انطلقت مسيرة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض، لنشر الثقافة والمعرفة في حاضرة الوطن، من خلال باقة متميزة من الخدمات، والبرامج، والمشاريع، والأنشطة الثقافية، والعلمية، التي استفاد منها الملايين من أبناء المملكة، ومن المقيمين بها، وذلك قبل ما يقرب من 27 عاماً، بدعم سخي من خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وقدمت "المكتبة" طوال هذه المسيرة زاداً معرفياً، يدعم مسيرة التنمية الوطنية في مختلف المجالات، ويعرف بثراء الثقافة العربية الإسلامية وإسهاماتها في تطور الحضارة الإنسانية.
واستطاعت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، عبر هذه المسيرة الثرية، أن تفتح نوافذ واسعة؛ للتعرف على الثقافات الأخرى، والاطلاع على النتاج العلمي والفكري لأبنائها؛ انطلاقاً من قناعة مؤسسها، وراعيها خادم الحرمين الشريفين، وترجمة لعنايته بالعلم والمعرفة.
وعرض تقرير الإنجازات، الذي يناقشه الاجتماع الأول لمجلس إدارة المكتبة بتشكيله الجديد هذه الإنجازات، بعد أن أصدر خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، قراراً بتشكيل مجلس إدارة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، برئاسة نائب وزير الخارجية، الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز، وعضوية كل من: إبراهيم بن عبدالعزيز العيسى، المشرف العام على المكتبة، وفيصل بن عبدالرحمن بن معمر، والدكتور بدران بن عبدالرحمن العمر، والدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل، والدكتور عبدالرحمن بن حمد السعيد، والشيخ الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان، والدكتور عبدالرحمن الطيب الأنصاري، ونائب المشرف العام على المكتبة، الدكتور عبدالكريم بن عبدالرحمن الزيد.
ويعقد الاجتماع، يوم الثلاثاء 21 صفر1435، بمقر المكتبة بمدينة الرياض، ويوثق التقرير الصادر بداية مسيرة المكتبة, منذ تأسيسها بدعم ورعاية خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي وضع حجر الأساس لها في الخامس من شهر رجب عام 1405ه - 1985م، وافتتحها في العاشر من رجب عام 1408ه، الموافق 27 فبراير 1987م، وهي مؤسسة خيرية وفقاً لما نص عليه الأمر الملكي الخاص بإنشاء المكتبة، والصادر بتاريخ 4-2-1417ه، والمعدل بالأمر الملكي رقم أ/2 وتاريخ 11-1-1434ه.
ونظراً لتفاعل المجتمع السعودي مع خدمات المكتبة وأنشطتها، وحرصاً على زيادة عدد المستفيدين من هذه الخدمات والأنشطة، صدرت توجيهات خادم الحرمين الشريفين، الرئيس الأعلى لمجلس إدارة المكتبة، بافتتاح فروع لها في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي بالمربع، الذي افتتح عام 1999م، ويضم مكتبة للرجال، وأخرى للنساء، وثالثة للأطفال، بما يتيح استقبال أكثر من 1200 زائر وزائرة يومياً، ثم فرع المكتبة للخدمات وقاعات الاطلاع بطريق خريص، الذي افتتح منذ ثلاثة أعوام، إلى جانب المقر الرئيس للمكتبة بحي الروضة.
وتضم مقتنيات المكتبة من مصادر المعرفة، وأوعية المعلومات، مجموعة متميزة من الكتب العربية النادرة، التي تعد من بواكير الكتب العربية التي طبعت في أوربا، بالإضافة إلى مجموعات من المجلات العربية، التي يعود تاريخها إلى عام 1860م، بالإضافة إلى ما يقرب من 120 ألف وثيقة، وما يزيد على 32 ألف من الكتب النادرة، وقرابة عشرة آلاف مخطوطة وأكثر من ثمانية آلاف صورة فوتوغرافية، وما يزيد على 730 من الخرائط، وأكثر من ثمانية آلاف و200 من العملات النادرة، بالإضافة إلى ما يزيد على ألف كتاب للأطفال، وما يزيد على 50 ألف من الدوريات، وأكثر من 15 ألف من الرسائل الجامعية.
