تحولت منصات وسائل التواصل الاجتماعي خاصة "تويتر" إلى منابر إعلامية لعدد لا يستهان به من المتحدثين الإعلاميين لمختلف الوزارات والمؤسسات والقطاعات الخدمية والحيوية في السعودية، من خلال "تغريد" عدد من البيانات والأخبار الرسمية الخاصة بتلك الوزارات أو المؤسسات، حيث اكتفى أغلبهم بإعلان كافة أخبار الجهات المنتسبين لها عبر حساباتهم لتداولها فيما بعد من قبل عدد من الصحف وباقي متابعيهم. وهذا الأمر دفع الوسائل الإعلامية لتخصيص عدد من منسوبيها سواء من الإعلاميين أو غيرهم لتتبع تلك التغريدات التي تحمل أبرز القرارات والتوصيات، أو من خلال متابعة الصحفي نفسه لتلك الصفحات والحسابات وإضافتها وملاحقتها في كل ثواني حياته المهنية.
"سأغرد بعد قليل" " سأغرد بعد قليل" أولى العبارات التي يطلقها بعض المتحدثين للرد على استفسار الزملاء الإعلاميين بخصوص قضية أو قرار معين لمعرفة التفاصيل وأنظمة تطبيق تلك القرارات، وللحقيقة أثبتت التجربة أنها عبارة ابتعد فيها المتحدث الإعلامي عن دوره الأساسي في ظل تزايد أعداد المنتديات والصحف الإلكترونية والمواقع الإخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي التي من المحتمل أن تساهم بشكل أو بأخر في نقل المعلومة الخاطئة، ربما عن حسن نية، ما يؤدي إلى وجود بيئة خصبة للشائعات والترويج لها، وهذا ما دفع مجلس الوزراء ومن هذا المنطلق إلى إصدار قراره بإلزام الوزارات والهيئات والمؤسسات العامة والأجهزة الحكومية الأخرى والجهات الخدمية بتعين المتحدثين الرسمين في أماكنها الرئيسية وفروعها ضمن مختلف مناطق المملكة للتواصل مع مختلف الوسائل وقنوات الإعلام بهدف تزويدها بالمعلومات الدقيقة والصحيحة وكافة الإجراءات والمستجدات أول بأول.
"كورونا جدة" ولربما يتخيل المتحدثون الإعلاميون أن عبارة "سأغرد بعد قليل" أراحتهم من أسئلة واستفسارات الزملاء الإعلاميين، وربما أخرجت بعضهم من صمته نتيجة المبالغة في التحفظ وحجب المعلومة، ما انعكس سلباً في كثير من القضايا والشائعات وكانت آخر الشائعات التي راجت وتناقلتها وسائل التواصل نتيجة صمت صحة جدة منذ اليوم الأول لظهور حالات كورونا وتجاهل الرد حول استفسارات وسائل الإعلام حول حقيقة الأرقام المتداولة بعد اكتشاف أول حالة للممرض السعودي بندر الكثيري في تحفظ زائد، يؤكد أن الإعلامي لا يحتاج إلى معلومة "تويترية" فحسب وإنما يحتاج لتواصل حقيقي لإيصال المعلومة الحقيقية من مصدرها لأبناء الوطن.