أعرب رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوَّقين، الأمير سلطان بن سلمان عن اعتزازه وأعضاء مجلس الإدارة والعاملين في الجمعية، بما شهده العام المنصرم من إنجازات نوعية في مسيرة الجمعية سواء على صعيد التوسع في الخدمة أو توثيق علاقاتها بقطاعات المجتمع المختلفة، أو تنامي الثقة في أدائها وتطوُّر برامجها. وقال خلال ترأسه أمس السبت الاجتماع السابع والعشرين للجمعية العمومية للجمعية، والذي عُقِد في مقرها بالرياض بحضور عدد من الأعضاء، وحشد من الإعلاميين وأولياء الأمور: "إننا نعيش في دولة الإصلاح والخير بقيادة رجل الإصلاح والخير الأول خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز".
وأوضح أن تاريخ المملكة يشهد بروح التكافل والعمل الوطني والإنساني، منطلقها في ذلك هو التمسُّك بدين الله الحنيف، الأمر الذي كان وراء المكانة المتميزة التي تحتلها المملكة، وأنها باتت واحة للاستقرار والسلام في العالم.
وهنَّأ رئيس مجلس الإدارة الأعضاء بافتتاح مركز الجمعية في منطقة عسير، وبتشغيل مركز جنوبالرياض وانتهاء الأعمال الإنشائية في مركزي الرس والباحة، معلناً عن استكمال حشد التمويل اللازم للبدء في مشروع مركز الجمعية في جازان.
وأكد أن الجمعية تخطو خطوات ثابتة ووفقاً لنهج مؤسسي، وتطبِّق أعلى معايير الشفافية والرقابة المالية والمحاسبية؛ وفقاً لشهادات الجهات المالية المشرفة، والمحاسب القانوني المكلف من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية.
ورفع أسمى آيات الشكر والتقدير لمقام خادم الحرمين الشريفين وسموِّ ولي العهد الأمين وسموِّ النائب الثاني؛ لما يتفضَّلون به -حفظهم الله- من كرم ودعم ومساندة لمشروعات الجمعية ولكل برامجها، مشيراً إلى أن الجمعية تعدُّ إحدى صور اهتمام الدولة بالعمل الخيري وبقضية الإعاقة، الأمر الذي كان وراء الكثير مما تحقق من نقلة حضارية في هذا الصدد.
وكان الأمير سلطان بن سلمان قد استبق اجتماع الجمعية العمومية بجولة في أجنحة شركاء الجمعية من مؤسسات وشركات وجهات داعمة، وتسلَّم شيكاً يمثل حصيلة برنامج "دع الباقي لهم" الذي تتبناه شركة العزيزية بندة لصالح الجمعية، كما تسلَّم سموُّه شيكاً يمثل ريع برنامج التعاون مع شركة موبايلي.
بعد ذلك بدأت فعاليات اجتماع الجمعية العمومية بالقرآن الكريم ثم كلمة لأحد خريجي الجمعية الشاب بدر البركات الطالب بالمستوى النهائي بكلية إدارة الأعمال، أعرب فيها عن اعتزازه وفخره بالانتماء إلى هذه المؤسسة الرائدة، مشيراً إلى أن أكثر ما يؤلم خريج الجمعية هو الفارق الشاسع بين ما يجده داخل أركانها من مساندة ورعاية راقيتين، وبين ما يفاجأ به من قصور في وعي بعض الأفراد والجهات خارج أسوارها.
وقال "البركات": "إن الطفل سعيد الحظ الذي تحتضنه الجمعية يدرك حجم ونوعية ورقي ما تلقاه من رعاية داخل أروقتها وعلى أيدي منسوبيها عندما يخرج للحياة العامة ويلتقي الآخرين.. يندمج ويشارك وينافس ويسابق ويتفوَّق.. يدرك كم أحسن هؤلاء الذين ينتمون للجمعية عملهم، كم بذلوا من جهد وصبر وعمل وعلم لكي يتجاوز كل الصعوبات.. يدرك كم هو الفارق كبير بين الوعي وقلة الوعي، يدرك أن الإعاقة الحقيقية هي إعاقة الوعي والإرادة".
عقب ذلك استمع الحضور إلى تقرير المحاسب القانوني عن ميزانية الجمعية خلال العام المالي المنصرم، ثم جدد أعضاء الجمعية العمومية تفويضهم لمجلس الإدارة في إدارة شؤون استثمار الجمعية، والانطلاق في المشروع الخيري الاستثماري بمكة المكرمة.
وألقى الدكتور أحمد محمد علي كلمة المكرمين قال فيها: "لا أجد الكلمات التي أعبِّر بها عن الاعتزاز بهذه الجمعية المتميزة، وبما حققته حتى باتت نموذجاً للعمل الخيري في هذه البلاد المقدسة".
وأعرب عن تهنئته للمسؤولين والعاملين في الجمعية على هذا التفوق، مشيراً إلى أن التقرير الذي قدَّمه سموُّ رئيس مجلس إدارة الجمعية عبَّر بصدق عن حجم الجهد الذي بُذل خلال العام المنصرم.
وقال إن الجمعية انتشرت في كل أرجاء الوطن؛ بفضل من الله ثم برؤية وجهد القائمين عليها، وأضاف: "نحمد الله على أن هذا البلد المقدس يجد هذا المستوى الرفيع من العمل المشترك بين القطاع الخاص والعمل الخيري والعمل الحكومي"، مشيراً إلى نجاح الجمعية في بناء العديد من الشراكات المتميزة مع نخبة من الشركات والبنوك.
عقب ذلك افتتح الأمير معرض "كيف نراهم؟"، وهو معرض للصور الفوتوغرافية شارك فيه أكثر من 100 مصوِّر ومصوِّرة بين مبدع وهاوٍ للتصوير، وتمحور حول نظرة المجتمع للإعاقة وللمعوقين، وتضمن المعرض لقطات متميزة تجسِّد معاني إنسانية رائعة، وتعكس حجم الوعي المجتمعي بقضية الإعاقة.