"نحن مستأمنون على أغلى شيء يملكه الإنسان، صحته وحياته، ولن نجامل كائناً من كان، سواء كان إدارياً أو فنياً، وكل الإشكالات التي تمر علينا نأخذها بنفس القدر من الاهتمام".. بهذه الكلمات بدأ مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة جازان، مبارك بن حسن عسيري حديثه مع "سبق". وأضاف قائلاً: "إن إساءة معاملة المريض "خط أحمر" لا يمكن السكوت عنه، وأطالب بإتقان فن التعامل والتواصل مع المرضى وتقدير مشاعرهم، إذ إن تجربة هذا الفن وممارسته أثبتت اختصار الجهد لإتمام العملية العلاجية بالشكل المطلوب، فضلاً عن بناء علاقة وثقة وطيدة بين الطرفين ومنح المريض شعوراً بالرضا والتقدير والأمان.
وتابع: اجتمعت مؤخراً بمديري ومشرفي التمريض بمختلف المستشفيات والقطاعات الصحية بالمنطقة وأكدت عليهم أن علاقة الممرض بالمريض علاقة سامية وفريدة من نوعها، لذلك أصبح لزاماً على الممرض أن يتقن فن التعامل والتواصل مع المريض وتقدير مشاعره، وأن التمريض يعتبر العمود الفقري لأي منشأة صحية، ومن جانبي أحرص على القيام بجولات مفاجئة للوقوف على سير العمل في غير أوقات الدوام الرسمي ورصد أي ملاحظات ومحاسبة المقصرين بالعقوبات المناسبة.
وحول مستوي الخدمات الصحية المقدمة للمريض قال الدكتور عسيري: أستطيع أن أؤكد بأنه مقارنة بالمنشآت الصحية داخل المملكة أو خارجها فإن الخدمات الطبية التي تقدم بمنطقة جازان مقبولة تماماً، غير أن منطقة جازان تتلقى دعماً لم تحصل عليه أي منطقة أخرى بالمملكة، وما يميز جازان أن مساحة التحسين والتطوير فيها ملموسة جداً فهي منطقة بانتظارها مشاريع كبرى.
وعن مستقبل منطقة جازان الصحي أكد عسيري أن هناك خططاً تطويرية ومشاريع مستقبلية ضخمة. وبخصوص أبرز مشاريع صحة جازان ذكر الدكتور عسيري أن أبرز المشاريع المستقبلية تتمثل في مدينة الأمير محمد بن ناصر الطبية التي ستوفر جميع الخدمات الطبية على أعلى مستوى وسترى النور قريباً، حيث تعد مدينة الأمير محمد بن ناصر الطبية من المشاريع التي ستضمن إحداث تخصصات جديدة ستغني عن عملية التحويل إلى خارج المنطقة، خاصة عيادات العيون والأورام وأمراض القلب، على أن يتم تجهيز معمل أو معملين لإجراء قسطرة القلب للمرضى، وذلك خلال فترة وجيزة.
وأضاف: أزف البشرى لأهالي المنطقة بأننا سنتسلم خلال الأشهر القادمة مشروع مستشفى الصحة النفسية الجديد، الذي سيتوفر على طرق علاجية نوعية ومختلفة بسبب توفر المنشآت الجديدة، والبشرى أيضاً بقرب إنجاز مبنى مستشفى جازان التخصصي بسعة 500 سرير والذي يعد من أكبر المشاريع الصحية بالمنطقة، فيما تمت ترسية ثلاثة مستشفيات كبيرة في المنطقة وهي مستشفى القطاع الجنوبي ومستشفى القطاع الجبلي ومستشفى الدرب.
ومضى يقول: لقد تم تسليم مشروع مستشفى الدرب لإحدى الشركات ويجري إنشاؤه، أما مستشفى القطاع الجبلي والجنوبي فإن معاملته الآن في مقام الإمارة لتحديد موقعه.
وفيما يتعلق بالمشاريع أفاد عسيري بأنها مشاريع محدودة وقليلة جداً حيث إن المستشفى الوحيد المتعثر هو مستشفى العارضة العام بسبب المقاول، وسحب المشروع منه، وسيرسى على مقاول آخر.
كما سيتم خلال الأسبوعيين القادمين تشغيل مستشفى العيدابي العام بالرغم من عدم وجود الكادر الطبي اللازم، وسنعمل على الاستفادة من القوى العاملة المتوفرة بمدينة الأمير محمد بن ناصر الطبية لإتمام افتتاحه، ريثما تتم عملية استحداث وظائف فنية جديدة لسد الخلل.
وحول المساعي لإعادة الثقة التي اهتزت لدى أبناء جازان بعد تكرار الأخطاء الطبية، والتي كان من أبرزها وأشهرها قضية رهام التي يعرف تفاصيلها الجميع في الأشهر الماضية، أكد الدكتور عسيري أن هذا هو هاجسه الكبير، مشيراً إلى أن ما حصل لا نسميه أخطاء طبية حتى يتم التعامل معها من جميع الجوانب.
وقال: إنني أتعامل بكل جدية مع كل شكوى تصلني من المرضى أو المراجعين، حيث أطلب ملف المريض إن استدعى الأمر وأتعرف على حيثيات وتفاصيل المشكلة كي أصل في النهاية إلى معرفة نوعية الخطأ ومعالجته بالطرق المناسبة.
وعن حالة الطفلة رهام قال: آخر معلومة وصلتني عنها أنه لم يرصد أي نشاط للفيروس بجسدها، وقد تلقت أفضل العلاج المتوفر على مستوى العالم، بل إن التدخل الطبي الذي باشر حالتها آنذاك كان من أسرع وأقوى القرارات التي يتخذها استشاري في ذلك الوقت.