أعدَّت وزارة الحرس الوطني تقريراً عن ذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، ومراحل تطور الوزارة التي تساهم بفضل الله في حماية أمنه والدفاع عن مقدساته والمشاركة في مسيرة التنمية المباركة. وأكَّدت الوزارة في التقرير الذي أبرز مراحل تطورها وإنجازاتها ومشاريعها أن ذكرى اليوم الوطني تُعتبر مناسبة غالية نجدِّد فيها الولاء ونستذكر مسيرة بلادنا المباركة.
وقالت: "المملكة العربية السعودية مسيرة طويلة خاضها البطل الموحِّد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -طيَّب الله ثراه- في سبيل ترسيخ أركان هذا الكيان وتوحيده تحت راية واحدة سارت به نحو النمو والتطور والبناء".
وأضافت: "كانت ملحمة التوحيد وتأسيس المملكة العربية السعودية على يد الملك عبد العزيز ورجاله المخلصين حدثاً تاريخياً عظيماً أثمر بناء أمة ونهضة شعب وقيام حضارة تعاقب عليها أبناء الملك المؤسس حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله".
وأكملت: "سعى الملك المؤسس بكل جهد لبناء دولة هدفها تنمية الإنسان والاستثمار فيه، وذلك بدعوته للاستقرار أولاً ثم بتعليمه ثانياً، ثم بدعوته للمشاركة في صنع التنمية حتى أصبحت المملكة العربية السعودية واحة حضارية مبدعة، وانطلاقة تنموية خلاقة، وسجلاً متصلاً من العهود الزاخرة".
وقالت الوزارة في التقرير: "في ذكرى هذا اليوم المجيد الأول من الميزان ها نحن نعيش في ظلال هذه الدولة الوارفة بعد أن أصبحت كياناً له وزنه على كل المستويات العربية والإسلامية والدولية، وهي مناسبة عزيزة تدعونا بكل فخر للحديث عن منجزات بلادنا الغالي".
وفيما يلي نصُّ التقرير:
تمثل وزارة الحرس الوطني أحد منجزات الوطن، والتي تساهم في حماية أمنه والدفاع عن مقدساته والمشاركة في مسيرة التنمية المباركة فيه..
وعندما نستذكر بدايات الحرس الوطني فإننا نتحدث عن أبناء وأحفاد أولئك الرجال الذين شاركوا بأرواحهم وأموالهم وسلاحهم مع الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه- الذي رفع لواء التوحيد، ووضع الأسس لبناء المملكة العربية السعودية الحديثة منذ أن بدأت انطلاقته عام 1319ه وحتى إعلان تكامل هذا الكيان تحت اسم المملكة العربية السعودية عام 1351ه.
تمثل نهضة الحرس الوطني وتطوُّره صفحات مضيئة كتب سطورها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حيث رعى -حفظه الله- تطوُّره وله الفضل بعد الله في تحديثه والوصول به إلى مصافِّ القوات العسكرية الحديثة؛ ليصبح إحدى ركائز الأمن والاستقرار والرخاء في وطننا الغالي.
وذلك حين تولى الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله- رئاسة الحرس الوطني عام 1382ه حيث بدأت انطلاقة هذا الصرح العملاق من مجرد وحدات تقليدية إلى قوات عسكرية محترفة وحديثة.
وبقيادته -حفظه الله- انطلق الحرس الوطني نحو التطوُّر في خطوات تختصر الزمان، وليصبح في سنوات قليلة مؤسسة عسكرية حضارية شاملة، تسهم في مسيرة النهضة الكبرى للمملكة العربية السعودية.
الحرس الوطني في عام.. "مسيرة وإنجاز"
لقد عاش الحرس الوطني هذا العام 1434 ه العديد من المنجزات وعطاءات الخير والنماء؛ حيث جاء أمر خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- بتحويل رئاسة الحرس الوطني إلى وزارة وتعيين صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وزيراً للحرس الوطني، كحدث تاريخي يدعم مسيرة الحرس الوطني وليواصل سموُّه مسيرته في خدمة الحرس الوطني خدمة لدينه ومليكه ووطنه؛ حيث تدرَّج صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله في العديد من المناصب خلال خدمته في الحرس الوطني، وشارك في مسيرة التطوير لتحقيق رؤية خادم الحرمين الشريفين في أن يظل الحرس الوطني مؤسسة عسكرية وحضارية متميزة، تسهم بكل نجاح في تعزيز مسيرة البناء والتنمية في وطننا الغالي.
وامتداداً لمسيرة التطوير والتحديث صدر هذا العام الأمر الملكي الكريم بتعيين معالي الأستاذ عبد المحسن بن عبد العزيز التويجري نائباً لوزير الحرس الوطني؛ ليسهم في مسيرة التطوير في الحرس الوطني جنباً إلى جنب مع قادة ومنسوبي وزارة الحرس الوطني من الرجال الذين يتشرَّفون بالانتماء إلى هذا الصرح الشامخ خدمة للدين ثم المليك والوطن.
