تخطى عدد اللاجئين السوريين عتبة المليونين، بحسب ما أعلنت المفوضية العليا للاجئين في بيان الثلاثاء، مذكرة بأن عددهم قبل سنة كان حوالى 230 ألفاً. وذكرت المفوضية التابعة للأمم المتحدة أن عدد هؤلاء اللاجئين في دول جوار سوريا قبل سنة كان 230 ألفاً و671 لاجئاً، انضم إليهم 1.8 مليون لاجئ جديد خلال الأشهر ال12 الأخيرة.
وفي سياق متصل، أعلن مصدر حكومي فرنسي، أمس الاثنين، طلب عدم كشف اسمه استناداً إلى وثيقة أعدتها الاستخبارات الفرنسية، أن الهجوم الكيميائي الذي وقع في 21 أغسطس في الغوطة بريف دمشق تم من مناطق تابعة لنظام الرئيس بشار الأسد واستهدف أحياء تحت سيطرة المعارضة.
وأضاف المصدر نفسه أن "الصور تكشف أن المناطق التي انطلقت منها القذائف كانت بأيدي النظام، والمناطق التي سقطت فيها كانت بيد المعارضين".
وجاء أيضا في الوثيقة التي وضعتها الاستخبارات الفرنسية وقامت الحكومة الفرنسية بنشرها أمس الاثنين أن "السكان المدنيين استهدفوا في 21 غسطس باستخدام كثيف ومنسق لعناصر كيميائية، استناداً إلى تحليل تقني منهجي ل47 شريط فيديو أصلي" لأحداث 21 أغسطس الماضي.
وحذر الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، من خطر اندلاع "حرب إقليمية" في حال توجيه ضربة عسكرية غربية إلى بلاده، وقال لصحيفة "لوفيجارو" إن "الشرق الأوسط برميل بارود والنار تقترب منه اليوم... خطر اندلاع حرب إقليمية موجود"، محذراً أيضا من "التداعيات السلبية" لأي ضربة عسكرية "على مصالح فرنسا".
ويشارك وزيرا الخارجية والدفاع الأمريكيان جون كيري وتشاك هاجل، اليوم الثلاثاء، في جلسة استماع برلمانية في مجلس الشيوخ الأمريكي للدفاع عن القيام بتدخل عسكري في سوريا، حيث يعتزم الرئيس باراك أوباما أيضا زيادة المساعدة العسكرية للمعارضة السورية المسلحة، بحسب ما أعلنت مصادر برلمانية الاثنين.
وصرح مصدر في مجلس الشيوخ ل"فرانس برس" بأن المسؤولين سيقدمان شهادتهما أمام لجنة الشؤون الخارجية، والجلسة مقررة في الساعة السادسة والنصف مساء بتوقيت جرينتش، وسيشارك فيها أيضا رئيس أركان الجيوش الأمريكية الجنرال مارتن ديمبسي، وسيعود "كيري" غداً الأربعاء لحضور جلسة استماع في مجلس النواب.
وإثر لقائهما الرئيس باراك أوباما في البيت الابيض، أمس الاثنين، اعتبر عضوا مجلس الشيوخ الجمهوريان جون ماكين وليندسي جراهام أن احتمال رفض الكونجرس لقرار يجيز استخدام القوة في سوريا سيكون "كارثياً".
وقال "ماكين" الذي يدعو إلى عملية عسكرية واسعة النطاق في سوريا إن "تصويت الكونجرس ضد القرار سيكون في رأيي كارثياً، هذا الأمر من شأنه المساس بصدقية الولاياتالمتحدة والرئيس الأمريكي. لا أحد يتمنى ذلك".
وأضاف: "نريد العمل على القرار للقيام بشيء يحصد دعم الغالبية في مجلسي النواب والشيوخ".
كما حذر "جراهام" من ارتدادات أي تراجع أمريكي في الملف السوري، ولا سيما على إيران.
وقال: "إذا لم نفعل ما يجب فعله لإعادة سوريا إلى الطريق الصحيح فإن إيران سترى في هذا حتماً إشارة على أننا لا نبالي ببرنامجها النووي".
ولاحقاً أكد السيناتوران المؤيدان بشدة للحرب أن الإدارة الأمريكية تعد خطة لتعزيز القدرات العسكرية لدى مقاتلي المعارضة السورية.
وقال "جراهام": "ثمة تفاهم يتبلور حول ضرورة تقليص قدرات الأسد وتعزيز المعارضة. يبدو أن الإدارة بصدد إعداد خطة صلبة لتعزيز المعارضة".
وصرح "ماكين": "نعتقد أن هناك إستراتيجية تتبلور لتعزيز قدرات الجيش السوري الحر واحتواء قدرات بشار الأسد"، مضيفاً: "يبدو أن الإدارة بصدد إعداد خطة صلبة لتعزيز المعارضة".
وقال "ماكين" إنه باتت لديه "أسباب جيدة للاعتقاد بأنه سيتم توجيه ضربات جدية جداً وليس تجميلية" إلى النظام السوري، وأضاف: "لا أعتقد أنه من باب الصدفة إرسال حاملة طائرات إلى المنطقة".
وبحسب شبكة "إيه بي سي" فإن حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس نيميتز" في طريقها إلى البحر الأحمر، على الرغم من أنها لم تتلق أوامر بالمشاركة في الضربات المتوقعة على سوريا.
ويندرج حضور مسؤولين حكوميين كبار بالكونجرس في إطار حملة لإقناع المشككين بتأييد اللجوء إلى القوة العسكرية في سوريا، وذلك بعدما أعلن العديد من الديمقراطيين والجمهوريين أنهم يميلون إلى رفض القرار.
وأجرى الرئيس الأمريكي اتصالات فردية بالعديد من البرلمانيين في نهاية الأسبوع، ومثله نائب الرئيس جو بايدن.
ويشهد مجلس الشيوخ الثلاثاء والأربعاء والجمعة جلسات استماع مغلقة.
وواصل وزير الخارجية الأمريكي مشاوراته مع حلفاء الولاياتالمتحدة، وقد أجرى في هذا الإطار يوم الأحد اتصالاً هاتفياً برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كما أعلنت وزارته أمس الاثنين.
واليوم الثلاثاء سيلتقي العديد من مسؤولي الكونجرس "أوباما" في البيت الأبيض قبل أن يغادر الرئيس إلى السويد ثم إلى قمة مجموعة العشرين في روسيا.