لم يعد الجمهور السعودي في شهر رمضان الكريم يقبل بمشاهدة مسلسلات كوميدية مكررة الأفكار والشخصيات، وممثلوها يستجدون الضحك في كل مرة كما يحصل هذا العام، والذين كرروا أنفسهم في الأدوار المستهلكة التي لا تقدم نقداً بناءً لحالات التقصير في الخدمات العامة، ولا تعرض شيئاً مفيداً للمشاهدين، بل أحياناً "يستهبل" الممثلون في أداء الشخصيات كفايز المالكي في شخصية مناحي التي مل منها المشاهدون، وحسن عسيري في دور القروي المكرر، وعبدالله السدحان في دور الزوج "المسطول"، ومحمد العيسى في الأب المريض النفسي، وناصر القصبي في شخصية الطبيب البيطري الساذج، وحبيب الحبيب المبالغ في تقليد شخصيات الفيديو كليب.. ويفشلون كثيراً في تأدية الدور، وتقديم الفكرة المطلوبة بسبب الطريقة المبتذلة في اللبس والشكل والتقليد، والكلمات والسيناريو مما يشوه العمل بشكل عام. ولعل الظاهرة الأكثر اهتماماً بين زوار مواقع التواصل الاجتماعي هذا العام والأكثر تعليقاً هي المسلسلات الكوميدية المعتادة ك"سكتم بكتم" لفايز المالكي، و"كلام الناس" لحسن عسيري، و"هذا حنا" لعبدالله للسدحان ومحمد العيسى، و"أبو الملاييبن" لحسين عبد الرضا وناصر القصبي، و"واي فاي" لحبيب الحبيب وحسن البلام وأسعد الزهراني.
وبعد مضي عدد من الحلقات لكافة المسلسلات الرمضانية السعودية الكوميدية عبّر المشاهدون عن آرائهم، وأصبح تقييمهم للأعمال منذ اليوم الأول لعرضها؛ من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، ويرى الكثير من المشاهدين أن أغلب مسلسلات هذا العام الكوميدية حلقاتها ضعيفة فنياً لا تنم عن احترام المشاهد، وسيناريوهاتها هشة، ومونتاجها متهالك.
وتزايدت التعليقات الساخرة التي انتشرت على مواقع التواصل بمجرد بدء عرض المسلسلات مع بداية شهر رمضان الكريم، وطالت عدداً كبيراً من الممثلين الذين يبدو أنهم استنسخوا أنفسهم من مسلسلاتهم العام، وبالغوا في جرعة الكوميديا فأتت مملة ومكررة و"بلا طعم"، ولعل أكثر التعليقات السلبية من نصيب ناصر القصبي الذي رغم موهبته لا يزال يقبل وجه حسين عبد الرضا بطريقة مقززة بحثاً عن الكوميديا، وإصراره على إصدار الأصوات العالية بعد شرب الشاي.
كما اتفق أغلب المتابعين على أن الأعمال الرمضانية لهذا العام لم تأتِ بجديد، بل إضاعة المشاهد بين القنوات الفضائية لكثرة المسلسلات. ويؤكد أحد المغردين "الشرقاوي" على أنها أخرجت عالماً وشخصيات، وفكاهة مستهلكة ففشلت في الكوميديا ورسم الابتسامة على الوجوه.
ففايز المالكي كما يقول المغرد "أبو شامخ": "لا يزال يعتمد على الشماغ، وميلة العقال الذي يلبسه لشخصية مناحي وغبائه في التعامل مع الإحداث والمواقف". في حين أن حسن عسيري كما يراه "المغرد الشمالي" يقدم نسخة مكررة من أعماله السابقة التي تفتقد للموهبة الحقيقية وخفة الدم، والضحك العفوي بل إنه كمن يحاول استجداء الضحك من المشاهدين بالمبالغة في التمثيل رغم أنه يحاول طرح أفكار جريئة.
أما عبدالله السدحان ومحمد العيسى فلا يزالان كما يؤكد "الفهاد" يدوران في فلك أدوارهم السابقة، والتي أغلبها شخصية الزوج العصبي، أو "المسطول"، والأب المريض النفسي الذي يضيع عائلته؛ لأنه غير مسؤول.
ويطالب العديد من المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي الأعمال السعودية بالمزيد من الأفكار المبدعة، ومن الممثلين الجدية في تأدية الشخصيات، وعدم التكرار ليظهروا مهاراتهم ومواهبهم في معالجة قضايا ومشاكل المجتمع بدلاً من "التهريج" الذي يقدم حالياً باسم الكوميديا.