لقد شهدت إنجازات الحرس الوطني قطف المزيد من ثمار مسيرة الخير والعطاء؛ حيث شهد هذا العام افتتاح المدينة الجامعية الجديدة لجامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية بالرياض، والتي تُعدُّ أحد أبرز وأهم الصروح التعليمية الضخمة التي رعاها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله– وتُعتبر بحق مفخرة للتعليم العالي المتخصص وأحد منجزات الحرس الوطني لبلادنا الغالية، وتعدُّ جامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية بالرياض وفرعاها في جدة والأحساء أول جامعة علمية متخصصة في العلوم الصحية تهيئ لطلابنا وطالباتنا إمكانية العطاء والإبداع؛ دعماً لنهضة وتطوُّر قطاعاتنا الصحية، وتزامن افتتاح الجامعة مع تخريج الدفعة العاشرة من طلبة الجامعة؛ لتسهم هذه السواعد الفتية في خدمة الوطن وتشارك في تنميته وتطوره.
وواصلت كلية الملك خالد العسكرية القيام بدورها في إمداد وحدات الحرس الوطني بالضباط المؤهلين من خريجي الثانوية العامة والجامعيين، حيث احتفلت الكلية هذا العام بتخريج الدورة الرابعة والعشرين للضباط الجامعيين والدفعة التاسعة والعشرين من طلبة كلية الملك خالد العسكرية تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وزير الحرس الوطني، لينضموا إلى زملائهم في وحدات الحرس الوطني، ويسهموا في خدمة وطنهم وازدهاره.
وبما أن مهمة الحرس الوطني الرئيسة هي الحفاظ على الأمن والدفاع عن الوطن مشاركاً مع بقية القوات العسكرية في هذا الوطن، فإن ذلك يتطلب استمرار العمل والتطوير لتحديث القوة العسكرية، ورفع مستوى أداء المنسوبين، وفي هذا الإطار تفقَّد سموُّ وزير الحرس الوطني مقر المهبط التدريبي لطائرات التدريب التأسيسي العمودي نوع (إم دي 530 إف) واستمع سموُّه إلى إيجاز حول الخطط والمشاريع المستقبلية المتمثلة في مطار لواء الطيران الأول والذي يجهَّز لاستقبال الطائرات نوع أباتشي وطائرات استطلاع مسلَّحة وطائرات أغراض عامة من نوع الصقر الأسود ومقر قاعدة إمدادات وتدريب الطيران ومراحل الخطط المستقبلية لطيران الحرس الوطني. ويولي الحرس الوطني التدريب اهتماماً كبيراً بالمهارات الفردية للفرد ضمن الفريق، وانتهاء بالتمارين الميدانية وتمارين القيادة والسيطرة على مستوى الحرس الوطني؛ حيث ينفذ الحرس الوطني ضمن خطط التدريب لهذا العام تمرين (ولاء وفدا 4) ويهدف إلى اختبار أنظمة الاتصال وإجراءات القيادة والسيطرة وتوحيد مفهوم العمل والتخطيط المشترك، كما واصلت وحدات الحرس الوطني هذا العام عقد وتخريج العديد من الدورات في مدارس الحرس الوطني العسكرية وألوية الحرس الوطني ومدرسة سلاح الإشارة ومراكز التدريب؛ لتقف هذه السواعد كقوة ضاربة تذود عن أمن الوطن واستقراره.
وواصلت وزارة الحرس الوطني خطوات التطور والنماء في كل القطاعات؛ حيث تم هذا العام اعتماد مشروع مبنى كلية القيادة والأركان بالحرس الوطني كأحد المنجزات التي تضاف إلى مسيرة البناء المستمرة في الحرس الوطني، ويمثل المشروع الذي يُقام على مساحة 36 ألف متر مربع إضافة معمارية متميزة لمنظومة منشآت الحرس الوطني؛ حيث يتكون المشروع من كتلتين معماريتين شامختين بثلاثة طوابق، تفصلهما مساحة من الخضرة في وسطهما المسجد الرئيس للمبنى، ويعكس تصميم البهو فخامة البناء وانسيابيته والذي يؤكد المنهج الحديث والنظرة المستقبلية للحرس الوطني.
وفي إطار اهتمام وزارة الحرس الوطني بمنسوبيها اطَّلع سموُّ وزير الحرس الوطني على التصاميم النهائية الخاصة بمشروع نادي ضباط الحرس الوطني والذي سيتم البدء بتنفيذه قريباً في مدينة الرياض.
وتهدف هذه المشاريع إلى نشر وتنمية الأنشطة الاجتماعية والثقافية والترفيهية والرياضية، وتوفير المناخ المناسب لتنمية العلاقات الاجتماعية بين الأعضاء وعائلاتهم، وذلك من خلال الأنشطة المختلفة والندوات والمحاضرات والحفلات الترفيهية، وكذلك إعداد البرامج والأنشطة الترويحية وتهيئة الوسائل وتيسير السبل لشغل أوقات الفراغ بما يعود على الأعضاء وعائلاتهم بالنفع والفائدة.
