قال نائب وزير التعليم العالي الدكتور أحمد بن محمد السيف، في كلمة له بمناسبة الذكرى ال83 لليوم الوطني للمملكة: "من يقرأ فصول تاريخ المملكة العربية السعودية يستطيع أن يتبيّن من بين سطور ملحمة التأسيس البطولية ملامح مشروع الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه- وأهدافه الكبرى، وفي مقدمتها إقامة دولة إسلامية دستورها شرع الله الحنيف، وتحقيق الوحدة الوطنية، واستتباب الأمن والسلام في ربوع البلاد، ونشر العلم، ومحاربة الجهل والتخلف، وإحداث تنمية اقتصادية واجتماعية تقود لنهضة شاملة في مختلف المجالات". وأَضاف: "وقد أصبح الحلم واقعاً، فتوحّدت القبائل المتناحرة تحت راية التوحيد، وعمّ الأمن والأمان، وقامت دولة إسلامية فتيّة اعتلت موقعها بين الأمم، فخلال سنوات قليلة لا تعد شيئاً في عمر الدول والشعوب استطاعت المملكة العربية السعودية أن تحقق إنجازات تنموية وحضارية تقف شاهداً على جزالة عطاء أبناء الملك عبدالعزيز، وعلى نجاحهم الباهر في استكمال المشروع الحضاري الذي حلم به والدهم الملك المؤسس."
وأوضح نائب وزير التعليم العالي أن "ذكرى اليوم الوطني هي رمزٌ للإنسان السعودي الذي يتمحور فيه كل جهد وكل عمل يفضي إلى إضافة لبنة أخرى في هذا البناء الشامخ، واستشعار المواطن لدوره ومسؤولياته الوطنية في مواجهة كل تيارات الشر التي تسعى إلى زعزعة أمنه واستقراره والمساس بثوابته ومعتقداته الإسلامية الصحيحة".
وبيّن أن "ذكرى اليوم الوطني تستلزم منا وقفة لنتأمل مرحلة التنمية والإصلاحات الشاملة التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – أيده الله- الذي يُدرك أن المرحلة هي اكتساب العلم والمعرفة وتحويلهما إلى منتجٍ حضاري، ومن هنا استثمرت القيادة الرشيدة في الإنسان السعودي باعتباره المحور الحقيقي للتنمية البشرية".
وقال الدكتور السيف إن وزارة التعليم العالي حققت رؤيته –أيده الله–، للتنمية المتوازنة والشاملة من خلال التوزيع الجغرافي لمؤسسات التعليم العالي التي انتشرت في كل المناطق والمحافظات، كما استثمرت بتوجيه ومتابعة من الوزير الدكتور خالد بن محمد العنقري دعم القيادة وترجمت طموحاتها لتوطين التعليم العالي على أرض الواقع وتطوير الموارد البشرية الوطنية.
وأشار إلى أنه "من أبرز عناوينهما مسيرة العمل التي انطلقت بوتيرة متسارعة في 15 مدينة جامعية على امتداد المملكة الشاسع، وانتظمت الدراسة في مقار عددٍ من الكليات في الجامعات الجديدة, التي تحرص على أن تستجيب لاحتياجات التنمية في المملكة على المدى البعيد، سواء من حيث نوعية التعليم الذي تقدمه هذه الجامعات وتخصصاته التي تركز على علوم العصر ومعارفه، أو من حيث أساليب التعليم ومناهجه ووسائله التي روعي فيها أن تكون وفق معايير التعليم في الجامعات المتطورة، والتركيز على أن توفّر هذه الجامعات بيئة مناسبة لتشجيع البحث العلمي."
وذكر أن التوسع الكبير في عدد الجامعات والتي بلغ عددها 25 جامعة حكومية، أتاح قبول 330,695 ألف طالب وطالبة في الجامعات لهذا العام 1434ه/1435ه يشكّلون ما نسبته 86 % من خريجي الثانوية العامة.
وقال نائب وزير التعليم العالي: "وامتدت يد الخير والبناء، اليد المعطاءة بسخاء، اليد الكريمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – يحفظه الله- لتدشّن المرحلة الأولى من مشروعات المدن الجامعية وتضع حجر الأساس للمرحلة الثانية، حيث بلغ عدد مشاريع المرحلة الأولى من هذه المدن الجامعية الضخمة 161 مشروعاً للبنى التحتية والمساندة, بالإضافة إلى إنشاء 167 كلية للبنين و161 كلية للبنات, و11 ألف وحدة سكنية لأعضاء هيئة التدريس, و100 وحدة سكنية مخصصة لإسكان الطلاب والطالبات بسعة تصل إلى 50 ألف طالب وطالبة, كما شملت قائمة المشاريع في هذه المرحلة إنشاء 12 مستشفى جامعياً."
ولفت إلى أن "المرحلة الثانية شملت وضع حجر الأساس ل18 مدينة جامعية ومجمعات أكاديمية للطلاب والطالبات في كلٍ من جازان وحائل والجوف وتبوك ونجران والحدود الشمالية والباحة وشقراء والمجمعة والمدينة المنورة والقصيم والطائف والخرج, إضافة إلى مدينتين للطالبات بجامعتي الملك سعود وأم القرى."
وأوضح أن تكلفة مشاريع المرحلتين الأولى والثانية للمدن الجامعية ومدن الطالبات الثلاث في جامعات الإمام محمد بن سعود الإسلامية والملك سعود وأم القرى، واستكمال مشروعات المدن الجامعية القائمة في جامعات الملك سعود والملك عبدالعزيز والملك فهد للبترول والمعادن والقصيم والمدينة المنورة والطائف والمجمع الأكاديمي بحفر الباطن بلغت 81,5 مليار ريال.
وأبان أن الدعم الملكي السخي شمل كليات البنات، حيث صدر توجيه المقام السامي الكريم بتنفيذ مبانٍ عاجلة لهذه الكليات وتوفير الاعتمادات المالية لها بمبلغ أربعة مليارات ريال، لمعالجة مباني هذه الكليات بما يضمن إيجاد مقرات مناسبة لها وتجهيزها وتأمين احتياجاتها الضرورية لتشغيلها على أكمل وجه.
وعلى صعيد تطوير الموارد البشرية ذكر أن البرنامج التنموي الحضاري، برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي، يأتي كأبرز ملامح مشاريع تطوير الموارد البشرية الوطنية، حيث يلتحق قرابة ال 150 ألف مبتعث ومبتعثة في أعرق الجامعات العالمية في أمريكا وأوروبا وآسيا، يكتسبون لغاتٍ وعلوماً وثقافاتٍ متعددة، ومع عودة عشرات الآلاف منهم، كما يمكن القول إن المملكة موعودة –بمشيئة الله- بجيل جديد من مخرجات التعليم العالي يواكب طموحات القيادة الرشيدة ويفتح آفاقاً واسعة لتطور الوطن ونموه وازدهاره.
أما في مجالات البحث العلمي فأوضح أن وزارة التعليم العالي أنشأت ودعّمت 14 مركزاً للتميز البحثي في الجامعات السعودية ضمن سعي الوزارة إلى تحقيق ريادة عالمية في شتى التخصصات العلمية، ليس هذا فحسب، وإنما بادرت الوزارة أخيراً إلى إطلاق مبادرتها الجديدة بإنشاء "المراكز البحثية للمنتجات المعرفية" لتعزيز البحث العلمي وبناء الاقتصاد المعرفي، وانتقال المراكز البحثية في الجامعات إلى المراحل الإنتاجية وربطها بالواقع الصناعي والخدمي في المملكة بما يحقق بناء الاقتصاد المحلي المعرفي ويُسهم في تنويع مصادر الاقتصاد الوطني.
ورفع نائب وزير التعليم العالي أسمى آيات التهاني والتبريكات للقيادة الرشيدة، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين، والنائب الثاني - حفظهم الله-، ولأبناء الوطن في كل مكان بمناسبة ذكرى اليوم الوطني الأغر، سائلاً الله العلي القدير أن يحفظ لهذا الوطن الغالي قادته الأوفياء وأمنه واستقراره وازدهاره، وأن تتواصل إنجازاته، إنه ولي ذلك والقادر عليه.