يترقب سكان الجزيرة العربية - منذ العصور القديمة - ظهور عريس الجنوب "نجم سهيل" في السماء، يوم السبت القادم 17 شوال، وهو الظهور الأول له خلال العام الجاري. ويستبشر المواطنون بظهور "نجم سهيل"؛ لأنه يشير إلى نهاية فصل الصيف، وانكسار حدة أشعة الشمس، وبداية برودة الجو، كما تترافق مع ظهوره مواسم زراعية، وبداية أنشطة الصيد.
ويعد العرب 52 يوماً بعد ظهور هذا "النجم" لدخول الموسم؛ مما جعلهم يطلقون عليه اسم "البشير اليماني"؛ استبشاراً بموسم الأمطار.
وقال الباحث الفلكي، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفلك والفضاء، وعضو سديم الحجاز الفلكي، ملهم محمد هندي: "يعد هذا النجم اليماني "سهيل" من النجوم الجنوبية، التي تسهُل رؤيتها تقريباً طوال السنة في النصف الجنوبي للكرة الأرضية، إلا أن رؤيته تنحصر في النصف الشمالي في فترة معينة؛ تبدأ من منتصف أغسطس، وتنتهي في نهاية إبريل، كما أنه يظهر ناحية الجنوب طوال فترة بقائه، وهذا سر نسبته دائماً لليمن، حيث يقال عنه "سهيل اليماني".
وأضاف: "سهيل" هو ثاني ألمع نجم يُمكن رؤيته في السماء ليلاً، بعد نجم "الشعرى"، ويبدو متألقاً وهاجاً في السماء، وهو يبعد عن الأرض بمسافة تقدر بحوالي 310 سنة ضوئية، فيما يبلغ حجمه 70 ضعف حجم الشمس، ولو وُضِعَ مكان الشمس لكان ضياؤه أقوى من ضيائها بمعدل 13 مرة، وتبلغ حرارته ضعف حرارة الشمس تقريباً".
وأردف "هندي": "هذا النجم يراه سكان جنوب الجزيرة بداية من 15 أغسطس من كل عام، وكلما اتجهنا شمالاً تأخر ظهوره، فيظهر قبيل شروق الشمس وسط المملكة في 24 أغسطس، ويظهر في العشر الأوائل من سبتمبر في شمالها، وتقع بقية الدول العربية في النطاق الشمالي؛ مما يسهل إمكانية رؤيته، إلا أن رؤيته تتعذر بعد خط عرض 37 درجة شمالاً، بداية من الحدود التركية السورية، فيما تراه دول الشام قريباً جداً من الأفق الجنوبي في موسمه".
وتابع أن: يعد "نجم سهيل" أحد نجوم كوكبة "السفينة"، وبسببها سماه بدو العرب "سفينة الصحراء"، وهو يقع في منطقة نجوم تسمى "القاعدة"، كما أنه ألمع نجم تراه قريباً من الأفق الجنوبي، ويُرى بعد نهاية أغسطس قبل شروق الشمس بقليل.
ويبدأ هذا "النجم" كل يوم في التقدم على شروق الشمس بأربع دقائق، وهو ما يسمى باليوم النجمي حتى يصل إلى ذروته مع أوائل ديسمبر، وهذا هو أفضل وقت لرصده.
وقال "هندي": ل"نجم سهيل" حضور قوي في التراث العربي عموماً، وتراث الجزيرة العربية على وجه الخصوص؛ مما يدل على اهتمام العرب بالنجوم، ومعرفتهم الوثيقة بارتباط ظهورها بالتغيرات المناخية، ودخول المواسم".
وأضاف: "اعتاد العرب على الاسترشاد بالنجوم في رحلاتهم، و"نجم سهيل" له مكانة خاصة في هذا التراث، ويليه في الأهمية الثريا، ونجم الشمال".