يتساءل العديد من الاباء والامهات عن سبب التعسر القرائي لابنائهم الذين يعانون من صعوبات كبيرة في القراءة ونطق الحروف رغم المحاولات المستميتة من قبل الأسرة لمعالجة هذه المشكلة بكافة الوسائل والطرق الحديثة الممكنة من أجل العبور بهم الى شاطىء الأمان الا ان جميع محاولاتهم ذهبت ادراج الرياح وفتحت امامهم الباب على مصراعيه لاثارة العديد من التساؤلات حول مستقبل ابنائهم الدراسي وهل هؤلاء الابناء يعانون من مشاكل وراثية واعتلالات نفسية وعقلية. الدكتورة صافيناز السعدي استشارية في أمراض الطفولة وصعوبات النطق والتعلم قالت ل (الندوة نهاية الاسبوع) يتزايد التأكد يوماً بعد يوم ان حالة التعسر القرائي (DYSLEXIA) حيث ترجع الى مصادر وراثية وبيولوجية والعسر القرائي كما ترى د. صافيناز هو حالة تظهر لدي المصابين بها على شكل اعاقة لغوية غير متوقعة تتمثل في صعوبة قراءة الكلمة. اختلافات المعسرين وهل تختلف عقول المعسرين قرائياً في معالجتها للمعلومات عبر اللغات والثقافات المختلفة تقول صافيناز في دراسة حديثة تبين ان انتشار العسر القرائي بين الاطفال في سن العاشرة في ايطاليا هو تقريباً نصف هذا المعدل في الولاياتالمتحدةالامريكية. فالبروفيسور (Eraldo Pauleso) يؤكد في احدى دراساته وأبحاثه مقارنة بين المعسرين قرائياً عبر ثلاث لغات الانجليزية والفرنسية والايطالية ان الأسس العصبية للعسر القرائي هي ذاتها عبر اللغات الثلاث ولكن الاختلاف يكمن في ضبط التهجئة، ذلك لأن الانجليزية والفرنسية تعتبران من اللغات غير القياسية في التهجئة. ضعف في الدماغ وتوضح د. صافيناز أن النتائج قد اظهرت ان الطلاب المتكلمين باللغات الثلاث في اختبارات الذاكرة الصوتية قصيرة المدى كانت كلها تدل على ضعف واضح مما جعل الباحثين يستخدمون جهاز (PET) من أجل مراقبة النشاط الدماغي (العقلي عبر دراسة جريان الدم في الدماغ) لهم اثناء تعريضهم لمواد مكتوبة حيث تبين من نتائج هذا الكشف ان جميع المشتركين لهم نفس خاصية نقص النشاط في الجهة اليسرى من الدماغ عند ادائهم المهام القرائية. فقدان القدرة وتقول ان الطفل المصاب بهذا القصور غير قادر على تنفيذ الأوامر بدقة واستكمالها للنهاية ومن الممكن ان يجيب على السؤال قبل ان ينتهي المدرس من طرحه ولا يستغل الطالب الوقت اللازم لترتيب جملة صحيحة كما يكون حديثه عن قصص ومناقشات اليوم المدرسي غير متواصل أو متناسق لدرجة ان المستمع لا يستطيع فهم ما ذكره ويتوقع الطفل ان لدى المستمع اليه دراية كافية بما يود قوله وكثيراً ما يقوم الطفل بمقاطعة المتحدث ولا يغير اللغة أو اللهجة حسب الذي يتحدث معه. اختلافات نسبية وتشير ان أساليب النطق واللغة تختلف من طفل الى آخر من المصابين بهذا القصور فصعوبات التعلم لدى بعض الاطفال قد تؤثر على النطق واللغة وان تقييم أساليب النطق واللغة لدى كل طفل على حدة مهم جداً لتطوير الخطة العلاجية المناسبة ومن هنا يأتي دور اخصائي النطق واللغة والذي يعمل بالتعاون مع غيره من الاخصائيين في التعليم النظامي أو التعليم الخاص لتقديم تقييم شامل وخطة للعلاج حسب كل حالة.