انطلق مساء اليوم المؤتمر الدولي الثالث لضمان الجودة في التعليم فوق الثانوي بعنوان: "نواتج التعلم وجودة التعليم والتعلم في التعليم فوق الثانوي"، يرعاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ويحضره 18 خبيراً دولياً من كبار خبراء الجودة في العالم، ومجموعة من قيادات العمل الأكاديمي في دول الخليج العربي، كما ترعاه "سبق" إلكترونياً. وقدم أمين عام هيئة الاعتماد الأكاديمي الدكتور عبدالله المسلم خلال حفل الافتتاح شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، قائلاً: "إن القيادة الرشيدة جعلت من قضية دعم التعليم ومؤسساته أولوية هامة إيمانا بما يحققه هذا الدعم من تأثير إيجابي على تقدم الوطن ورفاهية المواطن، مشيراً إلى أن من أهم أهداف هذا المؤتمر دعم وتفعيل أنظمة الجودة الداخلية في مؤسسات التعليم فوق الثانوي من خلال مناقشة أساليب قياس مخرجات التعلم وتصميم الخطط الدراسية استناداً إلى الخبرات والممارسات الجيدة، وبحث الأساليب المُثلى لتحقيق هذا الأمر، والاستفادة من الخبرات العالمية في هذا المجال".
وأوضح المسلم أن مؤسسات التعليم فوق الثانوي تواجه تحديات تفرض عليها الأخذ بمعايير الجودة وبناء أنظمة جودة داخلية تركز على التقويم المستمر لنواتج تعلم الطلبة في برامجها العلمية، كما تفرض عليها إعادة النظر في أساليب التدريس التقليدية، مشيراً إلى أن المسؤولين في الدولة عن التعليم والتنمية بصورة خاصة وفئات المجتمع بصورة عامة أصبح لديهم تطلعات محددة بخصوص أهمية مسؤولية هذه المؤسسات وبرامجها عن تبني آليات تضمن جودة الأداء والشفافية والوضوح من خلال الحصول على الاعتماد الأكاديمي على المستوى المؤسسي والبرامجي، والذي لن يكون بعيد المنال على من اجتهد وعمل وفق خطط استراتيجية وأهداف محددة وآليات عملية لتحقيق تلك الأهداف وتبنى ثقافة الجودة المبنية على الدلائل والبراهين ومؤشرات الأداء.
وبين أن المؤتمر يناقش المؤتمر 4 محاور رئيسة، هي: "تصميم الخطط الدراسية وتنفيذها، وتحسين جودة التعلم والتعليم، ويتناول المحور الثالث دعم التعليم ومقاييس الجودة، والمحور الأخير يتناول قياس نواتج تعلم الطلبة".
وأضاف الدكتور المسلم أن المؤتمر استقطب نخبة من الباحثين المتميزين في تصميم وتنفيذ الخطط الدراسية وفق معايير الجودة، والخبراء الدوليين في مجالات مخرجات التعلم وأساليب التعليم واستراتيجيات التقييم، ليستفيد الجميع مما يطرحونه من رؤى وأفكار، مؤكداً أن الحراك الفكري في موضوع الجودة ومنه ما يدور في هذا المؤتمر ينعكس بصفة مباشرة على الطلبة في الجامعات ومؤسسات التعليم فوق الثانوي.
ولفت إلى أن التعليم العالي في العالم بأسره يشهد منذ عدة عقود تحولات جوهرية تتمحور حول التركيز على حصيلة ما يتعلمه الخريجون، ومن هذا المنطلق أصبح الاهتمام منصباً على نواتج التعلّم الفعلية للطلبة وخاصة المهارات المعرفية والشخصية والاجتماعية التي باتت ضرورية للنجاح ليس فقط في سوق العمل وإنما في القيمة التي يضيفها التعليم فوق الثانوي لتأهيل الخريج ولمواصلة الدراسة في مراحل الدراسات العليا أو بناء القدرات الذاتية التي تُمكن الخريج من أخذ زمام المبادرة في تحقيق طموحاته المهنية باستقلالية وتميز في سوق العمل.
وأكد أن كثيراً من مؤسسات التعليم فوق الثانوي في السعودية بادرت خلال السنوات الأخيرة إلى بناء أنظمة جودة داخلية وفق نظام ضمان الجودة والاعتماد الأكاديمي الذي وضعته الهيئة، وأن المتابع المُنصِف ليرى التقدم الملحوظ والمستمر الذي حققته عدد من مؤسسات التعليم فوق الثانوي في المملكة في مجال ضمان الجودة والاعتماد الأكاديمي، مما يدفعنا في الهيئة لمواصلة المسيرة وتبني المزيد من الآليات والممارسات المثلى لتحقيق المزيد من التقدم.