ويشير التقرير السنوي للمكتبة إلى نجاح المكتبة منذ إنشائها، في تقديم خدماتها لما يزيد على أربعة ملايين مستفيد ومستفيدة، بالإضافة إلى تقديم خدمات الاطلاع، والبحث، والإعارة، إلى أكثر من نصف مليون من الباحثين والباحثات، وطلاب العلم سنوياً، كما وفرت "المكتبة" من خلال برنامج الإعارة الخارجية ما يزيد على نصف مليون كتاب.
وفي مجال النشر والطباعة، قدمت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة حتى نهاية عام 1434ه، أكثر من 500 عنوان من الكتب، والإصدارات الثقافية، والعلمية، والأعمال المترجمة، طبع منها ما يزيد على مليون ونصف نسخة، تتضمن عدداً من الكتب العلمية المحكمة، والأعمال العلمية المترجمة، والأدلة التعريفية، والدوريات، وكتب الأطفال.
وبلغ عدد الأعمال التي رشحت لنيل شرف الفوز بالجائزة، خلال الدورات الست الماضية ما يقرب من 870 عملاً، بمتوسط يصل إلى 130 عملاً تقريباً كل دورة، تمثل ما يزيد على 20 دولة على الأقل، في حين بلغ عدد الفائزين والمكرمين من الجائزة 75 فائزاً.
وتضم قائمة المشروعات الكبرى التي تتولى "المكتبة" تنفيذها والإشراف عليها، مشروع الفهرس العربي الموحد، الذي أهداه خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز للثقافة العربية، وقدم من خلاله نموذجاً لمشروعات التعاون الثقافي العربي.
ويستفيد من خدمات الفهرس 1325 مكتبة رئيسة، يتبعها آلاف المكتبات الفرعية في 19 دولة عربية، إضافة إلى عدد من المكتبات في بريطانيا، وسويسرا، وألمانيا، والولايات المتحدةالأمريكية، وبلغ عدد التسجيلات الببلوجرافية في قاعدة الفهرس الرئيسة، أكثر من مليون و800 ألف تسجيلة بمعدل زيادة سنوية تصل إلى 20%، في حين بلغ عدد التسجيلات الببلوجرافية، التي قام الفهرس بمعالجتها لأكثر من 15 مليون تسجيلة، بينما بلغ عدد التسجيلات التي قامت المكتبات الأعضاء بالفهرس بتنزيلها أكثر من 20 مليون تسجيلة.
وتمكّن مركز الفهرس العربي الموحد، الذي تحتضنه مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، منذ تدشين المشروع في إبريل عام 2007 م، من تنفيذ 179 دورة تدريبية لمنسوبي المكتبات أعضاء الفهرس، منها عشر دورات بنظام التدريب عن بعد، وثماني دورات متخصصة، استفاد منها ما يزيد على ألفين و600 متدرب ومتدربة من 18 دولة عربية.
ومن أحدث مشروعات المكتبة، التي بدأ العمل في تنفيذها أخيراً، مشروع المكتبة الرقمية التي تهدف إلى رصد المحتوى الرقمي العربي على شبكة الإنترنت، وتقديم الخدمات المعلوماتية التفاعلية مجاناً، بأفضل الوسائل التقنية، بما يحقق أهداف مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، ويواكب جهود المكتبة في التحول نحو مجتمع المعرفة.
وانطلاقاً من حرص المكتبة على الإفادة من كنوز مقتنياتها من مصادر المعلومات، في التعريف بتاريخ المملكة والتراث العربي والإسلامي - بادرت المملكة منذ عام 2008م بالتنسيق مع سفارة خادم الحرمين الشريفين في المملكة المتحدة، في إقامة عدة معارض لمجموعة صور الأميرة "أليس" حفيدة الملكة "فيكتوريا"، التي التقطتها خلال زيارتها للملكة عام 1938م، والتي تضم صورة - يرجح أن تكون أول صورة فوتوغرافية ملونة للملك عبدالعزيز.
وفي السياق نفسه، وبناءً على توجيهات خادم الحرمين الشريفين، تولت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة تنظيم "معرض الحج.. رحلة إلى قلب العالم الإسلامي"، الذي يهدف إلى إبراز المعاني العظيمة للحج، والتعريف بالجهود الضخمة التي تقدمها المملكة لخدمة ضيوف الرحمن.
وأقيم المعرض لأول مرة بالمتحف البريطاني، خلال الفترة من 26 يناير إلى 15 إبريل عام 2012 م، وشهد إقبالاً كبيراً من سكان العاصمة البريطانية لندن.