قال صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية مساء اليوم، إن المملكة أدركت مخاطر وأضرار آفة المخدرات بحكم أن ظروفها ومعطياتها جعلتها في مقدمة الدول المستهدفة بأعمال المروجين والمهربين لهذه الآفة الخطيرة، ولذلك عملت على تسخير كافة الإمكانات والطاقات للتصدي لظاهرة المخدرات ومن يقف ورائها بكل عزيمة واقتدار.. انطلاقا من عقيدتها الإسلامية التي تحرم كل ما يعرض حياة الإنسان وعقله وماله للخطر .. وتوجب تطبيق أشد العقوبات على مرتكبي جريمة ترويج وتهريب المخدرات. جاء ذلك لدى رعاية سموه حفل افتتاح الندوة الإقليمية الأولى في مجال مكافحة المخدرات وتبادل المعلومات التي تنظمها المديرية العامة لمكافحة المخدرات في مدينة الرياض، وتستمر ثلاثة أيام. وأكد سموه إن لكل عصر من عصور الإنسانية آفته ومخاطره، مشيرا إلى أن المخدرات هي آفة هذا العصر وخطره الذي يهدد المجتمعات الإنسانية دون استثناء مجتمع عن آخر أو دولة عن أخرى. وقال إن وزارة الداخلية والجهات المعنية اعتمدت في تعاملها مع آفة المخدرات على منهجية العمل الوقائي، للحيلولة دون تمكين مهربيها ومروجيها من الوصول بها إلى المملكة.. وذلك من خلال جهود إستباقية وتعاونية دولية أثمرت ولله الحمد عن إحباط وضبط العديد من عمليات التهريب التي تحتوي على كميات كبيرة وخطيرة من المخدرات .. كما عملت وزارة الداخلية على الإسهام في رفع مستوى الوعي الوطني العام بأضرار المخدرات ومخاطرها على الفرد والأمة من خلال العديد من البرامج والحملات ، والمؤتمرات ، والندوات ، وتوظيف وسائل الإعلام والتوجيه في هذا المجال .. إلى جانب القيام بعلاج وإعادة تأهيل من وقع في براثن هذه الآفة ليعودوا أعضاء صالحين في مجتمعهم . وأضاف إن عقد هذه الندوة الإقليمية بهذا المستوى الرفيع من المشاركات المحلية والعربية والإقليمية والدولية يعكس بوضوح حرص واهتمام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز بمضاعفة الجهود وتعزيز التعاون الدولي في التصدي لظاهرة المخدرات, التي تهدد مخاطرها المجتمع الإنساني, وتستوجب مواجهتها تبادل المعلومات والخبرات وتعميق التواصل بين الجهات المعنية بمكافحتها لكي نحمي دولنا ومجتمعاتنا من هذه الآفة الخطيرة. وفي ختام كلمته تمنى سموه من الله العلي القدير لجمعكم المبارك التوفيق والسداد وأن تحقق هذه الندوة بجهودكم المخلصة ونواياكم الصادقة أهدافها المرجوة بإذن الله تعالي. وكان أقيم حفل خطابي بهذه المناسبة بدئ بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم شاهد سموه والحضور فلما وثائقيا بعنوان "مكافحة الظلام" يحكي جهود المملكة في مكافحة المخدرات. بعد ذلك ألقى نائب الرئيس التنفيذي لمكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة ساند ديب شولا كلمة أكد فيها أن المملكة تقوم بدور ريادي في المنطقة وبالتالي يمكنها أن تشكل نموذجا للتعاون الإقليمي في مجال مكافحة المخدرات. وعبر شولا عن شكره لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية على إتاحة الفرصة له بالمشاركة في الندوة الإقليمية. وقال " إن قضية المخدرات قضية عالمية أرهقت العالم وعطلت التنمية في جميع البلدان ومعول هدم للبشرية منذ قيامها". وطالب نائب الرئيس التنفيذي لمكتب