برغم الضغط الشديد الذي تتعرض له المستشفيات الحكومية الثلاثة بجدة، مستشفى الملك فهد شمالاً، ومستشفيا الملك عبدالعزيز والثغر جنوباً، مع ظهور حالات مرض الكورونا منذ ما يقارب الشهرين؛ إلا أن المستشفى الجديد شمال جدة ما زال يراقب الوضع من بعيد؛ مكتفياً بعمل العيادات الخارجية فقط دون الحرص على التشغيل العاجل لقسم الطوارئ، في ظل الظرف الصحي الطارئ لعروس البحر الأحمر. ومنذ أن بدأ تشغيل العيادات الخارجية للمستشفى الشمالي قبل 7 أشهر، حدد مسؤولو "صحة جدة" تشغيل الطوارئ خلال شهرين، ولم ينفذ ذلك الموعد وتأجل التشغيل أكثر من مرة دون إبداء أي أسباب مقنعة.
وتعاني مستشفيات جدة من ضغط هائل في استقبال الحوادث والحالات الطارئة، ومع إغلاق "الطوارئ الجزئي" لمستشفى الملك فهد لتعقيمها من الكورونا قبل أسبوعين، تحوّل الضغط الهائل إلى مستشفى الثغر ومستشفى الملك عبدالعزيز جنوبي جدة، في الوقت الذي حرص العديد من المرضى على مراجعة المستشفيات الخاصة تلافياً للتأخير الشديد في طوارئ المستشفيات الحكومية، والذي يتطلب عدة ساعات حتى يتسنى لهم مقابلة الطبيب المختص.
ويمثل مستشفى شمال جدة حلماً لأهالي جدة برغم تعثر خطواته التنفيذية منذ ما يقارب ال 11 عاماً؛ حيث وقّعت عقوده في شهر ربيع الأول من عام 1424ه، بسعة 300 سرير لمدة ثلاثة أعوام، قبل أن تصدر الأوامر بتحسين إمكانياته وزيادة طاقته الاستيعابية إلى 500 سرير، وتمديد عقد المقاول ثلاث سنوات أخرى؛ على أن ينتهي مطلع 1431ه؛ ولكنه لم يبدأ تشغيله كاملاً حتى اللحظة.
المستشفى "الحلم" أشرف على تنفيذه ثلاثة وزراء للصحة بداية من الدكتور أسامة شبكشي الوزير الأسبق، الذي أطلق فكرة التنفيذ وبدأ في التصاميم الأولية ووضع الخطوط العريضة لإنشائه، قبل أن يستلم المهمة الوزير السابق الدكتور حمد المانع عام 1424ه؛ حيث راقب نمو المشروع ببطء، وتفقّده في زيارات مفاجئة وأخرى مجدولة، قبل أن يترك حقيبته الوزارية للدكتور عبدالله الربيعة، الذي أمضى أربعة أعوام ونيف في مراقبة السير البطيء لتنفيذ المستشفى، والذي لم يشغل فيه إلا بعض العيادات الخارجية فقط.
وقاربت تكلفة المستشفى حوالى (251) مليون ريال؛ في حين تم تخصيص ميزانية تقدر ب(180) مليون ريال؛ لتأثيثه وتوفير كل المستلزمات الطبية الحديثة لتشغيله وفق أحدث المواصفات العالمية.
ويمتد المشروع على مساحة تقدر ب75 ألف متر مربع، وبسعة 500 سرير، ويشمل المستشفى 50 سريراً عناية مركزة، و20 حاضنة لحديثي الولادة، و16 سريراً للحروق، كما يشمل أيضاً مركزاً للحوادث والإصابات، ومركزاً للعلوم العصبية، وآخر متخصصاً للعقم والخصوبة، إضافة إلى 8 غرف عمليات رقمية حديثة، وغرفتين للعمليات القيصرية، وجهازين لأشعة القسطرة القلبية التداخلية للأوعية الدموية، ومختبراً تقنياً حديثاً. ويضم أيضاً 45 عيادة خارجية بجميع التخصصات، وكذلك قسماً للأطفال بكل التخصصات الفرعية.
مدير مستشفى شمال جدة الدكتور سالم باسلامة قال ل"سبق": "إنهم ما زالوا في طور تجهيز الطوارئ بكل الأجهزة الطبية والمعدات الحديثة رافضاً تحديد موعد محدد لبدء التشغيل".
وعن المطالبات بتعجيل تشغيله بسبب "كورونا" قال: "بسبب هذا المرض، حرصنا أكثر على توفير كل ما يلزم بخصوص التعقيم وغُرَف العزل، وسيبدأ التشغيل في أقرب فرصة بإذن الله".