يجسد متنزه الملك عبد الله بن عبد العزيز بحي "الملز" بمدينة "الرياض" جهود وزارة الشؤون البلدية والقروية في العناية بالبيئة وإنشاء المتنفسات الترفيهية؛ لخدمة المجتمع في إطار رؤية متكاملة لتحقيق التنمية الشاملة بأبعادها الاجتماعية والبيئية والصحية ونموذجاً للمشاريع الحضارية التي تُعنى باحتياجات الإنسان للترفيه عن النفس في بيئة صحية آمنة. ويعدُّ المتنزه الذي تشرف عليه أمانة منطقة الرياض وافتتح حديثاً، واحداً من أبرز المعالم الحضارية في العاصمة "الرياض" من الناحية الجمالية والبيئية فضلاً عن أهميته في دعم برامج التنمية السياحية في العاصمة واستضافة كل الفعاليات والأنشطة التراثية والترفيهية في المناسبات الوطنية والأعياد، وشاهداً على النقلة النوعية الكبيرة التي تشهدها مدينة الرياض باتجاه ترسيخ مفهوم أنسنة المدن، وتلبية كل الاحتياجات الأساسية الإنسانية لأبنائه.
ويقع المتنزه في موقع متميز بجوار استاد الأمير فيصل بن فهد على مساحة تزيد على 318 ألف متر مربع، وهو ما يعزز من أهميته كمتنفس طبيعي لعدد من الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية بمدينة الرياض.
ويلفت المتنزه أنظار المارة والعابرين بسوره الخارجي الذي يبلغ طوله أكثر من 1600 متر بجمال تصميمه المعماري الذي يتكون من وحدات إنشائية وهندسية متناغمة، ويحيط بالسور من الخارج ممر المشاة بعرض 12 متراً. وقد تم تشجير الممر بالكامل وإنارته بمصابيح محمولة على أعمدة بتصميمات جمالية بديعة بما يوفر مكاناً متميزاً لهواة رياضة المشي.
وللمتنزه خمس بوابات منها ثلاث بوابات رئيسة لدخول وخروج الزوار وبوابتان ثانويتان لدخول فرق الصيانة وعمال النظافة وغيرها من الخدمات المساندة وكذلك في حالات الطوارئ.
وتتميَّز بوابات المتنزه الخمس بتصميمها الجمالي المترابط والمتناغم مع بقية أجزاء السور الخارجي الذي يضم عدداً من المحال تقدم خدماتها لزوار المتنزه والشوارع المحيطة به.
وتتكامل عناصر المتنزه من الداخل في لوحة بديعة تجمع عدداً من البحيرات المائية منها بحيرة رئيسة تبلغ مساحتها 13 ألف متر مربع ومسطحات خضراء تزيد مساحتها على 90 ألف متر مربع وتضم جلسات مكشوفة وأخرى مغطاة بمظلات بتصميمات جمالية متنوعة.
أما أكثر ما يلفت النظر في صدر المتنزه وبالقرب من المدخل الرئيس له فتلك النافورة الضخمة بتصميمها الهندسي الفريد والإضاءة المبهرة التي تشكل مع الماء المندفع منها لوحة بديعة يستطيع أن يراها بوضوح سكان حي "الملز" والأحياء المجاورة له ويبلغ طول جسم النافورة قرابة 200 متر بينما يبلغ ارتفاع الماء فيها ما يقرب من 110 أمتار.
وتحتوي النافورة على شاشتين مائيتين ضخمتين يمكن من خلالهما عرض البث المباشر للقنوات التلفزيونية ونقل أي فعاليات أخرى يتم إقامتها داخل المتنزه وكذلك عرض التصوير الحي المباشر.
وتعمل النافورة بنظام "فايرورك" وبتقنيات "المالتي فيكتور" التي تتيح التحكم في حركة المياه واتجاهاتها بدرجة 360 درجة في جميع الاتجاهات وبزاوية أفقية قدرها 180 درجة، بالإضافة إلى أربعة أجهزة ليزر تفاعلية لتلوين المياه المندفعة من النافورة بطيف واسع من الألوان والإضاءة.
