تفوق الأستاذ المساعد في قسم اللغة العربية بكلية العلوم الإنسانية بجامعة الملك خالد، الدكتور ياسر درويش على شركة مايكروسوفت العالمية، بعد تصميمه برنامجاً يعالج الأخطاء الإملائية ويصححها تلقائياً، متغلباً بذلك على المدقق الإملائي الخاص بشركة مايكروسوفت. وأوضح درويش أن الحاجة هي التي دفعته للقيام بهذا العمل، نظراً لمجال عمله باللغة العربية، الذي يتطلب تصحيح الأخطاء وتحكيم الأبحاث والرسائل الجامعية، فكان لا بد من تصميم برنامج يعالج هذه المشكلة دون تضييع الوقت في تصحيح الأخطاء الإملائية أو مشاكل النص، كوجود نقطة في بداية السطر، أو فراغات كثيرة ما بين الكلمات.
وأضاف درويش أن "الفكرة تعود إلى سنوات عدة، عندما كنت أعمل خلال تلك الفترة على تحويل مئات الكتب الورقية إلى كتب رقمية "إلكترونية"، حتى جمعت مكتبة رقمية ضخمة تزيد عن 60 ألف كتاب".
وبين درويش أنه على هامش ورشة العمل التي عقدت لأعضاء مجلس قسم اللغة العربية في جامعة الملك خالد بعنوان "ابتكارات تقنية لخدمة اللغة العربية" استعرض آلية عمل البرنامج، وقدم نموذجاً لورقة مليئة بالأخطاء، كما قام بتجربة المدقق وشاهد الجميع كيفية معالج المدقق آلاف الأخطاء دون تدخل، كما عرض قالباً "ماكرو" يقوم بتنظيف الملف من الأخطاء المرتبطة بعلامات الترقيم وتنسيق النص.
وعن تفاصيل البرنامج أجاب درويش عنه، فقال: إنه عبارة عن برمجة بسيطة تعمل في بيئة (Microsoft Word) وفق تقنية الماكرو، ويقوم بتسجيل الخطوات التي يقوم بها المستخدم، كما يعيدها بشكل آلي دون تدخل، وبين أنه قام بإجراء تلقين للماكرو يعمل على مبدأ البحث والاستبدال، ويقوم بالبحث عن الكلمة الخاطئة وفق قواعد اللغة العربية ومقاييس تم تلقينه إياها، لحذف الكلمة الخاطئة واستبدالها بالكلمة الصحيحة، وفق ضوابط محددة، كمطابقتها للبحث، وتطابق همزة الألف.
وأكد درويش أنه قام بإدخال آلاف الكلمات الخاطئة التي تتكرر في الكتابة، ويكثر الخطأ فيها، بحيث تقوم البرمجة بتصحيح آلاف الأخطاء الإملائية تلقائياً مهما كان حجم الملف.
وأشار درويش إلى أن المدقق الإملائي الذي قام بتصميمه يتفوق على مدقق شركة مايكروسوفت العالمية من حيث تصحيحه ومعالجته للأخطاء الإملائية بشكل مباشر، وعدم الإشارة للكلمات باعتبارها خاطئة وهي صحيحة ما يوقع المستخدم بالإخطاء، مضيفاً أن قاموس (Microsoft Word) لا يوجد به سوى القليل من الكلمات، بعكس مدققه الذي يحوي آلاف الكلمات الصحيحة.
وأبدى درويش ترحيبه بالمتخصصين في البرمجة المتطورة، لتطوير برنامجه ليصبح مستقلاً عن (Microsoft Word)، وتمنى من جامعة الملك خالد أن تسهم في دعم هذا المشروع الهام، الذي يخدم الباحثين والطلاب على حد سواء.