قال وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، إن المملكة العربية السعودية تسعى لجعل الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، مؤكدًا ترحيب المملكة بسعي إيران لتحسين علاقتها بدول الجوار، لافتًا إلى أن العبرة في ذلك هي باتخاذ طهران لخطوات عملية للالتزام بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية التي وقعت عليها، وأن يتخذ مجلس الأمن بالأمم المتحدة القرار المناسب الذي يكفل التزامها بنصوص هذه الاتفاقية. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده "الفيصل" في إيطاليا اليوم بمشاركة وزيرة الخارجية الإيطالية إيمي بونيون.
وحول الاضطرابات السياسية التي تشهدها إيطاليا حالياً، قال "الفيصل" إن المملكة لا تتدخل في شؤون غيرها من الدول وخاصة الدول الصديقة كإيطاليا، مؤكدًا على قدرة روما في التعامل مع هذه الظروف دون تدخل من الآخرين.
وفي معرض إجابته على سؤال أحد الصحفيين الإيطاليين بشأن وضع المرأة السعودية، قال وزير الخارجية: "المرأة السعودية الآن تعمل في كل القطاعات بجدية وعلى المستوى المطلوب، كذلك لدينا جزء كبير من أعضاء مجلس الشورى من النساء، ترتبط بكل الأنظمة ولديها القدرة على إضافة وتعديل ما تراه في الأنظمة التي تطلع عليها، وقطاع التعليم بشكل خاص يشهد نهضة نوعية لدرجة أن عدد الطالبات في الجامعات السعودية أكثر من عدد الطلاب".
وعن دور المملكة لتجنب انعاكسات الأزمة المالية الأوروبية والإيطالية، قال إن "المملكة فعلت كل ما تستطيع لتمكين الاقتصاد العالمي من الاستفادة من الموارد الطبيعية للمملكة بالشكل الذي يجعل سوق الطاقة مستقراً وغير مضر للاقتصاد العالمي"، مؤكدًا أن كل ما تستطيع السعودية عمله لاستقرار الاقتصاد العالمي تم بالفعل، مطالبًا الدول الأخرى بالسير في نفس المسار.
وتابع، أن "المشكلة السورية أكبر كارثة حلت على العالم في هذا القرن... سواء على مستوى الضحايا الأبرياء أو على مستوى التدمير للمدن والقرى السورية والتجهيزات الأساسية، فالدولة تدمر، والشعب يقتل، والعالم يفكر كيف يحل المشكلة، فليس هناك خيار في هذا إلا أحد طريقين، إما أن نترك المجال لحكومة قررت أن تقضي على كل من يعبر عن رأي أو رغبة في إصلاح البلد، أو أن نواجه على المستوى العالمي والدولي وخاصة في إطار مجلس الأمن بأن يواجه هذا التوجه للحكومة السورية أو أن يساعد الجيش الحر في الدفاع عن نفسه".
من جانبها، قالت وزيرة الخارجية الإيطالية إيمي بونيون، إن بعض تصريحات الإدارة الإيرانية الحالية تختلف عن سابقتها، مؤكدة أن فتح العلاقات مع طهران يتطلب عملاً وحذرًا.
وتابعت، أن مجلس الوزراء الإيطالي وافق على استقطاب الاستثمارات السعودية لإيطاليا، بعد شهر من المشاورات مع مختلف مكونات المجتمع، بهدف التوصل إلى تحولات مجال القوانين الإدارية وإجراءات وقوانين أخرى، مؤكدًا أن عليهم جعل أجواء الاستثمار أكثر استقطابًا، وأنه سوف يقدمون ضمانات تتعلق بالضرائب.
وعن الأزمة السورية قالت إن إيطاليا هي جزء من مجموعة أصدقاء سوريا، وأن روما عقدت سلسلة من اللقاءات مع مختلف الأطراف منذ البداية سلطت خلالها الأضواء على أهمية الحوار الروسي الأمريكي، مؤكدة أن إيطاليا كانت ناشطة فيما يتعلق بانعقاد مؤتمر جنيف2.