ويمكن تشغيل النافورة بتقنيات الاستشعار عن بُعد وكذلك إدارة جميع عمليات الصيانة التقنية لها. ويحيط بجسم النافورة نظام للضباب المائي يمكن التحكم في كثافته وتغيير الألوان التي تنعكس عليه تبعاً للإضاءة التفاعلية المستخدمة التي تتغير من وقت لآخر.
ويحتوي المتنزه على حديقة استكشافية زاخرة بعدد كبير من الأشجار والنباتات والزهور وشبكة متصلة من ممرات المشاة المرصوفة بأحجار طبيعية والمزودة بمصابيح للإضاءة الأرضية.
وعلى جوانب الممرات الرئيسية وبالقرب من مواقع جلسات العائلات تم إنشاء عدد من مناطق ألعاب الأطفال بحيث يمكن للصغار الاستمتاع بها أمام نظر ذويهم وروعي في إنشاء مناطق ألعاب الأطفال بالمتنزه توفر المعايير الخاصة بالسلامة.
ويضم المتنزه في الجزء الغربي منه ساحة للعروض والاحتفالات بمساحة تزيد على 12 ألف متر مربع لاستضافة الفعاليات التي تقام بمدينة "الرياض" على مدار العام، وكذلك الاحتفالات باليوم الوطني والأعياد.
وتم تجهيز الساحة بمدرجات لجلوس الزوار لمتابعة ما يقام فيها من أنشطة احتفالية. وروعي في اختيار موقع الساحة إمكانية جميع زوَّار المتنزه من رؤيتها ومشاهدة الفعاليات المقامة فيها، وفي موقع آخر داخل المتنزه تم إنشاء مبنى للمناسبات على مساحة 1160 متر مربع، ويتكون المبنى من طابقين وهو مصمم على أحدث طراز لاستقبال كبار زوار المتنزه من المسؤولين والشخصيات العامة، كما يحتوي المتنزه على مطعم وكافتيريا في مبنى يتكون من طابقين مساحة كل منهما تزيد على 770 متراً لخدمة زوار المتنزه. وفي أحد أركان المتنزه تم إنشاء مصلى للرجال وآخر للنساء وتجهيزهما لاستقبال ما يزيد على أكثر من 1500 مصلٍّ. ويحتوي المتنزه على مبنى للإدارة مكون من طابق واحد على مساحة 400 متر مربع، ويضم مكاتب لإدارة هذا المشروع الحضاري الكبير ومراقبة عمليات تشغيله وكذلك أعمال الصيانة الدورية له، بالإضافة إلى مبنى للصيانة على مساحة 350 متراً يشتمل على عدد من الورش والمستودعات.
وتعتمد إنارة المشروع على سبع غرف للكهرباء منها غرفة الكهرباء الرئيسة التابعة للشركة السعودية للكهرباء وموزعة في أرجاء المتنزه بطاقة إجمالية تصل إلى قرابة 8 ميجا وات وروعي في جميع الأعمال الكهربائية توزع الأعمال بين الغرف لتشغيل جميع مرافق المتنزه بما في ذلك تشغيل النوافير ومضخات الري.
والمتنزه مجهز بشبكة متكاملة للري يتم تغذيتها من خمس آبار جوفية وعدد من الخزانات الأرضية والتي تؤمِّن مياه الري اللازمة للمساحات الخضراء والأشجار والنباتات الحولية بكميات تزيد على 1800 متر مكعب من المياه المحلاة، والتي يتم تحليتها في محطة متطورة بالمتنزه أنشأت خصيصاً لهذا الغرض.
وتتكامل المرافق لخدمة زوار المتنزه من خلال إنشاء عدد كبير من دورات المياه والتي تتوزع بحيث تغطي جميع أرجاء المتنزه وبتصميمات هندسية تتناغم مع بقية العناصر الأخرى، كما تم تخصيص مساحة ضخمة لمواقف سيارات الزوار تتسع لما يزيد على ألف سيارة لتجنب مشكلات الزحام في الشوارع المحيطة بالمتنزه.