أكد استشاري النمو والسلوك بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الدكتور حسين الشمراني، أن العناية التي يتلقاها الطفل في سنوات التعليم الأولى من الممكن أن تساعده على تخطي العديد من المشكلات مستقبلاً ومنها الصعوبات في القراءة (عسر القراءة) أو ما يعرف علمياً باسم "الديسلكسيا" (Dyslexia). وقال الشمراني ل"سبق": "تعود هذه المشكلة إلى خلل في شبكة اتصال خلايا الدماغ وبالتحديد في الجزء المتعلق باللغة مما يؤدي إلى صعوبة في تفكيك رموز الكلمة الواحدة وبالتالي إلى مشاكل في القراءة والتهجئة والكتابة". وأضاف: "تظهر هذه الصعوبة في المرحلة التي يجب أن يقرأ فيها الولد أو البنت بطريقة صحيحة، ولا يتمكن المصاب بها من ربط اللفظ أو الصوت بالكلمة المكتوبة أو المقروءة، وهي غير مرتبطة بدرجة الذكاء أو في ضعف السمع أو البصر عند الأطفال بل هي فقط مرتبطة بوظيفة الدماغ". وأوضح أن "لها أسباباً وراثية، وممكن في العائلة الواحدة أن يعاني أكثر من فرد من هذه المشكلة ولكن الأمر ليس حتمياً". وقال إن "من الأعراض التي يمكن أن تشير إلى وجود عسر القراءة هي التأخر في النطق وصعوبة في التعلم في صفوف الروضة وغالباً يظهر الأمر جلياً في سن سبع سنوات، إذ يلاحظ أن التلميذ لا يقرأ كرفاقه في العمر نفسه مع أن درجة ذكائه طبيعية". وذكر أنه من المهم اكتشاف هذه الصعوبة ومعالجتها لما لها من انعكاس على حالة الطالب النفسية والشعور بعدم الثقة وبأنه أدنى مستوى من غيره وكذلك على تحصيله الدراسي. وبين أن العلاج يكون عن طريق برامج تدريب خاصة وخطط دراسية فردية بمساعدة المختصين في صعوبات التعلم ويكون ذلك ضمن المدرسة، ومن المهم منح من لدية عسر القراءة الفرصة في الانخراط مع باقي الأطفال وأن تتفهم الهيئة التعليمية أوضاعهم. وقال: "إذا ما وجد الطفل الرعاية والتدريب اللازمين فيمكن له أن يتعايش مع المشكلة ويتعلم ويبدع". ولفت إلى أن بعض مشاهير العالم يعانون من "الديسلكسيا" لكنها لا تمنعهم من النجاح.