن ردود المختبر بالرياض عن الحالات التي تم الاشتباه بها؛ جميعها كانت سلبية. وعن وجود الفيروس في الإبل والتشكيك في ذلك؛ أوضح الأزرقي أن جميع الدراسات والأبحاث أكدت وجود الفيروس في الإبل العربية، وأن الانتقال يأتي عن طريق المخالطة والاقتراب، ولا يتم الانتقال عن طريق أكل لحم الإبل أو شرب لبنها المغلي، ولكن من خلال الرذاذ أو لمس الإبل من جهة الأنف والفم وملامسة لعاب ورغوة الفم.
وختم تصريحه بأن الشعب السعودي هو شعب واعٍ ومثقف، ويستطيع أن يقرأ الواقع الصحي، ويمتثل للتحذيرات الطبية، وما نراه ليس سوى تصرفات فردية، لا تعبر عن الفكر الطبي للمواطن السعودي.
من جهته أفاد تاجر الماشية سعيد جابر الشهراني ل"سبق"، أن هناك إقبالاً كبيراً من المواطنين على الأغنام بدلاً من الإبل؛ بسبب كورونا، وأن المرض وما يقال عنه أثَّر على أسعار الإبل التي انخفضت ربع قيمتها فصار السعر يتراوح من 15 إلى 10 آلاف ريال، كما أدى ذلك إلى إحجام بعض المطاعم عن شراء لحم الإبل وطهيه، على الرغم من عدم وجود ما يثبت انتقال المرض من خلال اللحوم أو الألبان.
وأردف: كما أن الطلب زاد على الأغنام وخاصة في المناسبات والزواجات وإحجام الناس عن تناول الطعام الذي يدخل به لحم الإبل؛ فكنت يومياً أقوم بذبح أربعة من الإبل الحاشي، الآن تمر أيام الأسبوع ولم يزد عدد المذبوح منها للمطاعم عن واحد فقط.
وتداولت عديد من المواقع والمنتديات عن صور لسعوديين يسخرون من علاقة الإبل بفيروس كورونا، وسط انتقادات كبيرة من المجتمع واحتباس الأنفاس طلباً للإثارة والمغامرة ومقابلة التحذيرات بهذا التحدي، والاستهتار بمخالطة الإبل وملامستها، وقد قام العديد منهم بعرض هذه الصور لإثبات العلاقة التاريخية بالإبل، وأنهم لا يصدقون تسبُّبها في هذا المرض، وقاموا بعرض المشاركات على بعض الشبكات الاجتماعية بالصور ومقاطع الفيديو التي تظهر حبهم للإبل وتأكيدهم على عدم علاقتها بالمرض.