استقبل نائب أمين عام دارة الملك عبدالعزيز الدكتور ناصر بن محمد الجهيمي وفد "سبق" الذي يقوم بزيارة للدارة للتعرف على نشاطاتها عن قرب والدور الذي تلعبه في التعريف بتاريخ المملكة ورصده. وجال الوفد في اروقة الدارة وأقسامها من المعرض المصور والمتحف وإدارات البحوث والمخطوطات والمكتبة والوثائق والقصور التاريخية الخاصة بالملك عبدالعزيز وإدارة العلاقات العامة، ورافق الوفد عبدالله الحقيل مدير العلاقات والمتحدث الرسمي للدارة.
ومن خلال هذه الجولة كان هذا التقرير الذي ينبع من قلب مدينة الرياض وبجوار قصر المربع الذي شهد انطلاق أسس الحياة السياسية والاجتماعية المستقرة بعد فترة استرداد الرياض وتوحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، ويقع مقر دارة الملك عبدالعزيز محاطاً ومعبأً بأخبار وأحداث تأسيس المملكة العربية السعودية وبنتائج هذا الحدث التاريخي على المجتمع السعودي وعلى النسيج السياسي الإسلامي والعربي وعلى خارطة العمل الدولي.
وعرفاناً بإنجازات الملك عبدالعزيز واعتزازاً بشخصيته التاريخية المميزة، قامت الدارة كهيئة علمية مستقلة أشبه بمراكز الدعم العلمي والأبحاث والدراسات العالمية متعددة المناشط في إطار استراتيجية واضحة وأهداف محددة يدير شؤونها مجلس إدارة، يرأسه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع، وعضوية نخبة من المتخصصين والباحثين وممثلي عدد من الوزارات والهيئات المعنية كما تحظى بقاعدة كبيرة من الأصدقاء والمتابعين داخل المملكة العربية السعودية وخارجها الذين يثقون بجهدها العلمي ويعتزون بأنشطتها التي تنظمها إما بصورة دورية أو بصورة طارئة حسب الأحداث والمناسبات المستجدة التي تحتاج إلى نشاط علمي مساعد.
وأنشئت دارة الملك عبدالعزيز في الخامس من شعبان للعام 1392ه في موقع القصر السكني للملك عبدالعزيز وتقام على أرض مساحتها 7000 م2 وتبلغ مساحة مبانيه 1201 م2 وتمت إعادة تصميم المبنى بحيث يحتفظ بالسمات الأساسية لهذا القصر كما تمت إعادة استخدام بعض العناصر المعمارية من القصر القديم كعناصر زخرفية في واجهاته وأرضياته.
ويضم مبنى الإدارة، المكاتب الإدارية والمكتبة وقسما للبحث وقسما لمجلة الدارة ومناطق الخدمات والرواق الخارجي إضافة إلى قاعة الملك عبدالعزيز التذكارية ومعرض خاص لسيارات الملك عبدالعزيز، وتتمثل نشاطات الدارة في خدمة تاريخ المملكة العربية السعودية وجغرافيتها وآدابها وآثارها الفكرية والعمرانية خاصة والجزيرة العربية وبلاد العرب والإسلام عامة، ولجمع المصادر التاريخية المتعددة من وثائق وغيرها مما له علاقة بالمملكة العربية السعودية وتصنيفها والعمل على نشرها.
وتقوم الدارة بدعم حركة البحث العلمي ووضع الخطة للبحوث والدراسات الفكرية والتراثية وتقوم كذلك بالتنسيق مع مركز البحوث في مجال تبادل المعلومات والبحوث والوثائق وتصدر الدارة مجلة فصلية محكمة تنمي البحوث والدارسات العملية المتعلقة بتراث المملكة وفكره وتراث الجزيرة العربية والعالم الإسلامي بشكل عام، وأضيفت إلى مركز الوثائق هذا العام عدد من الوثائق هي الوثائق المحلية، العربية، العثمانية، البريطانية، الفرنسية، الألمانية الهولندية والبرتغالية.
ومن أبرز الخدمات التي يقدمها مركز الوثائق تقديم الخدمات للباحثين والباحثات عن طريق الفاكس كما تحتوي الدارة ايضا على قسم خاص بمكتبة الملك عبدالعزيز العامة، حيث تقرر إنشاء فرع لها في مركز الملك عبدالعزيز.
ويذكر أن الدارة مقبلة على تدشين مشروع الأطلس التاريخي للسيرة النبوية الشريفة ويتضمن الجوانب التاريخية والحضارية بالتوثيق الميداني الدقيق باستخدام أحدث الوسائل والتقنيات المتطورة تعرض بالخريطة والشكل والرسم البياني والجداول الاحصائية وترتكز على اربعة أقسام رئيسة، ما قبل العهد المكي، وما بعده والعهد المدني والجوانب الحضارية ويقوم هذا المشروع تحت إشراف مباشر من رئيس مجلس إدارة الدارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وبأشراف من اللجان العلمية بمكة المكرمة والمدينة المنورة واللجنة الفنية.
وتحوي الدارة مركز الأمير سلمان بن عبدالعزيز للترميم والمحافظة على المواد التاريخية ويقدم الخدمات الفنية المساندة لدور الدارة في حفظ الوثائق والمخطوطات من خلال أقسامه الأربعة: الترميم والتعقيم والتجليد والمصغرات الفيلمية ؛ كما يقدم هذه الخدمات للمواطنين والمكتبات الخاصة والعامة، وأيضاً من خلال رحلات فرق التاريخ الشفوي لمناطق المملكة وذلك لإطالة عمر الوثيقة والمخطوطة والكتب النادرة وحمايتها من التلف وحفظها يدويا وآليا وتهيئتها تهيئة كاملة للمستفيدين بلا عناء.