إلتزمت الصحافة الرسمية الحياد النسبي في تعاملها مع هزيمة المنتخب الجزائري في كأس العالم، لكن الحالة في الشارع لم تكن كذلك، إذ أبدت الغالبية فرحتها بهذه النتيجة التي "أثبتت أن منتخب مصر كان الأحق بتمثيل إفريقيا في المونديال"، حسبما قال صحفي شارك في الهتاف ضد الجزائر داخل نقابة الصحفيين بعد إطلاق حكم المباراة صافرة النهاية . وخسرت الجزائر أمام سلوفينيا بهدف نظيف تسبب فيه خطأ ساذج للحارس فوزي الشاوشي، ما أضعف فرص الخضر في التأهل للدور الثاني، كونهم سيواجهون في مباراتيهم المتبقيتين إنجلترا والولايات المتحدة . وغمرت الفرحة وجوه عشرات الصحفيين الذين شاهدوا المباراة على شاشات عرض عملاقة بنقابة الصحفيين بوسط القاهرة بمجرد إنتهاء المباراة، وقال أحدهم ل "سبق": "هذه هي العدالة الإلهية، فهذا الفريق (الجزائر) صعد بالعنف، وساعدته الصدفة كثيرا"، غير أن صحفياً ثانياً تصدى له قائلاً: إن الأمر في النهاية مجرد لعبة، ولا يجب التعامل مع هزيمة فريق عربي بهذه الطريقة . وتبادل المصريون في الشارع التهاني لهزيمة الخضر، معتبرين أن الخطأ الساذج الذي وقع فيه الحارس الجزائري، ما هو إلا عقاب إلهي للفريق الذي أخرج "الفراعنة" من التصفيات بعد مباراة فاصلة جرت في العاصمة السودانية، وشهدت أحداث عنف بين جمهور البلدين، بل إن البعض اعتبر الخطأ عقاباً للشاوشي نفسه على هجومه الحاد على مصر عقب تأهل منتخب بلاده للنهائيات. وكانت المباراة الفاصلة بين مصر و الجزائر التي انتهت بفوز الأخير بهدف دون رد، تسببت في أزمة بين البلدين شملت اعتداءات على رعاياهما واستدعاء للسفراء، فضلاً عن تنابذ حاد بالألفاظ بين صحافة البلدين، فيما قام نشطاء إلكترونيون بتأسيس منتديات متخصصة في سب الطرف الآخر . وفور انتهاء مباراة أمس، عادت الحياة لتلك المجموعات، حيث وجهت واحدة منها دعوة لجميع المصريين للمشاركة في الاحتفال بهزيمة الجزائر، غير أن نسبة الإقبال ظلت قليلة، إذ لم يعبر سوى شخص واحد عن فرحته قائلاً: "إلى الجحيم يا أحفاد فرنسا"، بينما كتب آخر في مجموعة ثانية: إن هزيمة الجزائر "رد شرف للمصريين " . يذكر أن مثقفين وإعلاميين ورياضيين، أطلقوا قبل نحو شهر حملة لحشد الجماهير المصرية لتشجيع الجزائر، باعتبارها الممثل الوحيد للكرة العربية في المونديال، غير أن هذه الحملة، التي شارك فيها النجم الكروي محمد أبو تريكة، لم تحقق نتائجها، بل إنها تعرضت لانتقادات عدة من قبل الرافضين لإنهاء الأزمة . من جهتها، بدت الصحافة المصرية متحفظة في التعامل مع الحدث، ففيما اكتفت الصحف الرسمية بنشر نتيجة المباراة على صفحاتها الأولى، أبرزت صحيفتا "الشروق" و "الدستور" المستقلتان تفاصيل العنف الذي مارسه الجمهور الجزائري بعد انتهاء اللقاء. وذكرت "الشروق" أن عدداً من المشجعين الجزائريين اندفع إلى أرضية الملعب ولكن رجال الأمن نجحوا في مطاردتهم وإخراجهم من الملعب . وقالت الصحيفة: "تلك الحادثة تعد الأولى في المونديال التي تخرج فيها جماهير أي من المنتخبات المشاركة، عن النظام، وتثير الفوضى في الملعب، وقد التقطت عدسات العديد من وكالات الأنباء صوراً للمشاغبين وهم يجرون في أرجاء الملعب" . وحول الحادثة نفسها ذكرت "الأهرام المسائي" أن قوات الأمن لاحقت الجماهير الجزائرية إلى أن سيطرت على الوضع ووضعتهم تحت "كردون" أمنى مكثف، خوفاً من أحداث شغب متوقعة من الجماهير الجزائرية. أما صحيفة الدستور فركزت على الخطأ الذي ارتكبه الحارس فوزي الشاوشي، مشيرة إلي أن الأخير طلب من زملائه الصفح بعد تسببه في خسارة الفريق .