اختُتِم يوم أمس الملتقى السنوي الأول للبحث العلمي بجامعة الباحة، والذي تنظمه وكالة جامعة الباحة للدراسات العليا والبحث العلمي بعنوان "البحث العلمي ضرورة مجتمعية وريادة مستقبلية" جلساته الرابعة، حيث ترأس الدكتور عبد الباري التمني مستشار وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي الجلسة، واستعرض فيها السيرة الذاتية لمتحدث الجلسة الدكتور "هاري" الأستاذ بجامعة جلاسكو بالمملكة المتحدة. ثم بدأ الدكتور "هاري" موضوع مشاركته بعنوان "البحث العلمي من الفكرة إلى النشر"، والتي أشار فيها إلى أهمية البحث العلمي في تحقيق رفاهية وتقدم المجتمعات، فمعظم المجتمعات المتقدمة تؤكد ذلك وتعزو التطور التكنولوجي السريع لديها بأنه نتاج البحث العلمي، لذلك يعد الاستثمار في البحث العلمي له عوائد كبيرة، وتهتم الآن الجامعات والمؤسسات البحثية بتقديم الدعم للمشروعات البحثية من أجل النشر المكثف في المجلات العلمية العالمية.
وبيَّن دكتور "هاري" أن "البحث العلمي منذ بدء الفكرة حتى نشره مثله مثل حياة الإنسان منذ أن كان بذرة حتى أصبح فرداً نافعاً للمجتمع، لكن عملية تكوين الفكرة وبنائها هي الأصعب وتحتاج إلى توفير الإمكانات اللازمة لذلك، فالبحث العلمي دون معامل وتجهيزات مناسبة لن يكون ذا قيمة"، ثم استعرض تجاربه في مجال النشر العلمي وفتح بعدها باب النقاش، والذي شهد العديد من الأسئلة والمداخلات حول موضوع الجلسة.
وبعد انتهاء الجلسة قام الدكتور سعيد بن صالح الرقيب بتكريم رئيس الجلسة والمتحدث، وتلتها الجلسة الختامية والتي قدَّمها الدكتور عبد الله الأكلبي وكيل عمادة البحث العلمي بجامعة الباحة، والتي تم فيها مناقشة التوصيات التي تم إقرارها من خلال اللجنة العلمية للملتقى، والتي أوصت بحث أعضاء هيئة التدريس والباحثين للتقديم على برامج المنح البحثية بالجامعة وبمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، والتوجه نحو إقامة علاقات شراكة بين الجامعة والجامعات الأخرى المحلية والعالمية في مجالات البحث العلمي بما يحقق التكامل المعرفي والبحثي، وتوجيه أولويات البحث العلمي بجامعة الباحة نحو التنمية الشاملة بمنطقة الباحة، مع إتاحة الفرصة للبحوث العلمية التي لها مردود عالمي، وإعداد وثيقة أخلاقيات البحث العلمي بالجامعة بالتعاون مع جامعات المملكة والمؤسسات ذات العلاقة وبالاستفادة من الخبرات العالمية في هذا المجال، وإتاحة الفرصة للباحثين الجدد وطلبة الدراسات العليا للمشاركة بالمشاريع البحثية الممولة بالجامعة وبالمؤسسات البحثية بالمملكة للارتقاء بمستوى أدائهم البحثي لتحقيق التواصل بين الأجيال تمهيداً للنشر الدولي، ومن ثم البدء في بناء المعايير المنظِّمة لإنشاء المجموعات البحثية وربطها بنظائرها بالمملكة وخارجها، وعرض وتقديم النماذج المتميزة للباحثين الجدد؛ بهدف تأصيل فكرة البحث العلمي لديهم، وحث الباحثين بجامعة الباحة على التسجيل في قاعدة البحوث السعودية "قبس" وتسجيل نتاجهم العلمي.