الأممالمتحدة المشاركين في الندوة الخروج بتوصيات عميقة وإجرائية لإضفاء مزيد من التعاون وتعميق الارتباط بين البلدان جميعا , مشيرا إلى أن مكتب الأممالمتحدة يرحب بالمشاركات والخبرات والتبادل المعلوماتي الذي يسهم في التقليل من جرائم المخدرات . بعدها ألقيت كلمة الرعاة ألقاها نيابة عنهم رئيس مجموعة الحمراني عبد الله الحمراني رأى فيها أن مشاركة القطاع الخاص في هذه المناسبة يعد أقل واجب يقدمه هذا القطاع تجاه دينه والوطن والمجتمع في إطار مسؤولياته الاجتماعية، مؤكدا أن الجميع سائرون وفق توجيهات القيادة الحكيمة. ونوه الحمراني بجهود المملكة في مجال مكافحة المخدرات واجتثاث جذورها لحماية الأفراد والأسر والمجتمعات من أخطار هذه الآفه التي رأى أنها أصحبت من أكبر المعضلات التي تعاني منها دول العالم كافة لما لها من أضرار بالغة على الجوانب الصحية والاجتماعية واقتصاديات الدول. إثر ذلك ألقى مدير عام مكافحة المخدرات والمشرف العام على برنامج الندوة اللواء عثمان بن ناصر المحرج كلمة أشار فيها إلى أن مشكلة المخدرات أصبحت من الظواهر الخطيرة التي تجتاح العالم في عصرنا الحالي، وتسبب مشكلات عديدة في معظم بلاد العالم ، وتكلف الدول خسائر بشرية واقتصادية كبيرة، لافتا إلى أن الهيئات الدولية والإقليمية أولت مشكلة إدمان المخدرات أهمية كبيرة، ورصدت الأموال ، واستحثت العقول لمحاولة الوصول إلى حلول تحد من تفشيها وتقلل من نتائجها المدمرة. وبين اللواء المحرج أن الندوة الإقليمية الأولى في مجال مكافحة المجدرات وتبادل المعلومات تهدف إلى تنمية الجوانب المعرفية والمهارية، وتبادل الخبرات والمعلومات بين الدول العربية والإسلامية والصديقة في إطار تعزيز مفهوم الأمن الشامل، وحماية المجتمعات من خطر المخدرات والمؤثرات العقلية. وأشار إلى الندوة ستشهد مشاركة عدد من المسؤولين والخبراء الدوليين يمثلون أكثر من 26 دولة عربية وإسلامية وصديقة لعرض التجارب العالمية في مجال مكافحة المخدرات وتبادل المعلومات، بالإضافة إلى نخبة من العلماء والباحثين والمختصين الذين تقدموا ببحوث وأوراق عمل تصب في محاور الندوة المختلفة. وقال "إن المديرية العامة للمخدرات وهي تقيم هذه الندوة الإقليمية بالتعاون مع شركائها الاستراتيجيين ، لتستمد العون من الله ، وتستلهم النجاح من توجيهاتكم السديدة المتمثلة في مد جسور التعاون من الآخرين والاستفادة من جميع الوسائل والسبل التي تعزز من كفاءة ومهارات منسوبي مكافحة المخدرات للتصدي لكل المفسدين والمروجين الذين يريدون شرا بهذه البلاد وأهلها". عقب ذلك كرم سمو النائب الثاني الرعاة الرئيسيين للندوة الإقليمية الأولى. وافتتح سمو الأمير نايف بن عبد العزيز المعرض المصاحب لفعاليات الندوة . حضر الحفل صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة، وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن فهد بن عبد العزيز، وصاحب السمو الأمير سعود بن ثنيان آل سعود رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع، وسماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ وأصحاب المعالي الوزراء ومعالي وكيل وزارة الداخلية الدكتور أحمد بن محمد السالم وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين.