أكد أمير منطقة مكةالمكرمة، خالد الفيصل، خلال لقاء مفتوح مع مجموعة من المستثمرين وعدد من الملاك في حي الشراشف بمكةالمكرمة، أنه لا استجداء ولا فرض في مشروع تطوير العشوائيات، مبيناً أنها عروض مدروسة هدفها التطوير وأن تكون مكةالمكرمة أجمل وأذكى مدينة في العالم، فيما وصلت المساهمات الاسثمارية لرجال الأعمال إلى مليار ريال. وقال الأمير خالد الفيصل، خلال اللقاء الذي عقد في برج الساعة في مكةالمكرمة اليوم بحضور أمانة العاصمة المقدسة وممثلين عن الصناديق الاستثمارية السيادية في المملكة والشركات المعنية بتطوير حي الشراشف، الذي سيبدأ العمل فيه بعد موسم الحج: "أود الاعتذار لأنني وصلت قبلكم، وسأتحدث إليكم واقفاً إجلالاً للموقف، خصوصاً وأنا في هذه البقعة المباركة، سأقف لأني في مكة، وأقف لأن المشروع يخدم مكة وإنسانها، ويخدم الإسلام والمسلمين".
وأضاف: "يعتبر مشروع تطوير الأحياء العشوائية الأول الذي أقدمه لخادم الحرمين الشريفين، فوجدت منه -يحفظه الله- لحظة قبوله، نظرة ارتياح وترقب وأمل، فقد كان مرتاحاً لأننا وجدنا أخيراً مشروعاً يعالج أوضاع الأحياء العشوائية، وأكد أن هناك ترقباً لكيفية تنفيذ هذا المشروع، والدي خادم الحرمين الشريفين آمل بأن هذا المشروع سيكون رائداً ومصدر اعتزاز أمام العالم أجمع".
وشبه أمير منطقة مكةالمكرمة التحديات والصعوبات التي تقف في وجه المشاريع بالحلم، مستشهداً بقيام المملكة على حلم راود الملك عبدالعزيز آل سعود -يرحمه الله- فقامت على يديه -بعد توفيق الله- أعظم وأنجح وحدة في التاريخ المعاصر، مضيفاً: "كانت النظرة لهذا المشروع أشبه بالنظرة التي بدأ بها الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه- مشروعه في وحدة المملكة، وكانت ضرباً من الخيال، ولكنه حققها، وأصبحت أنجح وحدة في الجزيرة العربية بعد العصور الأولى للإسلام".
وأضاف: "مشروعكم اليوم عظيم، ولكنه يحتاج إلى شجاعة المؤمن بالله، ثم نفسه، وبلاده، والثقة هي طريقنا إلى تحقيق المشاريع الكبرى، وهناك من يردد دائما أن رأس المال جبان، لكنه للأسف لا يكون كذلك خارج المملكة، ولا يصاب بالجبن إلا حين يكون المشروع على أرض سعودية".
وتابع الفيصل: "أعطت إستراتيجية منطقة مكةالمكرمة فرصة وشرفا لرجال الأعمال للمساهمة في إعمار هذا البلد الذي يعتبر مصدرا لثروتهم، وهذه الفرصة يجب أن يتشرف بها كل سعودي، وأن يستثمر ماله في وطنه، خصوصا إذا كانت هذا الأرض مكةالمكرمة التي تعدكم اليوم بفتح باب عظيم فيه أجر من عند الله، وفيه فرصة لوطنية أنتم أهل لها".
وقال الأمير الفيصل مخاطبا الحضور: "أيها الإخوة، إن هذا المشروع فريد من نوعه؛ كونه يقدم الإنسان قبل المكان، وأنتم تعلمون أن من يقطنون الأحياء العشوائية مواطنون ومقيمون قبلت بهم هذه البلاد، واستضافتهم واحتضنتهم، فكيف لا تقدمون مكة للمسلمين أجمع كأجمل وأذكى مدينة في العالم؟!".
وتابع: "ربما يتساءل بعضكم ويقول: لقد نسي هذا الشاعر أنه يخاطب أصحاب الحسابات، لكني أنا كذلك من أصحاب الحسابات، ولكن حساباتي ربما تختلف عن حساباتكم، فهدفي أن نجعل من مكةالمكرمة مدينة نعتز ونفخر بتقديمها للعالم أجمل، وأننا بذلنا في أرضنا المقدسة الغالي والنفيس لكي نظهرها بالمظهر الذي تستحق".
وأكد الأمير خالد الفيصل أنه "لا استجداء ولا فرض للمساهمة في تطوير العشوائيات، وستضع الإمارة كل ثقلها لإنجاح المشروع، وتذليل كافة الصعاب"، موضحا أن "مشاريع جدة مثل خزام والرويس فشلت؛ كونها لا تصنف على أنها عشوائية، فهي مشاريع تطوير بدأت قبل إقرار العشوائيات، ثم ضمت للتطوير، فاختلطت الأوراق، لكن العمل سيبدأ في تطوير أحياء غليل وبترومين، وستنفذ على أصول اللائحة المعدة لذلك".
وختم حديثه بالقول: "لقد تكفل بأن يطعمهم من جوع ويأمنهم من خوف؛ فلا تخافوا على استثماركم في مدينتكم المقدسة، ولا تخافوا من استثماركم في وطنكم، كما لا أريد أن أحرجكم، فأنتم في حل إن ساهمتم وإن لم تساهموا؛ فهذه أموالكم وأنتم أحرار، وأنا أؤكد لكم الآن أن هذا المشروع سينفذ بكم أو بدونكم إن شاء الله".
وفي نهاية اللقاء قدم عدد من رجال الأعمال مساهمة استثمارية في مشروع تطوير النكاسة بلغت مليار ريال.