قالت منظمة " ربريف " القانونية الخيرية البريطانية إن "إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما فشلت في التحقيق بشكل ملائم في أدلة تشير إلى أن وفاة السعوديين مانع العتيبي (30 عاماًً)، وياسر طلال الزهراني (22 عاماًً)، واليمنى صلاح الدين احمد السلمي (37 عاماًً) في معتقل جوانتانامو كانت جرائم قتل وليس انتحارا كما أعلن من قبل. ونقلت صحيفة "بوست كرونيكل" الأمريكية إشارة منظمة " ربريف " القانونية الخيرية والتي تمثل 33 معتقلاًً في جوانتانامو إلى مقال استقصائي على موقع مجلة "هاربرز" الأمريكية سينشر في عدد شهر فبراير 2010، حيث اعتمد المقال على شهادات حراس سابقين في جوانتانامو، وأدلة أن المعتقلين الثلاثة ربما تعرضوا للتعذيب الشديد قبل موتهم بوقت قصير. وقالت الصحيفة: لقد أعلن الجيش الأمريكي أن المعتقلين الثلاثة انتحروا بشنق أنفسهم في غرفهم بالمعتقل، مستخدمين الملابس وملاءات الأسرة، وكان هؤلاء الثلاثة أول من ماتوا في جوانتانامو، لكن جماعات حقوق الإنسان طالبت بإجراء تحقيق مستقل وعلني في وقائع وفاة السجناء الثلاثة، كما شككت أسر السجناء في احتمال انتحارهم وهم مسلمون متدينون، يدركون أن الانتحار انتهاك خطير للعقيدة الإسلامية. وأضافت منظمة " ربريف " القانونية الخيرية أن "إدارة الرئيس أوباما رفضت إجراء تحقيق شامل في الحادث"، مستشهدة في ذلك بأدلة في المقال، على أن الإدارة رفضت فحص "ثلاث جرائم قتل محتملة"، وترى المنظمة انه وطبقاًً للدليل الذي ساقه سيرجنت جوزيف هيكمان، الحارس السابق في جوانتانامو" فإن المعتقلين الثلاثة تعرضوا لاستجواب عنيف في موقع بعيد بالمعتقل قبيل موتهم بساعات". وقالت مدونة " تروث ديج " الأمريكية الشهيرة، والتي تهتم ببحث حقائق ما ينشر في الصحف أن "الرواية الرسمية لواقعة انتحار المعتقلين الثلاثة في غرفهم بجوانتانامو تواجه الآن تحديا من أربعة جنود أمريكيين كانوا حراساًً داخل المعتقل". وتقول المدونة "طبقاًً للرواية الرسمية، اعد كل معتقل من الثلاثة، حبلاًً يتدلى من سقف الغرفة الذي يرتفع حوالي مترين ونصف، ومصنوع من الملابس وملاءات الأسرة، ثم صعد كل منهم فوق حوض الاغتسال، ولف الحبل حول عنقه، ثم قفز من فوق الحوض ليلقى حتفه في الحال". وتضيف المدونة: هذه هي الرواية الرسمية التي تبنتها دائرة التحقيق الجنائي التابع للقوة البحرية، وقيادة جوانتانامو ، وتم تأكيدها من قبل وزارة العدل الأمريكية في مذكرة رسمية، وقدمتها وزارة الدفاع ووزارة الخارجية في البيانات الصحفية الرسمية. وتبدى المدونة دهشتها حيث " يفترض بنا أن نصدق هذه الرواية، ونصدق أن السجناء الثلاثة في ثلاث غرف منفصلة، أقدموا على نفس الفعل في وقت واحد تقريباًً". وتقول المدونة : انه وطبقاًً لمقال مجلة " هابرز" فإن الجنود الأمريكيين الأربعة فان الضابط القائد أمروهم بألا يعلنوا ما حدث، وقد قدم الجنود الأربعة أدلة على أن سلطات السجن في جوانتانامو بادرت بتغطية وقائع موت السجناء الثلاثة عقب مصرعهم بساعات، وكشف سيرجنت جوزيف هيكمان والجنود الثلاثة تحت أمرته في مقابلة مع مجلة "هابرز" ما يعد دليلاًً قوياًً على أن السجناء الثلاثة الذي لقوا حتفهم يوم 9 يونيه 2006، قد نقلوا إلى موقع آخر في المعتقل قبل ساعات فقط من وفاتهم، وكشف الجنود الأربعة عن وجود ما كان يعرف سابقاًًً ب" البقعة السوداء في جوانتانامو " حيث كان يحدث موت السجناء أو ما يمكن أن يقود مباشرة إلى موتهم.