أرجع الباحث بمركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز للبحوث والدراسات البيئة والسياحية بجامعة الملك خالد الدكتور عبدالمنعم عبدالسلام، أن تدهور الغابات في جنوب غرب المملكة يعود إلى التغيرات التي تؤثر سلباً على الغطاء النباتي بشكل عام وأراضيها بشكل خاص؛ مما يترتب عليها خسارة خدمات النظام الإيكولوجي، أو حصول تغييرات في تركيبة الأنواع؛ نتيجة لعوامل مختلفة، كالاستغلال المفرط، والطفيليات النباتية، وغزو الأنواع الغربية، والتلوث، والحرائق؛ حيث تتسبب في انخفاض الطاقة الإنتاجية. وأشار الباحث إلى أن مؤشرات التدهور والاستغلال المفرط لغابات جنوب غرب المملكة تعود إلى وقت مبكر من تاريخ البشرية، وأن هناك مؤشرات تدل على تدهور الغابات في أجزاء مختلفة من المنطقة؛ حيث تعود لعدة عوامل: كانخفاض قدرتها على التجدد الطبيعي لأنواعها الرئيسية، وانتشار الثغرات في الغطاء الحرجي، وارتفاع نسبة الأشجار غير المنتظمة بالشكل (المنحني، الملتوي، المشقوق، المتشعب، قزمي، المائل)؛ لا سيما بأشجار العرعر بروسيرا، وكذلك ارتفاع نسبة فَقْد الأشجار بالقطع التام والجزئي والإحراق، ووجود عدد كبير من الأشجار الميتة، واختفاء معظم الأشجار الكبيرة، وفقدان المظهر الصحي للأشجار.
وأضاف الباحث أن وجود الكثير من الأشجار الميتة والمصابة بالموت القمي، وغزو الأنواع النباتية الغربية، وانتشار الحشرات الضارة بالأشجار وقلة عدد الأنواع الشجرية وجفاف فروعها، وتآكل التربة، وفقدان بعض أنواع الحيوانات البرية، تعد مؤشرات هامة تُنذر بمستقبل الغابات المتدهور.
يُذكر أن معظم الغابات الطبيعية في المملكة العربية السعودية توجد في المنطقة الجنوبية الغربية، وتمتد على مساحة 27.000 كم مربع مُشَكّلة 1.2% من مساحة الأراضي الكلية للمملكة؛ منها 21.000 كم مربع؛ ما يعني 80% مبعثرة في جميع أنحاء سلسلة جبال السروات في المنطقة الجنوبية الغربية.