زار وزراء البترول في دول "أوبك"، على هامش الاجتماع الوزاري المنعقد في فيينا أخيراً، مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات. وكان الأمين العام للمركز، فيصل بن عبد الرحمن بن معمر، في استقبال وزراء البترول للدول الأعضاء بمنظمة "أوبك"، والأمين العام لمنظمة "أوبك"، وسفراء الدول الأعضاء في المنظمة والمحافظين فيها والأعضاء المرافقين لهم، وذلك بمقر المركز بالعاصمة النمساوية "فيينا". وعبّر ابن معمر في مستهل اللقاء عن ترحيبه باسم الدول المؤسسة للمركز، وباسم أعضاء مجلس الإدارة، بأعضاء منظمة الدول المصدّرة للنفط "أوبك"، معربا عن سعادته وتقديره لهذه الزيارة التي تأتي في إطار التعريف بمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، كأولى مؤسسة دولية مستقلة تُعنى بالحوار بين أتباع الأديان والثقافات.
وأوضح ابن معمر أن المركز سيقدم الدعوة لكل المؤسسات الدولية المعتمدة في فيينا لزيارة المركز والاطلاع على خطته وبرامجه في مجال الحوار.
وقدّم ابن معمر لأعضاء "أوبك" وكبار الضيوف شرحاً وافياً عن مسيرة مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، منذ إطلاقها عالمياً وتبني القمة الإسلامية الاستثنائية المنعقدة في مكة المكرّمة عام 2005م، ومشاركة الفاتيكان في دعمها وعضويتها في أثناء زيارة الملك عبد الله بن عبد العزيز للفاتيكان، ثم دعوة المفكرين والعلماء المسلمين للاجتماع في مكة المكرّمة في المؤتمر الإسلامي للحوار العالمي في يونيو 2008م، ثم الاجتماع العالمي الذي عُقد في مدريد بحضور ممثلين للقيادات الدينية والثقافية العالمية، عام 2008م، ثم تبني الأممالمتحدة للمبادرة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي عُقد في نيويورك في نوفمبر 2009م، وصولاً إلى اتفاق المشاركين في مؤتمر مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار، والذي عُقد في مدينة جنيف عام 2009م، على إنشاء المركز، والذي تم تدشينه فعلياً في احتفالٍ كبيرٍ نهاية نوفمبر من عام 2012م.
واستعرض ابن معمر في عرضٍ مرئي مسيرة المبادرة وخطوات تأسيس المركز في فيينا، وشاهد الضيوف فيلماً تعريفياً عن المركز ونشاطاته ورؤيته المستقبلية.
وأبدى الضيوف الزائرون اهتماماً كبيراً بمسيرة وأهداف وبرامج المركز، وشهدت الزيارة نقاشاتٍ واستفساراتٍ حول المركز وأهدافه وبرامجه، وأثنى أعضاء "أوبك" على الرؤية السديدة لخادم الحرمين الشريفين، وللدول المؤسسة التي تكللت بإنشاء المركز وانطلاق برامجه التي حظيت بدعم القيادات الدينية، كما اطلع الوفد الوزاري على ملخصٍ للجولة الأولى عن أعمال المركز ونشاطاته، وأجاب عن الاستفسارات التي طرحها الأعضاء في "أوبك".
كما تناول الأمين العام للمركز البرامج المستقبلية التي سيجري تنفيذها هذا العام، تأسيساً على إستراتيجية المركز.
وأكد ابن معمر أن أهداف هذه الحوارات تتجاوز آثار المفاهيم الخاطئة، وتصحيح الصورة بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة، وتوسيع مظلة الحوار بين القيادات الدينية، لتشمل فئات أخرى من الشباب والنخب الفكرية والثقافية.
وأفاد بأن هذه البرامج والمبادرات حول "صورة الآخر"، ومشروع الزمالة الدولية، ومشروع تعاون القيادات الدينية بين أتباع الأديان والثقافات، لحماية الأسرة والأطفال.
وأكّد في ختام اللقاء حرص المركز وممثلي الدول المؤسسة ومجلس إدارته الذي يضم ممثلين من أتباع الأديان والثقافات المعتبرة، على مد جسور التواصل والتعاون مع كل المؤسسات الدولية الحكومية والأهلية في جميع أنحاء العالم، لتفعيل آليات الحوار على أساس من الاحترام وتقدير قيم التنوع والاختلاف، وتعزيز المشتركات الإنسانية.