كشف العميد الدكتور علي ضبيان الرشيدي، المتحدث الرسمي باسم الإدارة العامة للمرور في السعودية، خلال ملتقى إعلاميي الرياض، عن احتواء الاستراتيجية الوطنية للسلامة المرورية إطلاق أكاديمية في الرياض لتدريب وتطوير رجال المرور. وفي التفاصيل، حاول الرشيدي خلال اللقاء، الذي عقد بحضور نخبة إعلامية بعنوان "ثقافة السلامة المرورية"، مد الجسور مع الإعلاميين، مؤكداً استعداد المرور للذهاب إلى مقر المؤسسات الإعلامية ومكاشفة الإعلاميين حول كل التساؤلات التي تهم الجمهور.
وأكد الرشيدي ضرورة تجسير الفجوة بين المرور والجمهور، وأن نظام المرور يواجه عدم احترام من رجل الشارع، قائلاً: "المواطن يحترم النظام بمجرد خروجه من حدود الوطن، لكن داخل الوطن لا يحترم أنظمة المرور، فلماذا؟".
وشدد على أهمية وقوف وسائل الإعلام مع الإدارة العامة للمرور في ردم الهوة التي بينهما، والمساهمة بفاعلية في تحسين الثقافة المرورية لدى رجل الشارع السعودي.
وأشار إلى أن ارتفاع هذه الثقافة ووعي القيادة السليمة سيخفف من المشاكل الكثيرة التي تعانيها الحركة المرورية في السعودية. وعزا العميد الرشيدي النظرة السلبية لدى المجتمع للمرور إلى أن قلة من أفراد المجتمع "ينظرون لنصف الكوب الفارغ، ولا ينظرون للنصف المملوء"، بحسب قوله.
من جهة أخرى، لم ينكر المتحدث الرسمي باسم الإدارة العامة للمرور، حاجة رجل المرور لتعزيز ثقافته الذاتية، معتبره جزءاً من ثقافة المجتمع وهو نتاج تعليمه وثقافته العامة وتختلف طرق التعامل باختلاف طريقة تفكيره. موضحاً في هذا الإطار أن الأمن العام (الإدارة العامة للمرور) لديها دورات تدريبية في هذا الجانب تحديداً، فيتم تدريبهم على التعامل مع كل فئات المجتمع، إلى جانب برامج خاصة لتهيئة رجال المرور للعمل في الميدان بكل ظروفه المختلفة والتعامل مع الجمهور بكل الحالات. وحول "العسر المروري" كما سماه أمين الملتقى الإعلامي سعود الغربي، وكثرة استعماله من قِبل رجال المرور في إدارة حركة السير اليومية، فسر العميد الدكتور علي الرشيدي ذلك بأن مهمة رجل المرور تطبيق النظام لحماية المصلحة العامة، كما أن الطبيعة الميدانية للطرق وظروف حركة السير تجبر رجال المرور على اتخاذ بعض الإجراءات المرورية والحلول الوقتية للحركة، عازياً ذلك إلى أن البنية المرورية ليست بالصورة المثالية نتيجة تقاطعها مع جهات أخرى، سواء تخطيطاً أو تنفيذاً، وأنه عندما تكون البنية التحتية من طرق وإشارات ضوئية وخلافه متوافرة لن يضطر رجال المرور لثقافة "العسر المروري" كمال يسميها البعض. وفي إجابة الضيف عن سؤال رئيس تحرير صحيفة الوئام الإلكترونية، الصحفي نايف المشيط، بخصوص المحاكمات المرورية وعودتها للعمل أكد أن المحاكمات المرورية ستعود قريباً بعد تعديل بعض التنظيمات الخاصة بها، وأن الإدارة المرورية حريصة على أن يأخذ كل طرف حقه، حتى من المرور نفسه. أما ما يتعلق بإيقاف المتحدثين الرسميين للمرور في المناطق فنفى العميد الرشيدي ذلك، موضحاً أن الأمر تنظيمي فقط، وأن دور المتحدث الرسمي أنيط بمديري إدارات المرور في المناطق، وأن هذا القرار رفع مستوى تمثيل شخصية المتحدث الرسمي؛ ليكون أعلى سلطة مرورية في المنطقة.
