أنقذت قوات الدفاع المدني بمشعر عرفة أكثر من 1800 حاج داهمت مياه الأمطار والسيول مخيماتهم، وذلك في فرضية تدريبية للتعامل مع حالات الطوارئ التي قد تحدث أثناء وقوف الحجاج بعرفة في حج هذا العام، والتأكد من استيعاب كافة الوحدات والفرق الميدانية لمهامها في مواجهة مخاطر الأمطار والسيول، واختبار التنسيق بين الجهات الحكومية المعنية بتنفيذ الخطة العامة لأعمال الدفاع المدني لمواجهة الطوارئ بالحج. وتضمن سيناريو مواجهة مخاطر السيول تعرض عدد من مخيمات حجاج جنوب شرق آسيا لضرر كبير جراء هطول أمطار غزيرة صباح يوم عرفة. وبدأت عمليات الاستعداد والتهيؤ للتعامل مع هذا الخطر فور ورود أول تنبيه من الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة لعمليات الدفاع المدني بالمشاعر عن احتمال هطول أمطار على مشعر عرفة، وتطور التنبيه إلى تحذير يرجح ذلك الإجماع. وتم تمرير المعلومة لقائد قوات الدفاع المدني بالحج، ومساعده لشؤون العمليات، وقائد مشعر عرفة، ومدير إدارة مواجهة الكوارث بالحج، وركن الحماية المدنية بعرفة، وقادة المناطق بالمشعر للاستعداد الكامل لمواجهة مخاطر الأمطار والسيول، والتي قد يتعرض لها الحجيج في عرفة، ليتم على الفور تمرير المعلومة لمركز عمليات الطوارئ، ومنها إلى مؤسسات الطوافة بالمشعر للاستعداد لإخلاء الحجاج في حالة تطلب الأمر ذلك، وكذلك إبلاغ جميع الجهات المعنية بتنفيذ الخطة التفصيلية لمواجهة مخاطر المطار والسيول. ويتضمن السيناريو الذي تم تنفيذه بدقة عالية تجهيز 30 حافلة لاستخدامها كمواقع للإيواء الأولي للحجاج الذين قد يتم إخلاؤهم من خيماتهم. ومع أول بلاغ يفيد بهطول أمطار غزيرة على كامل مشعر عرفة يتم التعامل الميداني في مواجهة الموقف، حيث تتوجه فرق الإنقاذ الإنقاذ المائي والإسعاف للمواقع المتضررة في مخيمات حجاج جنوب شرق آسيا بمشاركة الطيران الأمني للمواقع المتضررة، ليتم فور ذلك إخلاء الحجاج من جميع المواقع المعرضة للخطر، وإنقاذ الحجاج في المواقع التي تضررت فعلياً.
ومع تطور المخاطر وغزارة الأمطار يتم طلب دعم الموقف بخمس فرق للإنقاذ من قوة الدعم والإسناد، كما يتم طلب تحريك فرق من الأمن العام والدوريات الأمنية والمرور والأمن الجنائي؛ لتنفيذ المهام المنوطة بجهاتهم في تنفيذ الجوانب الأمنية لخطة الإخلاء. ويتابع قائد عرفة وأركان الإطفاء والسلامة عمليات إنقاذ المحتجزين داخل الخيام، ونقل الإصابات إلى نقاط الفرز الطبي؛ ليتم إخلاؤها باستخدام طائرة الإسعاف الجوي التابعة للهلال الأحمر. وفي ذات التوقيت يكتمل وصول فرقة حرس الحدود، لتبدأ في إنزال القوارب والغواصين لإنقاذ المحتجزين، فيما يوجه قائد قوات الدفاع المدني بالحج جميع مراكز الدفاع المدني بالمشاعر للتهيؤ لإسناد موقف عرفة حسب خطط الدعم والإسناد.
ويتولى ركن الحماية بعرفة إبلاغ الحجاج بالتوجه إلى الحافلات التي تقف في أحد المواقف شرق المخيمات المتضررة، وتتولى مؤسسات الطوافة استخدام مكبرات الصوت لتوجيه الحجاج للصعود للحافلات، مع إعطاء الأولوية للأطفال والنساء وكبار السن. ويعلن ركن الحماية المدنية بعرفة جاهزية معسكر الإيواء رقم (2) بعرفة لاستقبال الحالات التي تتطلب إسعافات عاجلة، مع استمرار نقل الحالات الحرجة للمستشفيات باستخدام الإسعاف الجوي. ووفق تكتيك محكم ومهام محددة تتواصل عمليات الإنقاذ والإسعاف على مدى أكثر من ساعتين ليعلن ضابط الإخلاء نجاح عمليات إخلاء 1800 من المتضررين، وأن عدد الإصابات وصل إلى 47 إصابة، بالإضافة إلى سبع وفيات، مع استمرار عمليات الفرز الطبي، ونقل الحالات الحرجة. وبعد زوال الخطر يوجه قائد مشعر عرفة قائد المنطقة الخامسة للبدء في عملية إعادة الأوضاع للمخيمات المتضررة، وبالتنسيق مع وزارة الحج وكافة الجهات المعنية، والإشراف على تهيئة المخيمات في حالة الضرورة. وبعدها يتم التوجيه بإعادة القوات والآليات إلى مواقعها بعد انتهاء الحادث، ويوجه قائد قوات الدفاع المدني في الحج بنقل الحجاج الذين تم إيواؤهم إلى مزدلفة، ومنها إلى منى بالتنسيق مع وزارة الحج ومؤسسات الطوافة التابعة لها.