في خطوة من شأنها أن تفتح آفاقاً جديدة للعمل الدعوي والخيري خارج المملكة العربية السعودية، وقّعت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وإدارة أوقاف صالح عبدالعزيز الراجحي، مذكرة تعاون تحدد أطر الشراكة والتفاهم المشترك بينهما حيال تنفيذ عدد من المشروعات والبرامج الدعوية والتعليمية خارج المملكة العربية السعودية، ووقّع هذه المذكرة من الجانبين وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، والأمين العام لإدارة أوقاف صالح عبدالعزيز الراجحي عبدالسلام بن صالح الراجحي، وتأتي هذه المذكرة في إطار منظومة التكامل والتعاون بين المؤسسات الرسمية والمؤسسات المانحة. وبهذه المناسبة أعرب عبدالسلام بن صالح الراجحي عن سعادته بتوقيع هذه المذكرة، مؤكداً أن ذلك سيسهم في تقديم صورة إيجابية ومنضبطة للعمل الخيري السعودي في مختلف الأقطار، ويأتي هذا كله تماشياً مع أهداف ورؤى إدارة أوقاف صالح عبدالعزيز الراجحي التي تسعى دوماً لتقديم عمل خيري متنوع يحتذى به، ويعود بالآثار النافعة والمستمرة على المستهدفين، ويقدم قيمة مضافة لهم وللمجتمع الذي تقام فيه هذه الأعمال الخيرية المتنوعة.
وأضاف الراجحي أن هذه التعاون الذي يتم بين إدارة الأوقاف ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد يسهم في دعم ومشاركة الوزارة في أداء رسالتها السامية المتعلقة بالبرامج الدعوية خارج المملكة ونشر تعاليم ديننا الحنيف وشريعتنا السمحة، والإفادة من خبرة الوزارة وتجربتها الكبرى في تنفيذ البرامج الدعوية المتنوعة، وبناء المساجد والمراكز الإسلامية، والعناية بالمصحف الشريف وطباعته ونشره، وإقامة الدورات العلمية والدعوية بمختلف اللغات، وتنفيذ وإقامة العديد من البرامج الدعوية الخاصة بموسمي رمضان والحج، ونحو ذلك مما فيه خدمة للإسلام والمسلمين.
وأكد الراجحي أن التعاون بين إدارة الأوقاف والوزارة قائم ومتنوع منذ سنوات عدة، ولكن مذكرة التفاهم التي وقعت اليوم تضع أسساً مشتركة لهذا التعاون؛ وأضاف الراجحي أنه تفعيلاً لهذا التعاون المثمر بين إدارة الأوقاف والوزارة فقد صدرت موافقة إدارة الأوقاف على إنشاء مركز حضاري متكامل يحمل اسم الموقف الشيخ صالح بن عبدالعزيز الراجحي (رحمه الله) في جزيرة منتاوي في جمهورية إندونيسيا بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد وسفارة المملكة العربية السعودية في جاكرتا، وتزيد التكلفة الأولية لهذا المشروع على ثلاثة ملايين ريال بحسب التقديرات الأولية للمشروع، ويقع هذا المركز على أرض مساحتها (25,000م2)، ويقدم خدمات دعوية وتعليمية وتربوية وصحية متكاملة؛ حيث يتكون من مسجد يتسع ل(500) مصل، وسكن للإمام والمؤذن، ومدرسة تتسع لعدد (200) طالب وطالبة، وسكن للطلاب يتسع لعدد (100) طالب و(100) طالبة، ومركز طبي مع سكن للطبيب والفنيين، وملاعب رياضية للمدرسة، وعدد (2) محلات تجارية، وحظيرة لتربية الماشية لأغراض استثمارية وقفية تعود على تشغيل المركز، ويتم استغلال بقية الأرض للزراعة ومحاضن للأسماك؛ نظراً لطبيعة الجزيرة وعمل سكانها.
وسيكون هذا المركز حضارية لسكان هذه الجزيرة في جمهورية إندونيسيا؛ حيث سيقدم خدمات الإيواء والرعاية الاجتماعية والإرشادية والصحية، وستتولى الوزارة ممثلة بالملحق الديني في السفارة السعودية بإندونيسيا متابعة إنشاء هذا المركز والإشراف عليه وتشغيله.