في خطوة اختار لها القائمون عليها خطة (15×15×15) أطلقت جهات أهلية غير ربحية أول ناد إلكتروني يعنى بتنظيم الجهود التطوعية في المملكة العربية السعودية. وتأتي فكرة نادي التطوع الإلكتروني، تحت اسم (لبّيه) ليكون أول ناد من نوعه يضم قوائم لأسماء المتطوعين ومهاراتهم ومناطقهم الجغرافية وأوقات التطوع التي من خلالها يمكنهم التطوع، ليعمل فريق النادي على التنسيق بين الجهات التي تبحث عن متطوعين، وممن لديهم أوقات تطوعية يرغبون من خلالها في تقديم خدمات اجتماعية تطوعية عبر موقع النادي الإلكتروني www.labbeah.com. وقالت الأميرة نورة بنت عبدالله بن محمد آل سعود، رئيس مجلس شركة ديرتي الغالية، وهي شركة أهلية تعنى بالمسؤولية الإجتماعية، إن مبادرة إنشاء نادي التطوع الإلكتروني "لبِّيه" تأتي ضمن مبادرات عديدة، تعمل عليها الشركة في إطار اهتمامها بالتنمية البشرية وإثراء الحس المعرفي، ونشر ثقافة العمل والتكافل الجماعي، وتعميق مفهوم الدور الإنساني في الحياة بين الأفراد والمجتمعات. وأشارت الأميرة نورة إلى أن خطة (15×15×15) تهدف إلى جمع بيانات 15 ألف متطوع و15 ألف فكرة تطوعية، بحلول عام 2015، تشمل بيانات المتطوعين ومهاراتهم الأساسية والتدريبية، وتجاربهم السابقة في العمل التطوعي، وفق استراتيجية مدروسة لتنظيم العمل التطوعي، وإيجاد قاعدة بيانات حقيقية ومنظمة وسد ثغرة العشوائية في بعض الجهود التطوعية عند حدوث الأزمات والكوارث لا سمح الله. وأضافت الأميرة نورة بنت عبدالله، أن اختيار اسم (لبيه) لنادي التطوع الإلكتروني، يأتي من دلالة الاسم الدينية والاجتماعية والعاطفية، كتلبية لطالب الحاجة، وغوث المحتاج في أسرع وقت، ولما للكلمة من قيمة شعبية وتاريخية وامتداد جغرافي في المجتمع السعودي، كأكثر الكلمات استجابة لنجدة المحتاج لجهد الآخرين في مساعدته بكل ما يستطيعون، وكدليل على علاقة السعوديين بالتطوع وكونه جزءاً لا يتجزأ من حياتهم طوال العقود الماضية. من جهتها شددت هديل بوقري الرئيس التنفيذي في شركة ديرتي الغالية، والمشرف العام على مشروع ( لبّيه)، أن المشروع لا يقوم على جمع الأموال والتبرعات، وإنما يقوم على كونه أول سجل إلكتروني للتطوع في البلاد يضم قوائم المتطوعين وأفكارهم والجهات الباحثة عن متطوعين، سواء كانت جهات حكومية أو أهلية. وأوضحت بوقري أن النادي يقدم خدماته تطوعياً لطالبي الخدمة التطوعية من خلال التنسيق بين طبيعة الجهود التطوعية ومهارات المتطوعين المسجلين في النادي، وطرح الأفكار التطوعية التي يراها القائمون على النادي ملائمة للجهات المعنية بمعالجة أي من القضايا الاجتماعية التي تتطلب جهداً تطوعيا. وأشارت بوقري إلى أن نشأة فكرة أول نادٍ إلكتروني سعودي يجمع أكبر قائمة ذهبية من المتطوعين، جاءت لسد حاجة تنظيمية في مفردات العمل التطوعي في السعودية، وتعميق ثفافة التطوع كأساس لحياة الشعوب وتقدمها. ويرى متابعون للشأن الاجتماعي، أن اتساع الرقعة الجغرافية للمملكة العربية السعودية يجعل من إنشاء ناد سعودي تطوعي إلكتروني كجهة غوث حاضرة ومستعدة في أي وقت، مسألة في غاية الأهمية، ذلك أن هذا الاتساع الجغرافي يعني بشكل واضح إمكانية حدوث أزمات أو كوارث أكثر كلما زادت مساحة الدولة، نظراً للتباين المناخي والتضاريسي للمملكة، ما قد يجعلها عرضة للكوارث الطبيعية، لا سمح الله، كما أن فرز قوائم المتطوعين وتحليل المهارات، سيسهم في توزيع تلك الجهود عبر أكثر من دائرة اتصال تطوعية للخروج بنتائج أفضل في حجم المشاركة الاجتماعية التطوعية. يشار إلى أن نادي (لبّيه) يعمل على محاور تطوعية متنوعة تهدف لتسخير طاقات المتطوع في خدمة المجتمع وليس هدرها، ومنحه فرص الجاهزية والتدريب لسوق العمل، وتنمية مهاراته القيادية، واحترام ما يعمل لمجتمعه، وكذلك خلق صداقات توافقيه تتواءم وتطلعات المتطوعين وأفكارهم, والاهتمام بهواياتهم، ورفع سقف العمل التطوعي وقيمته بالاستفادة من التجارب الدولية، إضافة إلى آلية التعامل مع الكوارث وإدارتها باحترافية ومسؤولية ووعي.