تستمع محكمة جنايات القاهرة، اليوم الأربعاء، إلى شهادة وزير الداخلية المصري اللواء منصور عيسوي، في قضية قتل متظاهرين إبّان ثورة "25 يناير"، المتهم فيها الرئيس المصري السابق حسني مبارك، ونجليه، وعدد من قيادات الداخلية على رأسهم اللواء حبيب العادلي وبعض كبار مساعديه، في جلسة "سرية" بعد وقف علانية المحاكمات، والبث المباشر. وكانت المحكمة، برئاسة المستشار أحمد رفعت، والمنعقدة في إكاديمية الشرطة، قد استمعت الثلاثاء إلى شهادة اللواء عمر سليمان، رئيس جهاز المخابرات العامة السابق ونائب الرئيس سابقاً، في جلسة سرية لم يحضرها سوى الدفاع عن المدعين بالحق المدني وهيئة الدفاع عن المتهمين، الذين يواجهون أيضاً اتهامات أخرى بالفساد، والإضرار بالمال العام. وجلسة أمس الثلاثاء، هي الأولى ضمن سلسلة جلسات سرية تستمع فيها المحكمة إلى شهادات عدد من كبار المسؤولين العسكريين والأمنيين، من بينهم المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة ورئيس الأركان الفريق سامي عنان، إضافة إلى وزيرَيْ الداخلية الحالي منصور العيسوي، والسابق محمود وجدي. وكان من المقرر أن تستمع المحكمة إلى شهادتَيْ طنطاوي وعنان يومي الأحد والإثنين الماضيين، إلا أنها قررت تأجيل سماعهما إلى جلستي 24 و25 من الشهر الجاري، بناءً على طلب من مدير القضاء العسكري بتأجيل إدلائهما بشهادتيهما "نظراً للظروف الأمنية التي تمر بها البلاد"، بحسبما نقلت وسائل الإعلام الرسمية. وبعد الإعلان عن تأجيل إدلاء طنطاوي وعنان بشهادتيهما، أعلن التلفزيون المصري أن جلسات الاستماع لمدير المخابرات العامة السابق، ووزيرَيْ الداخلية الحالي والسابق، ستجري وفق الجداول الزمنية المحددة، حيث يدلي سليمان بشهادته الثلاثاء، بينما تستمع المحكمة إلى العيسوي الأربعاء، ثم إلى وجدي في جلسة الخميس. وبدءاً من أمس الثلاثاء وحتى غداً الخميس، ستعقد المحكمة جلساتها في سرية يقتصر حضورها على هيئة الدفاع عن المدعين بالحق المدني، وهيئة الدفاع عن المتهمين، مع حظر نشر ما يدور خلال تلك الجلسات بأي طريقة من طرق النشر المقروءة والمسموعة والمرئية، سواء كانت محلية أو أجنبية، وفق موقع أخبار مصر التابع للتلفزيون الرسمي. من جانب آخر، تستأنف محكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار مصطفى حسن عبد الله، الأربعاء، قضية الاعتداء على المتظاهرين السلميين يومي 2 و 3 فبراير والمعروفة باسم "موقعة الجمل" لاستكمال سماع أقوال شهود الإثبات في القضية. كانت المحكمة قد اختتمت في جلسة الاثنين، عرض اللقطات المصورة ِ في القضية ، وجاءت في 16 اسطوانة مدمجة، حملت مقاطع مصورة وصورا فوتوغرافية تتعلق بالاعتداءات لتى وقعت بحق المتظاهرين. ويمثل أمام المحاكمة 25 متهماً من كبار المسؤولين السابقين، بينهم رئيسي مجلسي الشعب والشورى "المنحلين"، أحمد فتحي سرور، وصفوت الشريف. واستخدم عشرات الموالين للنظام السابق، الجمال والجياد في مهاجمة المتظاهرين العزل في ميدان التحرير، حيث انهالوا عليهم ضرباً بالعصي والأسلحة البيضاء، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، من المحتجين الذين كانوا يطالبون بإسقاط نظام مبارك.