كشف موقع وزارة الشؤون الإسلامية الدعوي والإرشادي "موقع الإسلام"، عن الأسباب التي أوجدت نشر حديث "موضوع" في الموقع، والذي قوبل بانتقادات واسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وورد الحديث في تفسير قول الله تعالى "أولئك هم خير البرية"، ونسب للنبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أنت يا علي وشيعتك".
وقال الموقع: إنه من الأمانة العلمية عدم التدخل في متن وأصل كتب المراجع والمصادر وغيرها، فتفسير الطبري وغيره من الكتب الأصول العظيمة، موجودة في المكتبات الإسلامية وموجودة في المكتبات الرقمية، وهي خدمة تقدمها المكتبات والمواقع الإلكترونية للباحثين والمهتمين، و"موقع الإسلام" من أوائل المواقع التي اعتنت بنشر الموسوعات والتراث الإسلامي ففي الموقع أكثر من نصف مليون صفحة تراثية في جميع فنون العلم الشرعي.
وزاد: فالتعامل مع كتب التراث الأصيلة وما يرد فيها هو محل اهتمام العلماء وطلبة العلم والباحثين والمثقفين في المحافظة عليها، كما هي، وعدم الحذف منها بناء على اجتهادات ورؤى، مع فتح المجال للتعليق ووضع هوامش والنقد الموضوعي العلمي المُعتبر، وهذا ما نهجه موقع الإسلام صيانة للعلم واحتراماً لحقوق المؤلفين، وفي الموقع مقالات ومؤلفات توضح الرؤية العلمية المتوازنة للعلوم الشرعية، كما توجد موسوعة حديثية تبين الآثار والأحاديث الصحيحة.
وعلق الموقع على تفسير قول الله تعالى "أولئك هم خير البرية"، ونسب للنبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أنت يا علي وشيعتك"، قائلاً: هذه الرواية غير صحيحة؛ لأن الراوي عن النبي صلى الله عليه وسلم، هو "أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين" وبينه والنبي صلى الله عليه وسلم فترة طويلة، فهو مولود سنة 57ه، ولم يلتقِ النبي صلى الله عليه وسلم فكيف ينقل عنه؟ لذلك الرواية غير صحيحة.
وبيّن: في إسناد الحديث علل أخرى يعدها المختصون في علم الحديث مؤثرة في قبول أو صحة الحديث والحكم عليه أنه موضوع أو مكذوب، أما الصحابي الجليل علي رضي الله عنه فعقيدة أهل السنة فيه كعقيدتهم في بقية الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، "محبتهم والتراضي عنهم وتوليهم واتّباع هديهم وعدم تنقصهم".
وأشار "الموقع": إلى أن الحديث في تفسير الطبري وهو من أهم التفاسير الموسوعية الجامعة التي تخدم الباحث والمختص، وقد ذكره المؤلف بإسناده، وعادة المؤلفين في الكتب المُسندة ذكر كل ما وصل إليه مع ذكر الأسانيد ليتيح المقارنة وليترك النقد والتمحيص للباحث والدارس، ومن منهجية المحدثين القدماء الاكتفاء بذكر السند عن نقد الخبر لاشتهار علم الرجال عندهم، ولذا قالوا: "من أسند لك فقد حملك".
وأضاف: كما يعمد بعضهم إلى إدراج الضعيف والموضوع مسنداً للتبصير بعلته والتحذير منه، وهذا دليل على إتقانهم العلمي وتقصيهم لكل ما ينفع الباحث، ونصحهم البالغ للأمة، هذا إلى جانب ما ألف الكثير من العلماء من كتب خاصة بالحكم على الأحاديث. وتوجد لدى الإمام الطبري –رحمه الله- منهجية خاصة به، فهو يرى لزوم تأدية ما وصل إليه من شيوخه أيا كان رأيه فيه كما صرح به في مقدمة التاريخ، "فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما ينكره قارئه أو يستشنعه سامعه، من أجل أنه لم يعرف له وجهاً في الصحة ولا معنى في الحقيقة، فليعلم أنه لم يؤتِ في ذلك من قبلنا، وإنما أتى من قِبل بعض ناقليه إلينا، وأنَّا إنما أدينا ذلك عن نحو ما أدي إلينا".
وأشار الموقع بشأن ما يرده من تساؤلات وملاحظات حول ما يُنشر، إلى أن: "موقع الإسلام بفضل الله يدخله شهرياً أكثر من سبعمائة ألف زائر من أكثر من 200 دولة حول العالم، وهي مسؤولية وأمانة تقع على عاتقنا في التفاعل مع ما يرد من تساؤلات أو انتقادات، فنحن ننظر إليها من جهة التطوير والتحسين، سائلين المولى سبحانه التوفيق والإعانة، مرحبين بتقبل الاستفسارات والمشاركات على إيميل الموقع الرسمي".