استغرب عددٌ من شهود عيان واقعة إسعاف مصابي حادث مروري لأنفسهم بمركز طبي (مركز صمخ) ببيشة، من تصريح ناطق الشؤون الصحية في بيانه الموزع على الصحف والمواقع الإخبارية، والذي نفى فيه كون مصابي الحادث أسعفوا أنفسهم لتعثر وجود الكادر الطبي؛ برغم أن ما شاهدوه عكس ما أدلى به التصريح. وقال عددٌ منهم، تحتفظ "سبق" بأسمائهم: "من الغريب أن نُشاهد حديثاً عكس ما أملاه الواقع؛ إذ لا وجود للكادر الطبي في المركز؛ وهو ما أدى إلى قيام أحد المصابين بإجراء طرق بدائية لمحاولة إيقاف النزيف الواقع في رأسه، من خلال وضعه شاشاً قماشياً دون إجراء تعقيمٍ طبي أو معالجةٍ، وهذا ما أوضحته إحدى الصور؛ مشيرين إلى أنهم من أنقذ العاملين الآسيويين؛ حيث طُرِق باب المستوصف وفتح لهم الحارس؛ بينما لم تفتح لهم الممرضة المناوبة في المستوصف الباب لمعالجة المصابين".
واستشهد شهود العيان، بحضور أحد رجال "شرطة صمخ"، والذي حضر للموقع وشاهد بعينه عدم إجراء أي حالة إسعاف لمصاب طوال وجودهم، وحتى مغادرتهم المركز بعد قرابة الساعة تقريباً؛ مُشيرين إلى أن الهدف هو الارتقاء بالخدمات وليس التهرّب من تحمل المسؤولية, موضحين أنهم على أتم الاستعداد للحضور والإدلاء بشهادتهم متى ما استوجب الأمر ذلك.
وكانت "سبق" تلقت تعقيباً من المتحدث الرسمي ب"صحة بيشة" عبد الله سعيد الغامدي حول الخبر الذي نُشر بعنوان "مصابو حادث مروري يُسعفون أنفسهم بمركز طبي و"صحة بيشة" تحقّق"؛ حيث بيّن أن نتائج التحقيقات فيما جاء بالخبر المشار إليه، فيه كثير من المبالغة ومُجافٍ للحقيقة؛ مضيفاً أن الوزارة تعهدت بإطلاع المواطنين على نتائج التحقيق الذي وجّه به مدير الشؤون الصحية في بيشة عامر بن مشاري الصعيري.
وأوضح "الغامدي" أن الحالات الثلاث للمصابين وصلت للمركز الصحي بصمخ عند الساعة 1:50 صباح يوم الأحد الموافق 16 / 4 / 1435، وأدخلهم الحارس إلى غرفة الطوارئ واتصل بالطبيب المناوب والممرضة المناوبة والسائق المناوب، واستغرق حضورهم من خمس إلى عشر دقائق.
وأضاف "الغامدي": أن الطبيب المناوب أكد أنه تلقى اتصالاً من الحارس بوجود حالات حادث مروري، وتوجه فوراً إلى المركز وقام بعمل الإسعافات للمصابين بمعاونة الممرضة المناوبة، وتم إحالة المصابين إلى مستشفى الملك عبد الله بسيارة إسعاف المركز الصحي، برفقة الممرضة المناوبة، وكانت الساعة تشير إلى 2:18 صباحاً.
وبيّن المتحدث الرسمي ب"صحة بيشة"، أن عدد الحالات التي تم إسعافها وتحويلها حالتان فقط من أصل ثلاث حالات، والحالة الثالثة لا توجد بها إصابات، كما أن سيارة إسعاف الهلال الأحمر وصلت إلى المركز الصحي عند الساعة 2:30 صباحاً، بعدما غادرت سيارة إسعاف "مركز صحي صمخ" متوجهة بالحالات إلى مستشفى الملك عبد الله بمحافظة بيشة.
يُذكر أن "سبق"، تواصلت مع المتحدث الرسمي لصحة بيشة عبد الله سعيد الغامدي، ظُهر يوم الحادثة، وطلبت استفساراً منه حول الحادثة, وقام بالرد في ساعة متأخرة في نفس اليوم، وضّح خلالها أن "صحة بيشة" فتحت تحقيقاً حول الموضوع.