شن عضو مجلس الشورى السعودي السابق عبدالوهاب آل مجثل هجوماً شديداً على هيئة مكافحة الفساد، وبدأ مداخلته القوية في برنامج (حراك) أمس، بقوله:أعزي بخالص المواساة على هيئة مكافحة الفساد, هذه الهيئة ميتة, ولدت لتموت! وتابع آل مجثل: كيف لرئيس الهيئة أن يقول: المواطن "شكاي بكاي"؟ هذا يذكرني بالمثل الذي يقول (أول ما شطح نطح)! هذه الهيئة في عملها الحالي هي قريبة من عمل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر! حتى خروج رئيس الهيئة محمد الشريف كما نشاهد لا يهابه أحد، ولا يعلم به أحد. تناولت الحلقة التي خصصها الزميل الإعلامي عبدالعزيز قاسم تبعات الحكم على قياديي تربية حائل في الأسبوع الماضي، بعنوان: (الحرب على الفساد من بوابة التربية)، وشارك فيها د.عمر الخولي المستشار القانوني ود. محمود غلمان المستشار الطبي والناشط في الشأن العام. وبارك آل مجثل في مداخلته لوزارة التربية والتعليم على محاكمة المفسدين في إدارة تعليم حائل التي لم يكن لهيئة مكافحة الفساد دور فيها، وانتقد كثرة الهيئات الرقابية في المملكة التي هي أكثر من 20 جهة رقابية ومع ذلك الفساد يزداد, وقال: لذلك المواطن محبط ومتشائم! وانتقد عضو مجلس الشورى السابق من عدم إعطاء مجلس الشورى صلاحيات يستطيع من خلالها أن يحجب الثقة عن أي مسؤول أو أمير تخاذل عن أداء مهامه, ووصف المجلس بأنه مقيد ومشلول، قائلا:مجلس الشورى يوجد به من أفضل الموجودين المتخصصين لكن النظام يقيدهم ويكبلهم, فهو هيئة استشارية لا أكثر, والعديد من الاستشارات رفعت ولم تعتمد إلى الآن بعضها تجاوز السبع سنوات. وطالب آل مجثل (بالبرلمان) الذي هو من أسباب تطور الدول وليس مجلس الشورى! وختم آل مجثل مداخلته بذكر نماذج للفساد المالي بقوله: تكاليف كاميرا ساهر وتجهيزها 220 ألف ريال عندنا أما في الإمارات 55 ألف درهم! وقطار المشاعر تكلفته أكثر من 6 مليارات ريال ووجدنا مثلها في إيران وليبيا وغيرها من الدول بأقل من هذه التكلفة بكثير وأطول منها مسافة, ولم يفسر لنا أحد هذا المبلغ! والأمثلة كثيرة على الفساد منها الخط الحديدي والخطوط السعودية. من جهته طالب الدكتور محمود غلمان -المستشار الطبي والمهتم بالشأن العام- بصريح العبارة "بتولي الأمير مقرن بن عبدالعزيز زمام هيئة مكافحة الفساد ويتولى قضية الإصلاح الإداري الذي هو معضلتنا". ثم قال: إن هيئة مكافحة الفساد تتولى مهام هي أكبر من قدراتها وكثير من القضايا تحتاج لمتخصصين في هذه القضايا وهذا غير موجود في الهيئة! وأن كل مقومات النجاح موجودة عندنا لكنها غير مفعلة, عندنا مشكلة في تنظيم أولوياتنا, عندنا وزراء منتهي الصلاحية! كان القصيبي رحمه الله يزور الناس ويتلمس حاجاتهم ويزور المشاريع والإدارات.. وهذا لم نشاهده الآن. وقال: كما أن هناك من يخطط للنجاح هناك أناس يخططون للسرقة من المال العام! ثم طالب الدكتور محمود بالتشهير عن كل المفسدين وأن يذكروا اسمه كما يذكر اسم الجاني في أحكام القصاص, والتشهير به إعلامياً الذي هو أقوى أسلحة القضاء على الفساد. أما الدكتور عمر الخولي -الأكاديمي والمستشار القانوني- فقد أشاد بموقف وزير التربية والتعليم الأخير "بشأن محاكمة المتورطين في قضايا فساد في إدارة تعليم حائل، ولم يكتف بذلك بل التشهير بهم في موقف غير مسبوق حتى تكون ردعاً للآخرين", ثم ألح على "تفعيل قرار الذمة المالية للمسؤول حين توليه منصبه وخروجه منها, لكن الوارد هو أن كثير من الكبار هم فوق القانون"! وقال: إن القوانين لا تنقصنا بل هي موجودة لكنها غير مفعلة وأيضاً فيها استثناءات لبعض الشخصيات. وفي مداخلة أخرى من القانوني ورجل الأعمال قاسم القاسم، أثنى على شخص معالي رئيس نزاهة، ولكنه طالبه بأن "يقدم اعتذاره واستقالته من منصبه حالاً, فهذا المنصب يحتاج لرجل شاب قوي متفتح الذهن". وشدد على أن "هيئة مكافحة الفساد لا تشعر بوجودها وليس لها أثر! كما أن هذه البرامج الفضائية ومنها برنامج (حراك) ما هو إلا لامتصاص غضب المواطن وليس لها أثر عند المسؤولين"! وأوحى بأنها موجهة من جهات عليا, فقاطعة مقدم البرنامج عبدالعزيز قاسم وأقسم ثلاثاً بأنه لا يتلقى توجيهاً من أحد، ولا توجد عليه أي مضايقات من أي جهة، بل إنه يجتهد في طرح موضوعه بكل الشفافية الممكنة، ويذهب وهو يدعو: اللهم سَلم سَلم.