"لم يكف المسؤولين في مستشفى الجبيل المركزي مصابي الأليم في وفاة زوجتي, ورغبتي ووالدها وإخوانها وأهلها في إكرامها بدفنها, ولكن تفننوا في تعذيبنا للحصول على تصريح الدفن".. بهذه الكلمات بدأ المواطن "م.الشمري" يحكي قصة رحلته لدفن زوجته, من مستشفى الجبيل المركزي إلى البلدية والشرطة ثم إلى مستشفى الدمام . ويقول "م.الشمري": بدأت مأساتي عندما عدت إلى منزلي ووجدت زوجتي على سريرها فتوقعت أنها نائمة من إرهاق أو تعب, وعندما حاولت إيقاظها وجدتها بلا حراك فهرعت إلى والدها وإخوانها, وجاء الأهل وتأكدنا أنها توفيت - رحمها الله - فاحتسبنا مصابنا الأليم, وبدأنا في إجراءات الدفن، عملاً بقول رسول الله، صلى الله عليه وسلم "إكرام الميت دفنه", فتم نقل الجثمان بعد إخطار البلدية إلى مستشفى الجبيل العام, لتبدأ رحلة العذاب, بقرار مفاجئ من طبيب المستشفى, مفاده لابد من تشريح الجثة, لأن عمرها أقل من الأربعين عاماً, حاولنا إقناع الطبيب بأن يكشف عليها إن كان بها أي آثار تدل على أن الوفاة غير طبيعية, حتى يتم تشريح الجثة، إلا أنه أصم أذنيه ورفض أي حديث آخر, مصراً على تشريح الجثة. ويضيف قائلاً: حاولنا امتصاص غضبنا وقلنا ما العمل, فأكد لنا ضرورة إحضار طبيب شرعي لتشريح الجثة, وكتابة تقرير عن سبب الوفاة, حتى يتسنى استخراج تصريح بالدفن, صعقنا أنا ووالدها وإخوتها من الخبر, وقلنا : هل الجثة عليها آثار قتل أو شيء قال: لا، ولكنه أصر على تقرير الطبيب الشرعي, مقترحاً علينا الذهاب إلى مدير المستشفى للحصول منه على موافقة, فهرعنا إليه وأخطرناه بالأمر, ولكن المدير كرر نفس الطلب تقرير الطب الشرعي، لأن عمرها أقل من 40 عاماً، فذهبنا إلى مدير شرطة الجبيل الذي رفض إعطاءنا ورقة بالدفن مصراً على تصريح المستشفى, فتوجهنا إلى مسؤول بالمحافظة وأطلعناه على الأمر فقال الإجراءات لابد أن تتم, اذهبوا إلى مدير شرطة الجبيل مرة ثانية, وأنا كلمته بإنهاء الإجراءات وإن شاء الله سيتم حل الموضوع و"أجبر الله مصابكم". ويكمل "م.الشمري"حديثه قائلاً : اتجهنا إلى شرطة الجبيل ورفض الضابط إعطاءنا ورقة تصريح الدفن, ولكنه رفض مؤكداً على تقرير الطب الشرعي . وقال: عدنا إلى مستشفى الجبيل الذي أصر على تشريح الجثة, وقالوا : لا يوجد طبيب شرعي في الجبيل, ومن ثم لا حل إلا الذهاب بالجثة لمستشفى الدمام, وفعلاً تم وضع الجثمان في سيارة إسعاف وتوجهنا إلى الدمام بمستشفى الدمام المركزي, وعند دخولنا للمستشفى سألنا الطبيب: هل تريدون تشريحها؟ فأكدنا أن هذا ما طلبه مستشفى الجبيل، فطلب منا الانتظار 3 ساعات حتى يأتي طبيب آخر يراها ويرسل فاكساً ليقول لا داعي لتشريحها, رغم أن سيارة الإسعاف وضعت الجثة وعادت للجبيل, فماذا نعمل؟ فأخبرنا الطبيب بعد إرسال الفاكس خذوا الجثة معكم بالسيارة ؟ وقال: لم نحصل على التقرير إلا الساعة السادسة مساءً لنعود إلى الجبيل ونكمل باقي أوراق الدفن!! وتساءل المواطن : أيعقل مدينة الجبيل لا يوجد بها طبيب شرعي؟ أمعقول أي متوفاة قبل الأربعين يفعلون بها ما فعل بزوجتي رحمها الله؟ الجدير بالذكر أن هناك حادثة مماثلة حدثت قبل فترة حين رفض مستشفى الجبيل العام استلام جثة مواطنة وظلت بالشارع أكثر من خمس ساعات في المطر والبرد فأين إكرام الميت؟! الصورة تعبيرية