دعت والدة المحكوم عليه بالقصاص محمد مرعي الشهري والد الشاب المقتول سعيد بن سعد الأحمري إلى أن يحتسب أجر عفوه عن ابنها عند ربه، وأن يطلق سراح ابنها الوحيد محمد، الذي قتل ابن سعد الأحمري قبل نحو أربع سنوات إثر خلاف وقع بينهما. وتقول (ر. ض. ظ. ع): "والله لقد أُنهكت، وأُصبت بشلل بعد سجن ولدي الوحيد، الذي لا أملك بعد الله سواه، وإنني أرتجي وأتوسل إلى سعد الأحمري، الذي هو جارنا في المسكن، وأعلم مدى طيبة قلبه، وأعرف أن أمر ولده ليس بالهين عليه، وأسأل الله أن يعوضه خيراً، لكني امرأة عاجزة عن حمل نفسي، ولدي سبع بنات، وهذا الابن هو الوحيد بينهن". قالتها وهي تجهش بالبكاء.
وتعود تفاصيل القتل إلى نحو أربع سنوات، عندما وقع خلاف بين الطالبين محمد مرعي الشهري، الذي يدرس بالصف الأول الثانوي، وسعيد سعد الأحمري، الذي يدرس بالصف الثالث الثانوي في مدرسة الأبناء، بالقاعدة الجوية بخميس مشيط، وكان يقع بينهما كثير من الشجار.
وفي ذات يوم وقعت بينهما مضاربة عند منزل محمد مرعي الشهري، تم ذكرها مفصلة في صك الحكم، وانتهت بقتل سعيد الأحمري عندما كان محمد يريد أن يضربه في ذراعه اليسرى، فحرك المرحوم سعيد ذراعه للخلف فدخلت السكين إلى صدره، واستقرت في قلبه.
وحصلت "سبق" على مشاهد من إمام المسجد، يشهد فيه بأن القاتل محمد مرعي الشهري كان محافظاً على الصلاة، وكذلك شهادة أخرى من دار الملاحظة الاجتماعية بأبها، تفيد فيها بتميز الشهري وتفوقه وحفظه أجزاء من القرآن، وشهادة أخرى من شيخ قبيلة سفيان العصمة، وبها عشرة تواقيع من رجال القبيلة، يفيدون بأن الشاب "الشهري" بار بوالدته المريضة، وأنه من ذوي الأخلاق الحميدة، ولا يفارق صلاة الجماعة.