أكدت الأبحاث العلمية أهمية السواك في تطهير فم الإنسان من الجراثيم التي تتغذى على فضلات الطعام في الفم، وتعمل على تفسخها وتخمرها لتنشأ عنها روائح كريهة تؤذي الأسنان وتحدث التهابات في اللثة، فضلاً عن أنها قد تكون وسيلة لنقل الأمراض داخل جسم الإنسان -لا سمح الله-. هذه النتائج العلمية قد أخبر عنها الرسول المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم حينما قال في الحديث الشريف الذي رواه النسائي وابن ماجه: "السواك مطهرة للفم مرضاة للرب"، حيث أوضح الأمين العام للهيئة العامة للإعجاز العلمي في القرآن والسنة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن مصلح أن السواك يطهر الفم بصريح اللفظ في الحديث النبوي الشريف، والتطهير يقتضي أنه يزيل أعداداً هائلة من الجراثيم التي تنمو داخل الفم وتسبب رائحته الكريهة وغير ذلك من أمراض الفم.
وأشار الدكتور عبدالله بن مصلح إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قد استاك بسواك من شجرة الأراك، وهي شجرة دائمة الخضرة، وتنمو في المناطق الحارة مثل جنوب السعودية، واليمن، والسودان، ويؤخذ السواك من جذورها وأغصانها الصغيرة، مبيناً أن السواك مستحب للمفطر والصائم وفي كل وقت لعموم الأحاديث الواردة فيه، وهو مرضاة للرب.
وبين أن الفم بحكم موقعه كمدخل للطعام والشراب وباتصاله بالعالم الخارجي يصبح مضيفاً لكثير من الجراثيم التي تسمّى "الزمرة الجرثومية الفمية"، وهي تضم أنواعاً عديدة تصنف تبعاً لأشكالها، مثل المكورات، والعصيات، والملتويات، وهذه الجراثيم تكون عند الشخص السليم متعايشة معه، ولكنها تنقلب ممرضة مؤذية إذا بقيت لفترة طويلة تتكاثر في الفم، ويساعد في نموها فضلات الطعام.
وأفاد أن الأبحاث المخبرية الحديثة توصلت إلى أن المسواك المخضر من عود الأراك يحتوي على "العفص" بنسبة كبيرة، وهو مادة مطهرة مضادة للعفونة، وتعمل على قطع نزيف اللثة وتقويتها، كما يحتوي المسواك على مادة خردلية هي "Sinnigrin " ذات رائحة حادة وطعم حراق تساعد على الفتك بالجراثيم، بينما تقوم ألياف السواك بالإضافة لبعض المواد الكيماوية بتنظيف الأسنان وإزالة القلح عنها.
وأضاف أن مدير معهد الجراثيم في جامعة روستوك الألمانية الدكتور رودات، قد قال في مقالة نشرت عام 1961م بمجلة المجلة الألمانية "قرأت عن السواك الذي يستعمله العرب كفرشاة للأسنان في كتاب لرحّالة زار بلادهم، وفكرت لماذا لا يكون وراء هذه القطعة الخشبية حقيقة علمية؟ وعندما أحضر زميل لي من العاملين بحقل الجراثيم بالسودان عدداً من تلك الأعواد الخشبية، بدأت أبحاثي عليها، فسحقتها وبللتها ووضعت المسحوق المبلل على مزارع الجراثيم، فظهرت على المزارع آثار كتلك التي يقوم بها البنسلين، كمطهر للجراثيم".