أطلق رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان، وعداً قاطعاً بتحول السياحة في منطقة عسير من سياحة موسمية، إلى سياحة على مدار العام، مطالباً بتسجيل كلامه من قبل الإعلاميين ومحاسبته على ذلك. جاء ذلك في نهاية جولة على عديد من المنتزهات والمواقع والمنشآت السياحية، عقب أن كان قد بدأ بلقاء أمير المنطقة رئيس مجلس التنمية السياحية، الأمير فيصل بن خالد وتناول مأدبة الغداء في قصره، فاجتماع مع أمين المنطقة المهندس إبراهيم الخليل ورؤساء البلديات بالمحافظات.
واستبشر الأمير سلطان بن سلمان بفريق تطوير قطاع المعارض والمؤتمرات التي عقدت أول اجتماعاتها في صباح ذات اليوم، قائلاً: "ستسمعون في نهاية ال 90 يوماً الخاص بالفريق، تغييراً شاملاً بكل ما يتعلق بالمعارض والمؤتمرات، وستكون عسير من أول المستفيدين، لتشغيل قطاع السياحة على مدار العام".
وأوجز رئيس هيئة السياحة ما شاهده في عسير بالقول: "أصبحت بخبر البدء في تطوير وسط أبها المفرح وأمسيت بواقع السودة الجميل.. عسير الآن مختلفة ووجهها مختلف تماماً، وذلك بدعم الدولة واهتمام أمير المنطقة الأمير فيصل بن خالد وجهود أمانة المنطقة بقيادة المهندس إبراهيم الخليل والجهات الحكومية والخدمية الأخرى"، ممتدحاً جملة ما تشهده المنطقة من مشاريع تنموية.
وأضاف: "خلال عامين ستفتح عديد المشاريع السياحية والتراثية والأثرية، منها 6 قرى تراثية، ستعيد من خلالها تاريخ البلاد وحياة مواطنيه القديمة، مضيفاً "ليس هناك بلاد دون تاريخ، وليس هناك بلاد أجمل وأفضل من هذا الوطن الغالي".
وتابع: "أصبحنا في شراكة واندماج كامل مع البلديات، وتحتها عشرات المشاريع"، مبيناً أن الهيئة تريد أن تكون البلديات في المقدمة، وأنها تدرب موظفي البلديات ومنسوبيها ومهندسيها، مستشهداً بوجود برنامج "تمكين"، وبانطلاقة وزير البلدية والقروية الأمير منصور بن متعب بإنشاء أقسام للتراث العمراني، بعدما تم تأسيس المشروع الوطني الكبير إدارة التراث العمراني، وإزالة صفحات هدم التراث العمراني والقضاء عليه.
وأوضح الأمير سلطان أن الإيواء شهد اعتماد عديد المنشآت بالمنطقة العام الحالي، مؤكداً أن العام المقبل سيشهد أكثر بكثير.
وعرج رئيس الهيئة على تاريخ السياحة في عسير، قائلاً: "إنه تاريخ كبير وطويل، منذ أيام الأمير خالد الفيصل والأمير فيصل بن بندر، وحتى الأمير فيصل بن خالد، وقد شهدت السياحة في عسير تطوراً ونهضة كبرى".
ورفض إلزام القطاع الخاص بدعم السياحة، لافتاً إلى أن سياسة الدولة ترفض ذلك، وإنما تعتمد على العمل معه بالتضامن، ودعمه ومنحه كامل الامتيازات لتحقيق التنمية الاقتصادية في كل مجالاتها، مضيفاً في ذات الصدد "سيصدر قريباً بإذن الله قرار التمويل السياحي من مجلس الوزراء، وعدد من القرارات المهمة التي تخص قطاع السياحة".
وتطرّق إلى الخطوط السعودية، وقال: "خدمت في هيئة الطيران المدني كعضو في مجلس الإدارة لمدة 4 سنوات حتى تغيرت إلى نظامها الجديد، وخدمت كمشرف على تطوير مطار الملك خالد، قدمت حينها خطة متكاملة، الآن هي تحت التنفيذ، إذ إن المطار ستصل سعته الاستيعابية إلى 35 مليون راكب في المرحلة الأولى خلال أربع أو خمس سنوات".
وأكّد التكامل بين هيئة السياحة والطيران المدني في قضية المطارات والمطارات السياحية بشكل خاص، منها العلا وفرسان عما قريب، لافتاً إلى أن هناك تنسيقاً كاملاً مع الناقلات الجوية".
وأردف: "الخطوط السعودية كناقل وطني تحدث نقلات كبيرة، ولا بد أن نعطيها فرصة، لأنها جاءت متأخرة واشترت طائرات متأخرة لأسباب كثيرة، ولكن الحمد لله انتظم أسطول ضخم جداً، وستأتي 20 طائرة جديدة، وتحتاج إلى 50 أيضاً، وبحسب تأكيد مدير الخطوط، فإن هناك نقصاً في حوالي مليوني مقعد"، مؤكداً أن الخطوط متأخرة أيضاً في تدريب الطائرين السعوديين الجدد.
وتابع: "الناس كانت تشكك في السياحة كثيراً، إلا أن أهل عسير آمنوا بها ودعموها، في حين الوضع تغير الآن والناس باتت مقتنعة بصناعة السياحة الوطنية واندفعت لها، ما سبب مشكلة وضغطاً في عدم تلبية الرغبات بالتنقل بين المدن السياحية، وتوفير الحجوزات المناسبة".
ولفت إلى أن القطارات واستراحات الطرقات، ستسهم في انخفاض الطلب على الرحلات الجوية، واعداً بدراسة مقترح قدمه الزميل الإعلامي سعيد آل رفيع الأحمري، بإنشاء قطار سياحي بين المنتزهات، مطالباً بحفظ الحق الفكري للزميل سعيد.