تشهد العاصمة السعودية الرياض، الأحد القادم، حفل التكريم الرسمي وتسليم الجوائز للفائزين بجائزة الملك فيصل العالمية لعام 1435ه/ 2014م. وستكرم الجائزة هذا العام أصحاب الإنجازات العالمية الرائدة في مجالات خدمة الإسلام، ومعدي الدراسات الإسلامية، وموضوعها بعنوان "التراث الحضاري لمكة المكرمة"، دراسات اللغة العربية والأدب وموضوعها بعنوان "الرواية العربية الحديثة"، دراسات الطب وموضوعها بعنوان "التشخيص غير التدخلي في أمراض الأجنة" إضافة إلى دراسات العلوم وموضوعها بعنوان "الرياضيات".
وتقدم جائزة خدمة الإسلام لفضيلة الشيخ الدكتور أحمد ليمو، نيجيري الجنسية، تقديراً لانفتاحه الفكري واعتداله ووسطيته وجهوده التعليمية والدعوية والتطويرية الكبيرة التي تمثَّلت في تأليف عدد من الكتب الإسلامية والمراجع المدرسية لإشباع حاجة المجتمع النيجيري، والتي أصبحت مرجعاً للأجيال المسلمة في نيجيريا في فهم الإسلام؛ والتعمق في دراسة العقيدة الإسلامية.
وساهم "ليمو" في تأسيس عدد من الجمعيات والمدارس والأوقاف؛ وشارك في دعم حقوق المرأة المسلمة في نيجيريا بشكل متواصل؛ وله دور في الحث على التعايش السلمي والتغلب على العنف الطائفي في البلاد.
ومن المقرر تسليم جائزة الدراسات الإسلامية للدكتور عبد الوهاب بن إبراهيم أبو سليمان، سعودي الجنسية؛ تقديراً لجهوده العلمية المتنوِّعة الراصدة والموثقة لتفاعل الناس حضارياً في الحرم المكي وما حوله، خاصة من خلال كتابه "باب السلام"، الذي أعاد رسم ملامح الحرم المكي في حقب تاريخية مهمة.
وستسلّم جائزة اللغة العربية والأدب للدكتور عبد الله إبراهيم، عراقي الجنسية، تقديراً لأعماله العلمية وإسهاماته في دراسة الرواية العربية الحديثة التي أخضعها للعناصر الأصيلة والوافدة من الآداب والثقافات، حيث الخطاب السردي العربي بغيره من الخطابات الأخرى.
وستقدم جائزة الملك فيصل العالمية للطب للبروفيسور يوك منج دنس لو، صيني الجنسية، تقديراً لدوره الرائد في مجال التشخيص غير التدخلي لأمراض الأجنة؛ حيث استطاع في عام 1989م أن يتعرف على جنس الجنين بفحص حمض "دي إن إيه" الجيني وحمض "أر إن إيه" الجيني في دم الأم والتعرف على آلية حدوث ذلك، من خلال استخدام أحدث التقنيات والطرق الإبداعية في تحقيق نتائج غير مسبوقة ساعدت على وضع أولى اللبنات على طريق التشخيص غير التدخّلي.
وستذهب جائزة العلوم، للبروفيسور جيرد فولتينجز، ألماني الجنسية، تقديراً لمساهماته الرائدة في الهندسة الجبرية وطرحه لنظرية الأعداد حيث تجمع أعماله بين الإبداع والرؤية والقوة التقنية.
وسينضم الفائزون بالجائزة في دورتها الحالية، إلى كوكبة من المفكرين والعلماء من الشرق الأوسط ومختلف أرجاء العالم من أصحاب الإنجازات الذين تم تكريمهم بالجائزة خلال ال 36 عاماً الماضية.
وتقدم الجائزة للفائزين مبلغ 200 ألف دولار أمريكي وميدالية ذهبية عيار 24 قيراطاً، وزن 200 جرام، مما يجعلها واحدة من أرقى الجوائز العلمية التكريمية.
جدير بالذكر أن 16 فائزاً بجائزة الملك فيصل العالمية قد تمكنوا من نيل جوائز نوبل.
وتقدم جائزة الملك فيصل العالمية، مؤسسة الملك فيصل الخيرية التي تأسست في عام 1976 على يد أبناء وبنات الملك فيصل؛ تخليداً لذكراه، حيث تمنح الجائزة سنوياً في خمسة مجالات هي: خدمة الإسلام، الدراسات الإسلامية، اللغة العربية والأدب، الطب والعلوم.
وتكرّم الجائزة الشخصيات والمؤسسات التي أسهمت إنجازاتهم المميّزة بدور فاعل في خدمة الإسلام والمسلمين، والمفكرين والعلماء ممن أثروا المعرفة الإنسانية ونفعوا بفكرهم وبحوثهم عدداً كبيراً من الناس.
ولا تشكل معايير الديانة أو النوع الاجتماعي أو الخلفية الثقافية حواجز تمنع من الترشيح للجائزة، حيث تم منح الجائزة لعلماء ومفكرين غير مسلمين تقديراً لإنجازاتهم المميزة في مجالات اللغة العربية والأدب والدراسات الإسلامية، بالإضافة لمجالات الطب والعلوم.
يشار إلى أن جائزة الملك فيصل العالمية التي انطلقت دورتها الأولى في عام 1979م من جانب الاتحاد الدولي للجوائز المميزة، تصنف كإحدى أرفع الجوائز العالمية، حيث تسعى الجائزة للحفاظ على التراث الإسلامي وتكريم الإنجازات الإنسانية التي أثرت المعرفة ونفعت عدداً كبيراً من الناس في المجتمع.
وتم منح الجائزة منذ انطلاقها إلى 234 شخصية ومؤسسة من 42 دولة حول العالم، حيث يتم ترشيح الفائزين بمعرفة مؤسسات عالمية مرموقة، واختيار الفائزين يخضع لإشراف لجنة اختيار مستقلة.