أفادت الجمعية الفلكيّة بجدة أن سماء السعودية سجّلت، البارحة، رصداً لكرةٍ ناريةٍ في غاية اللمعان خلال العام الحالي 2014 حتى مع وجود القمر المكتمل في قبة السماء، في واحدةٍ من الظواهر النادرة؛ نظراً لأن الكثير منها يحدث بعيداً فوق المحيطات.. بعيداً عن المناطق المأهولة. وكانت سماء الأجزاء الغربية من السعودية قد شهدت اختراق جسمٍ فضائي الغلاف الجوي قد يكون حجراً نيزكياً كبير الحجم أو كويكباً صغيراً، عند نحو الساعة 11:00 مساءً بالتوقيت المحلي، وبحسب التقديرات الأولية فإن ذلك الجرم الفضائي بلغ قطره نحو تسعة أمتار، ووزنه نحو 1000 طن متري، وسقط بزاوية ما بين حوالي 15 و20 درجة بسرعة حوالي 55.000 كيلو متر في الساعة، وترك خلفه ذيلاً من الغبار امتد لمسافةٍ تزيد على 300 كيلو متر تقريباً، وبلغ لمعانه الظاهري ما يفوق لمعان كوكب الزهرة.
ورُصد في الغلاف الجوي لمدة 40 ثانية خلالها تحطّم إلى أجزاءٍ كثيرة على ارتفاع نحو 25 كيلو متراً فوق سطح الأرض، ومن غير المعروف على وجه الدقة مقدار الطاقة التي تحرّرت منه في أثناء الانفجار.
وبسبب حجمه لا يعتقد أن الأجزاء التي تبقت منه كبيرة، ويرجّح أن معظمها تحلّل قبل أن يصل إلى سطح الأرض، وإن حصل ووصل شيءٌ منها إلى الأرض فلن يزيد حجمه على بضعة سنتيمترات.
وفي العادة تكون الكرات النارية مفعمةً بالألوان البرّاقة على طول الطيف من الأحمر إلى الأزرق البرّاق ونادراً اللون البنفسجي.
وتلك الألوان تكشف طبيعة العناصر المكوّنة عندما تتبخّر، وبحسب الصور، فإن اللون الذي طغى على الكرة النارية هو الأصفر البرّاق؛ ما يشير إلى عنصر الصوديوم، إلى جانب أن سرعة حركته تلعب دوراً أيضاً في تحديد اللون.
يُذكر أن الجهد العالمي في مراقبة الأجرام السماوية الصغيرة قرب الأرض ضعيفٌ للغاية في الوقت الحالي، والأجسام الصغيرة مثل ذلك الذي اخترق سماء السعودية من الصعب للغاية اكتشافها، ولن يعرف بأمرها إلا بعد أن تكون دخلت الغلاف الجوي، وبدأت في التوهج بعد احتكاكها بالغلاف الجوي، وقد تتسبّب في أضرارٍ بشرية ومادية، كما حدث في روسيا الاتحادية فبراير 2013، وإن كانت ليست شائعة الحدوث.