أوردت وكالة الأنباء الفرنسية تقريراً رياضياً يتحدث عن واحدة من مباريات المنتخب السعودي الأول لكرة القدم في كأس العالم، وهي تلك التي كانت أمام منتخب جنوب أفريقيا في مونديال 1998م والتي أقيمت في فرنسا وجاء في التحليل الذي ذكرته الوكالة:" خاض المنتخب السعودي مباراته الأخيرة مع جنوب إفريقيا من دون ضغوط نفسية وكان على وشك تحقيق الفوز قبل إن تنتهي المباراة بالتعادل بعد هدف لجنوب إفريقيا في الوقت بدل الضائع. وسجل هدفي السعودية يوسف الثنيان وسامي الجابر من ركلتي جزاء، وهدفي جنوب إفريقيا شون بارتليت ولوكاس راديبي. وبات الجابر أول لاعب عربي يسجل هدفين في مونديالين مختلفين، بعد إن كان سجل هدفا في مرمى المغرب في مونديال 94 من ركلة جزاء أيضا. وقاد المنتخب في هذه المباراة المدرب المحلي محمد الخراشي، وكان أول مدرب سعودي يقوده في أحدى مباريات كأس العالم. وعقب انتهاء مهمة المنتخب في مونديال 98، اتخذ الاتحاد السعودي سلسلة قرارات قضت بإقصاء مدير المنتخب احمد عيد (نجم الأهلي والمنتخب سابقا) وإبعاد عدد من اللاعبين أبرزهم احمد جميل وخالد مسعد وفؤاد أنور. وكان عيد أشاد بقدرا باريرا بعد الخسارة أمام فرنسا قائلا "يجب إلا نقلل من قدرته الفنية"، معتبرا إن اللاعب السعودي "يحتاج إلى فترة إعداد طويلة جدا ليتمكن مقارعة اللاعب الأوروبي". ووفى اللاعبون بالوعود التي قطعوها على أنفسهم قبل المباراة بتقديم مستوى جيد وتحقيق نتيجة ايجابية وبرهنوا انه بامكانهم لعب كرة هجومية تعكس التطور الحقيقي لكرة القدم السعودية والعربية والآسيوية في السنوات الأخيرة. وأكدوا أنهم سيسعون إلى استعادة الشرف أمام جنوب إفريقيا لإراحة ضميرهم وضمير كل من شجعهم. وأجرى الخراشي بعض التغييرات في صفوف المنتخب ورفع من معنويات اللاعبين الذين فوتوا على جنوب إفريقيا فرصة بلوغ الدور الثاني. واعتمد الخراشي أسلوبا هجوميا، فكانت الفرص متبادلة من الطرفين، فقطع فؤاد أنور كرة بطريقة استعراضية كان خطرة على مرمى الدعيع (17)، ثم افتتح بارتليت التسجيل بعد إن افلت من مراقبة أنور وسدد كرة في الزاوية القريبة للدعيع إلا إن الأخير لم يكن في المكان المناسب (19). وحصل لاعبو جنوب إفريقيا على جرعة معنوية بعد الهدف خصوصا إن فرنسا كان في الوقت ذاته فائزة على الدنمارك ما يعني إن بامكانهم التأهل إلى الدور الثاني، فكثفوا طلعاتهم الهجومية، ومرت كرة لموشويو فوق العارضة (23)، وكانت محاولتان لماكارثي (25)، ثم لعب الثينان كرة متقنة إلى الجابر سيطر عليها قرب نقطة الجزاء وسددها لكن الحارس حولها إلى ركنية (26). ولم يحصل إي تغيير في النتيجة في الدقائق المتبقية من الشوط الأول الذي انتهى بتقدم جنوب إفريقيا 1-صفر. وأدرك السعوديون التعادل بسرعة بعد دقيقتين على بداية الشوط الثاني عندما حاول الثنيان المراوغة داخل المنطقة فعرقله المدافع بيار عيسى، اللبناني الأصل، ونال ركلة جزاء انبرى لها الجابر بنجاح مسجلا الهدف السعودي الأول. وبعد دقيقة واحدة، حصلت جنوب إفريقيا على ركلة حرة فسدد نياني الكرة لكن الدعيع التقطها، قبل إن ينقذ الحارس السعودي كرة خطرة من أمام بأكلي، ثم سدد عبد الغني كرة قوية من الجهة اليسرى لم تقلق الحارس الجنوب إفريقي كثيرا (61). وابعد عبدالله سليمان الخطر عن مرمى الدعيع عندما قطع كرة بالعرض قبل إن تصل إلى سيكوسانا لكنه أصيب برأسه وخرج من الملعب لتلقي العلاج (68). وارتكب بيار عيسى غير المحظوظ خطأ ضد إبراهيم سويد داخل المنطقة فحصلت السعودية على ركلة جزاء ترجمها الثنيان إلى هدفي في الدقيقة 74. وهبطت معنويات لاعبي جنوب إفريقيا بعد الهدف الثاني للسعودية، لكنهم نجحوا في إدراك التعادل في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع عندما احتسب الحكم ركلة جزاء ترجمها بارتليت. وانتقد الخراشي قرار الحكم باحتساب ركلة جزاء لجنوب افريقيا واكد ان المنتخب خرج من الدورة "مرفوع الرأس". وقال لاعب الوسط نواف التمياط "المباراة كانت جيدة قدمنا فيها عرضا طيبا واعتقد بان ركلة الجزاء الأخيرة غير صحيحة، واعتذر من الجمهور السعودي لفشلنا في فرنسا واعده بتقديم كل جهد في المونديال المقبل".