وعن موضوع قيادة المرأة الذي أثاره الصحفي بجريدة الرياض حمد بن مشخص أكد العميد الدكتور الرشيدي أن الإدارة العامة للمرور جهة تنفيذية، وليست تشريعية، وأن هذا الموضوع تحديداً يتطلب قراراً من الجهات التشريعية بالدرجة الأولى، وفي حال إقراره ستنفذه الإدارة أسوة بالأنظمة الأخرى التي تنفذها في كل الجوانب المتعلقة بالمرور.
وأشار الرشيدي إلى تسجيل أكثر من 10 ملايين مركبة، وإصدار نصف مليون رخصة مرورية سنوياً في السعودية، وأن نسبة 85٪ من الحوادث المرورية تأتي من أخطاء بشرية وسلوكيات خاطئة لقادة المركبات، وأن معظم المخالفات تهور واستهتار وعدم مبالاة.
وأضاف بأن الإدارة العامة للمرور تفعّل الخدمات الإلكترونية، وأنها سجلت 8 ملايين معاملة إلكترونية، ناصحاً الجمهور للاستفادة من هذه الخدمات والاستفادة من الوقت وتوفير الجهد والمال.
وفي سؤال حول تدشين وزير الداخلية مشروع الإدارة المرورية المتقدمة والنقل الذكي أوضح أنه مشروع لإدارة الحركة المرورية، وهو سلسلة متكاملة ومترابطة من الأنظمة التي تخص وتُعنى بالتحكم بإدارة الحركة المرورية على الطرقات وإدارات البلاغات بهدف تحسين حركة السير على الطرق والشوارع ومعالجة الاختناقات المرورية وزيادة السلامة المرورية على الطرقات.
كما أن منظومة النقل الذكي هذه تشمل العديد من الأنظمة التي سوف يتم تشغيلها من خلال العديد من الوظائف الآتية:
· نظام التحكم بإشارات المرور وإعطاء الأولوية؛ إذ يتم التحكم بإشارات المرور آلياً لإعطاء الأولوية للجهة التي عليها كثافة مركبات أعلى، وكذلك إعطاء الأولوية لسيارات الإسعاف والدفاع المدني والمرور والدوريات الأمنية...إلخ.
· رصد الاختناقات المرورية آلياً، ومن ثم يتم إرسال بلاغ لأقرب دورية من الموقع لمعالجة المشكلة؛ وبالتالي يتم تحقيق زمن استجابة أسرع. وإضافة إلى ذلك، فإن بلاغات المتصلين سيتم تحويلها آلياً لأقرب دورية مرور من موقع المتصل؛ إذ يتم تحويل بلاغ المتصل آلياً لأقرب دورية وإرسال البلاغ على أجهزة الحاسوب وأنظمة تحديد المواقع التي تم تجهيزها داخل سيارات دوريات المرور، التي من شأنها أيضاً تسريع زمن الاستجابة للبلاغ.
· جميع هذه الأنظمة وأنظمة أخرى مربوطة جميعها بمركز القيادة والتحكم بمرور الناصرية Command and Control Center CCC الذي تم تجهيزه بأعلى وأحدث أنظمة التحكم وأنظمة العرض والاتصال. ويعد هذا المشروع من المشاريع الذي تمثل نقلة نوعية للإدارة المرورية الشاملة.
كما أكد في الختام أن الإدارة العامة للمرور تسعى لتقديم أفضل الخدمات لشرائح المجتمع كافة، كما أن الإدارة العامة للمرور تحظى بدعم وتوجيه من صاحب السمو الملكي وزير الداخلية، وبمتابعة سعادة مدير الأمن العام اللواء/ عثمان المحرج، وكذلك سعادة مدير الإدارة العامة للمرور.