استنكرت دار الإفتاء المصرية، أعمال العنف التي راح ضحيتها مصريون أبرياء بطريق النصر، مؤكدةً إدانتها الشديدة لأيِّ فعلٍ يؤدي إلى إراقة الدماء المصرية على اختلاف توجهاتها. وطالبت دار الإفتاء في بيانٍ لها، الليلة الماضية، بفتح تحقيقٍ قضائي مستقلٍ فوري في مُلابسات هذه الأحداث المأساوية، التي هزّت ضمير المصريين جميعاً، مؤكدةً أن إراقة الدماء المتكرّرة ستقود مصر إلى نفقٍ خطير. وحذّرت من الاستمرار في هذا النهج الدموي الذي لن يأتي بأيِّ خيرٍ، بل يسهم في تفاقم الأوضاع المتأزمة في مصر، داعيةً جميع الأطراف إلى التحلي بالمسؤولية الوطنية، والوقف الفوري للعنف والجلوس على طاولة الحوار دون إقصاءٍ لأحد، والسعي الحثيث في البدء الفوري بتبني مبادرةٍ للخروج من الأزمة الراهنة.
وأهابت بالشعب المصري ألا ينجرف وراء الشائعات التي تشحن الأطراف المختلفة؛ كل تجاه الآخر، وأن يدرك المصريون أنهم كانوا وسيظلون نسيجاً واحداً.
فيما كشفت وزارة الصحة المصرية عن ارتفاع أعداد القتلى خلال الاشتباكات التي وقعت في مصر منذ يوم الجمعة الماضي، حيث بلغت 80 حالة وفاة و792 مصاباً.
وأوضح رئيس الإدارة المركزية للرعاية الحرجة والعاجلة بوزارة الصحة المصرية الدكتور خالد الخطيب، في تصريحٍ له الليلة، أن أعداد المصابين خلال الأحداث التي وقعت منذ صباح الجمعة وحتى الساعة 12 مساء، بلغت 381 مصاباً على مستوى الجمهورية، من بينهم 194 مصاباً و8 حالات وفاة بمحافظة الإسكندرية وحدها، لافتاً النظر إلى خروج نحو 257 من المستشفيات من إجمالي المصابين بعد تلقيهم العلاج وتحسُّن حالتهم، بينما يتبقى 124 آخرون تحت العلاج والملاحظة.
وأشار الخطيب إلى أن عدد المصابين خلال الأحداث التي وقعت من منتصف ليلة السبت بلغ نحو 411 مصاباً على مستوى الجمهورية، من بينهم 292 مصاباً و72 حالة وفاة في محيط مسجد رابعة العدوية وحدها، مبيناً أن نحو 83 من إجمالي المصابين من المستشفيات خرجوا بعد تلقيهم العلاج وتحسُّن حالاتهم، فيما لايزال 328 آخرون تحت العلاج والملاحظة.