واستمراراً للدور الحضاري الذي يقوم به الحرس الوطني في العديد من المجالات الاجتماعية والثقافية فقد واصل رعايته للعديد من الأنشطة الثقافية، وكعادته كل عام نظَّم الحرس الوطني وبرعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الدورة الثامنة والعشرين للمهرجان الوطني للتراث والثقافة؛ ليواصل المهرجان مسيرة النجاح والإبداع ويساهم في إبراز تراث أمتنا وثقافتها جوانب النهضة الحضارية والتنموية التي تعيشها بلادنا في عصرها الزاهر.
لقد أولى الحرس الوطني دعماً متميزاً لمشاريع الإسكان لمنسوبيه، حيث يتم التوسُّع في بناء المدن السكنية العملاقة في مناطق المملكة المختلفة. وفي هذا الإطار نفّذ الحرس الوطني عدداً من مشاريع التوسعة للمدن السكنية القائمة، في كل من: الرياض، وجدة والأحساء والدمام والطائف؛ لتدعم استقرار منسوبي الحرس الوطني، وتوفر لهم السكن الملائم، وقد تم تزويد المدن السكنية بعشرات المباني المكمّلة من مساجد، ومدارس ومستوصفات، وملاعب، وميادين للخدمات، وأسواق مركزية، ومراكز رياض للأطفال، ومكتبات عامة، وأندية ترفيهية، واجتماعية، ومحطات إطفاء، ودورات مياه عامة، ومبانٍ للضيافة، ومحطات خدمة للسيارات لتساهم هذه المشروعات في استقرار ورفاهية منسوبي الحرس الوطني.
وشارك الحرس الوطني هذا العام في العديد من المهام بالتعاون مع القطاعات الأمنية والحكومية مثل عملية الإنقاذ والإخلاء للمتضررين جراء هطول الأمطار الغزيرة على عدد من مناطق المملكة، حيث ساهمت وحدات الحرس الوطني هذا العام في تقديم الإسناد والإنقاذ في كل من محافظة الطائف والقويعية وحائل ووادي الدواسر والمناطق المجاورة المحيطة بها، والتي تضرَّرت جراء السيول، حيث قامت بعمليات البحث عن المفقودين وإنقاذ المتضررين من السيول بمشاركة ضباط وأفراد الحرس الوطني، كما تشرَّف الحرس الوطني بالمشاركة في العديد من المهام الإغاثية والإنسانية المختلفة داخل وخارج المملكة.
كما يتشرّف منسوبو الحرس الوطني سنوياً بالمساهمة في خدمة ضيوف الرحمن، حيث يتم تجنيد كل الإمكانيات الأمنية والإرشادية والصحية والإعلامية، وتستنفر وزارة الحرس الوطني كل طاقاتها لخدمة ضيوف الرحمن حجاج بيت الله الحرام والسهر على أمنهم وراحتهم.
ولأن الإنسان هو محور التنمية وباعثها يولي الحرس الوطني جُلَّ عنايته واهتمامه بمنسوبيه العسكريين والمدنيين، ويحرص سمو وزير الحرس الوطني على لقاء المنسوبين والاجتماع معهم وسماع اقتراحاتهم وآرائهم، كما يتم تكريم منسوبي الوزارة المتقاعدين وتقدير ما بذلوه من جهود مخلصة في خدمة دينهم ومليكهم ووطنهم.
إن مسيرة الحرس الوطني ومراحل البناء التاريخية لهذه المؤسسة العسكرية الحضارية التي رعاها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يبرز تفاصيلها معرض الصور الفوتوغرافية التاريخية للحرس الوطني، والذي افتتحه صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وزير الحرس الوطني؛ حيث يجسِّد المعرض مسيرة الحرس الوطني ومراحل البناء التاريخية حتى أصبح مؤسسة عسكرية حضارية بناها ورعاها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ويضم المعرض أكثر من 300 صورة تحكي مسيرة الحرس الوطني في مختلف المجالات العسكرية والطبية والتعليمية والسكنية لأكثر من خمسة وأربعين عاماً.
لقد ورث الحرس الوطني كل خصائص عصر البطولة التي كافح الملك المؤسس عبد العزيز من أجلها، وتجسَّدت في وحداته وتشكيلاته كل صفات الشعب النبيل الذي شارك في بناء المملكة العربية السعودية، وقد عبَّر عن ذلك خادم الحرمين الشريفين بقوله: نحن هنا في المملكة العربية السعودية نشعر شعوراً كاملاً بأمن هذا البلد واستقراره ووحدته، وهذا الشعور هو الذي يملي علينا دائماً أن نكون مخلصين له، وما الحرس الوطني إلا هذا الشعب، فهو الذي أقام بعرقه وجهده مع الملك عبد العزيز -رحمه الله- هذا الوطن الذي نقيم في ظلّه ونسعى إلى صونه بكل ما نملك.