سعى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اليوم الاثنين لتهدئة التوتر المتزايد مع السعودية، التي رفضت مقعداً في مجلس الأمن الدولي غضباً من عجزه عن القيام بتحرك في الأزمة السورية. وأقام وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل مأدبة غداء ل"كيري" في مقر إقامته الخاص في باريس اليوم الاثنين.
وقال مسؤولون أمريكيون إن واشنطنوالرياض تتفقان في هدف منع إيران من التسلح النووي، وكذلك هدفا إنهاء الحرب الأهلية في سوريا واستقرار الأوضاع في مصر، لكنهم أقروا بأنهما تختلفان حول سبل تحقيق هذه الأهداف.
وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية للصحفيين قبل الغداء: "نتوقع أن يتناولا باستفاضة وإسهاب كل تلك القضايا ونقاط الخلاف والنقاط التي قد يمكن تقريب وجهات النظر فيها".
وقال المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن اسمه إن "كيري" لن يحاول إقناع السعوديين بالعدول عن رفضهم شغل مقعد في مجلس الأمن، لكنه سيذكر لهم مزايا الانضمام للمجلس المؤلف من 15 عضواً، الذي يستطيع إجازة العمل العسكري وفرض عقوبات وإقامة عمليات لحفظ السلام.
وأضاف المسؤول: "إنه (المقعد) يمنحكم صوتاً حتى في حالة شعوركم بالإحباط. القرار لهم".
وشُلَّت يدا مجلس الأمن عن اتخاذ إجراء في الصراع المستمر في سوريا منذ 31 شهراً؛ إذ عرقلت روسيا والصين - وهما عضوان دائمان بالمجلس - أكثر من مرة اتخاذ إجراءات لإدانة الرئيس السوري بشار الأسد.
وكانت السعودية قد اعتذرت يوم الجمعة عن عدم قبول مقعد غير دائم في المجلس لمدة عامين، في تعبير نادر عن غضبها مما وصفته "بازدواجية المعايير" في الأممالمتحدة، لاقى موقفها إشادة من دول الخليج العربية ومصر.
ولم يحدث من قبل أن اختيرت دولة لشغل مقعد في المجلس ولم تقبله. وكان من المفترض أن تشغل السعودية المقعد لمدة عامين بدءا من أول يناير.
وطالبت السعودية بإجراء إصلاحات لم تحددها في المجلس.
وزاد غضب السعودية بعد أن تخلت الولاياتالمتحدة عن التهديد بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا ردًّا على هجوم بالغاز السام في دمشق في أغسطس.
وجاء تراجع الولاياتالمتحدة في أعقاب موافقة دمشق على التخلي عن ترسانة أسلحتها الكيماوية.
وتشعر السعودية أيضاً بالقلق إزاء الدلائل على وجود مصالحة مبدئية بين واشنطن وطهران، وهو أمر تخشى الرياض أن يؤدي إلى "صفقة كبرى" بشأن البرنامج النووي الإيراني، تجعلها في وضع سيئ.