حذر إمام وخطيب المسجد الحرام بمكةالمكرمة الشيخ الدكتور صالح بن محمد آل طالب من خطورة ثوران حمى التصنيف والانتسابات للطوائف والأحزاب التي يشهدها العالم الإسلامي اليوم والتي تزيد من شتات المسلمين وطالب الشعوب الإسلامية بإدراك عظم المسؤولية بالمحافظة على ما بقي لهم من أوطانهم واجتماعهم. ودعا آل طالب في خطبة الجمعة اليوم الشعوب إلى التضامن فيما بينهم وتقريب شقة الخلاف والعمل الجاد والدؤوب للسير في طريق الوحدة الإسلامية على هدي من الكتاب والسنة مع فهم مجريات العصر وتقدير ظروفه والتحرك في خطى ثابتة بعيدة عن الارتجال وردود الأفعال والتعامل مع الأحداث بأسلوب العصر ومنهج الشرع.
وأضاف آل طالب أننا مطالبون بوقفة تأمل نتدبر فيها طريق الخلاص وخطة مثلى للنهوض بأمتنا وتجنيبها الحروب والفقر والحاجة والمرض والجهل، مضيفاً: آن الأوان لتترجم القيادة في كل دول العالم الإسلامي أمنية الشعوب الإسلامية باللحمة والاجتماع ليسعدوا بذلك.
وأشار إلى أن من بوادر الفأل الحسن احتضان مكةالمكرمة جمعاً من علماء المسلمين لتدارس واقع العالم الإسلامي بمشكلاته وحلولها، ويسعون لتحقيق ما تتطلع إليه الأمة المسلمة. وأكد علي دور العلماء في مثل هذه الظروف وأنهم مازالوا هم الأمل في زمن اضطراب السياسات.
وتابع بقوله: مما يزيد شتات المسلمين حتى كاد الاسم الشريف لأفراد الأمة والذي هو "المسلمون" يذوب في بحر الانتساب للطوائف والأحزاب والجماعات في تفتيت للمفتت وتفريق للمفرق مضيفين طعنات للجسد الجريح! مؤكداً أن الصراع بين الامم اليوم ليس صراع مغالبة فحسب بل صراع بقاء أو فناء "أن تكون أو لا تكون"، في زمن عولمة الفكر والثقافة قبل عولمة الاقتصاد والسياسة، وفي زمن هيمنة القوي، وفرض الرأي بالقوة.
وشدد آل طالب على أهمية التعاون والتكاتف والوحدة الإسلامية، مؤكدًا أن التضامن بين المسلمين في هذا العصر ضرورة للبقاء لا سيما وأن العالم حولنا يتكتّل ولا يحترم إلا الأقوياء المتحدين.
وأضاف بقوله إن الشعوب الإسلامية لا تريد غير الإسلام عقيدة تؤمن بها ونظاماً يحكمها وديناً يجمع شتاتها وأخوة توحد صفوفها وعدالة تسود مجتمعاتها لتعبد الله في أمان وتعيش في سلام.
واستكمل آل طالب خطبته، فقال: نتطلع إلى تضامن واتحاد يثمر خيراً وبركة في كل المجالات وينهض بالأمة لتقود الأمم، لافتاً الانتباه بأنه لن يصلح هذا التضامن إلا بالمرجع الثابت والوحيد والمتمثل في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى نهج أصحاب النبي الكرام رضي الله عنهم.