لم يكتفِ المصريون بالاعتصام بميدان التحرير وسط العاصمة المصرية القاهرة، بل حوّلوه إلى مكان تبدأ منه الحياة؛ حيث عقد عروسان قرانهما وسط أكثر من مليون مدعوّ بالميدان اليوم الأحد، وقررت امرأة أن تضع مولودها هناك. فقد عقد الدكتور أحمد، الطبيب المتطوع بالمستشفى الميداني لخدمة جرحى الثورة، قرانه على زميلته الطبيبة المتطوعة اليوم الأحد الذي أُطلق عليه "يوم الشهداء"، وعقد قرانهما الشيخ محمد قطب، الذي قال: "إذا كان هناك شهداء فهناك أناس يولَدون كل يوم، وينبغي أن يولَدوا أحراراً". وقد تمّت دعوة كل أقارب وأصدقاء العريس عبر "الفيس بوك"؛ لحضور الحفل بالميدان. وقال الدكتور أحمد ل"سبق" إنه وعروسه وأسرتيهما موجودون بالميدان منذ 25 يناير، وقد استشار أهل خطيبته لعقد القران بالميدان؛ فوافقوا على الفور، على أن يتم الزفاف عقب الانتصار وإنهاء الاعتصام. وقد حضر الإشهار جميع مَنْ كانوا بالميدان، لدرجة أن زملاء أحمد أقاموا سياجاً حوله لحمايته من التزاحم والتدافع. وعن شعوره قال أحمد: "أرغب في أن يكون عندي قصة جميلة أحكيها لأولادي وأحفادي". وعلمت "سبق" أن معتصمين آخرين قرروا تكرار تجربة الدكتور أحمد وعقد القران في الميدان معتبرين أنه أفضل مكان لبدء حياة جديدة بحُرِّية وعِزّة وكرامة. وقد طلبت إحدى المعتصمات، التي تنتظر مولودها الأسبوع القادم، أن تضع المولود في الميدان. وعن إمكانية ذلك قال أحد الأطباء ل"سبق": "إن هناك أكثر من مستشفى ميداني مجهَّز للإسعافات الأولية وخياطة الجروح. أما عملية الولادة فيمكن إتمامها في العيادة الخاصة الملحقة بمسجد عباد الرحمن الملاصق للميدان من جهة شارع طلعت حرب". وإن كان هناك ميلاد وحياة في الميدان فإن هذا يأتي بفضل الشهداء، ومنهم الشهيد أحمد بسيوني، الذي كتب في ليلة وفاته على صفحته بموقع "فيس بوك": عندي أمل كبير لو فِضِلْنا كدة، الأمن المركزي هراني ضرب بالشوم، ورغم كدة هنزل بكرة ولو هم عايزينها حرب إحنا هنعوزها سلام، بس أنا بحاول استرد جزء من كرامة بلدي ولحد دلوقتي أنا محافظ على الأسلوب اللائق في التعبير".