قال مستشار جمعية أسر التوحد الخيرية، الدكتور عبدالمحسن العتيبي، إن نسبة التوحد تشير إلى إصابة طفل واحد من بين 55 فرداً بمرض التوحد، مبيّناً أنه ليس مرضاً، بل اضطراب يمكن التعامل معه بالتدريب والتأهيل والتعليم، ومطالباً بافتتاح المدارس العامة أمام التوحديين القابلين للتعلم والتدريب. جاء ذلك خلال فعاليّات ملتقى نظمته الجمعية، برعاية الأميرة سميرة بنت عبدالله الفيصل رئيسة الجمعية، أول من أمس، للمستفيدين منها بمناسبة بداية العام الدراسي حضرته أكثر من 70 أسرة.
وشهد الملتقى مشاركة فاعلة من متطوعين من صغار السن أحدهم يبلغ من العمر سبع سنوات؛ بهدف خدمة هذه الفئة من إخوانهم الأطفال.
وصرّحت الأميرة سميرة الفيصل بهذه المناسبة بأن عدد المسجلين في الجمعية حتى الوقت الحالي بلغ 2600 مستفيد تقدم لهم جميع الخدمات والدعم لمساعدتهم في رعاية أطفالهم التوحديين، خصوصاً في ظل التكاليف العالية للخدمات المقدمة لهم.
وكشفت خلال الملتقى عن أن خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- وجّه بإنشاء مراكز للتوحد في كلٍ من الرياضوجدة والدمام تقدم خدمات متكاملة وشاملة للتوحديين، متمنياً رؤية هذه الخدمات على أرض الواقع.
وأشارت إلى أن المملكة ستنظم خلال شهر صفر من العام المقبل ندوة تبادل الخبرات تستضيف من خلالها سفراء الدول العربية؛ لبحث سبل تطوير البرامج المقدمة للتوحد والاستفادة من الخبرات الموجودة في هذه الدول، وبما يُسهم في عمل خطط مدروسة وقابلة للتنفيذ في خدمة مرضى اضطراب التوحد.
من جهة أخرى طالب مستشار الجمعية، الدكتور عبدالمحسن العتيبي، بافتتاح المدارس العامة أمام التوحديين القابلين للتعلم والتدريب، مشيراً إلى أن هناك دمجاً لبعض الحالات، ولكنه ما زال محدوداً ودون المأمول، مؤكداً أهمية التوعية في المدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية وغيرها، لافتاً إلى أن التوعية قاصرة على الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها الجمعية. وأوضح أن المستفيدين من خدمات الجمعية من مختلف مناطق المملكة.
وأشار الدكتور العتيبي إلى أن التوحد ليس مرضاً، بل هو اضطراب يمكن أن يتم التعامل معه بالتدريب والتأهيل والتعليم، حيث إن التوحدي مثله مثل أي شخصٍ يصاب بالأمراض التي يمكن علاجها والأمراض التي يصعب علاجها، موضحاً أن التوحد أعقد من المرض، حيث إنه اضطراب نمائي ناتجٌ عن خلل عصبي وظيفي في الدماغ يحدث في السنوات الثلاث الأولى من العمر.
وذكر الدكتور عبدالمحسن أن الجمعية تسعى لتقديم أرقى الخدمات لهذه الفئة، سواء كانوا ضمن المسجلين في الجمعية أو من هم خارجها، مع وجود ما يثبت الإصابة، داعياً إلى التسجيل في الجمعية وذلك لحصر المستفيدين وسهولة الوصول إليهم عند تقديم الخدمة، مبيّناً أن نسبة التوحد تشير إلى إصابة طفل واحد من بين 55 فرداً.
وشهد الملتقى العديد من المطالب من الأسر التي يعاني أحد أبنائها اضطراب التوحد، وتمثلت المطالب في إيجاد مراكز تدريب وتأهيل مجانية في جميع أنحاء المملكة، ومعلمين متخصصين، وأدوات تساعدهم على رعاية أبنائهم، وكذلك مراكز علاج متخصصة تضم استشاريين في علاج هذه الفئة من المرضى.
وأكدت الأسر أنهم يعانون زيادة تكلفة رعاية هؤلاء المرضى، كما طالبوا بإيجاد مبانٍ مملوكة وليست مستأجرة؛ مما يساعد على أن تكون مراكز ملائمة للتوحديين، وترجمة المؤلفات المتعلقة بالتوحد لزيادة الثقافة الأسرية والمجتمعية للتعامل مع هذه الفئة، وإنشاء قناة تلفزيونية مخصصة للتوحديين، بمشاركة الجهات المعنية كالصحة والشؤون الاجتماعية تقدم التوعية والتعليم لهذه الفئة.
كما طالبوا وزارة التعليم العالي ووزارة التربية والتعليم والصحة والشؤون الاجتماعية بإيجاد سيارات مخصصة لهذه الفئة يقودها سعوديون مع محارمهم، وتوظيفهم رسمياً؛ حتى يطمئنوا على عملية تنقل الأبناء.
وأوضحوا أنهم يعانون عمليات تشخيص الأطباء لأبنائهم؛ لعدم وجود متخصصين في هذا المجال داخل المملكة، كما أنهم يعانون علاج أبنائهم في الخارج؛ للتكلفة العالية وعدم التفرغ أحياناً وغيرها من الأسباب.