قال وزير الشؤون البلدية والقروية الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز إن المملكة اهتمت بالجودة والمشروعات الإنشائية، وأنفقت ميزانيات كبيرة على مشاريع البنى التحتية التي تقوم عليها النهضة العمرانية. ولفت إلى صدور قرار مجلس الوزراء بدراسة وتوفير مختبرات جودة في جميع مناطق المملكة إلى جانب الخدمات النوعية والتخصصية التي يقدمها المختبر المركزي بمدينة الرياض، على أن تقدم هذه المختبرات خدماتها لجميع المشروعات في القطاعين العام والخاص وأن يتم توحيد الجهود في هذا الشأن.
وفي كلمته التي افتتح بها مساء اليوم الأحد ندوة "دور وأهمية مختبرات الجودة في الارتقاء بالمشروعات الإنشائية" قال إن الوزارة عبر قطاعاتها البلدية والرقابية تباشر مهامها المتعلقة بهذا الاختصاص بالتعاون مع الجهات المعنية الأخرى.
ولفت إلى حرص الوزارة على أن تكون مختبرات الجودة مبنية على تشريعات وأسس علمية وفنية تتوافق مع أحدث متطلبات الجودة النوعية محلياً ودولياً، وذلك لكون مختبرات الجودة مرجعاً علمياً وفنياً في مجال اختبارات وفحوصات مواد البناء بأنواعها للتأكد من مطابقتها للمواصفات القياسية، وهو أمر أساسي ومتطلب حيوي للتنمية المستدامة.
وأكد أن تحقيق هذه الجودة لا يتكامل إلا بالكوادر الإدارية والفنية والهندسية القادرة والمدربة؛ حيث قامت الوزارة بإنشاء مركز التدريب الهندسي لينظم وينفذ برامج تدريبية ترفع الكفاءة العملية والمهارات التطبيقية للمهندسين.
وقال إن من بواعث السرور والتفاؤل أن تناقش من خلال هذه الندوة هذا العدد الكبير من الأبحاث والأوراق العلمية في جميع محاورها، التي تمثل خلاصة خبرات عربية ودولية مهمة في مجال مختبرات الجودة وسلامة مواد البناء الأولية والمصنّعة والمشروعات الإنشائية.
ولفت إلى أن رؤية وزارة الشؤون البلدية والقروية لمستقبل مختبرات الجودة تنطلق من كونها الضمانة الأكيدة بمشيئة الله لسلامة البناء وجودة المشروعات والبنى التحتية، وأن تكون هذه الجودة مراعية للمحيط البيئي والبصري، لتسهم بدورها المهم كرافد اقتصادي أساسي يتواءم مع برامج التنمية. وقال إن هذه الرؤية ترمي إلى أن تتضافر جهود مختبرات الجودة مع المختبرات الحكومية والخاصة ومع المؤسسات الأكاديمية والبحثية لضمان أفضل النتائج في مجال المشروعات الإنشائية على تنوعها سواء كانت سكنية أو تجارية أو صناعية أو غير ذلك. وكان الأمير الدكتور منصور بن متعب افتتح مساء اليوم الأحد ندوة "دور وأهمية مختبرات الجودة في الارتقاء بالمشروعات الإنشائية" التي تعقد تحت مظلة اللجنة الوزارية للوزراء المعنيين بشؤون البلديات في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في مقر وزارة الشؤون البلدية والقروية بالمعذر على مدى ثلاثة أيام.
وألقى وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية الدكتور حبيب بن زين العابدين كلمة اللجنة التحضيرية والتنظيمية للندوة وأوضح فيها أنه قبل 35 عاماً بدأت أول تجارب الجودة في مشروعات البناء في أول مختبر حكومي في مصلحة الأشغال العامة آنذاك، حيث عمل مهندسون سعوديون بالاشتراك مع مركز الأبحاث بوزارة التجارة على أول البحوث في مجال البناء.
وقال إنه بدعم من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وبالتعاون مع باحثين من الوزارة والجامعات جرى إثبات أن الخرسانة بالمراقبة الذاتية (الداخلية التي تجريها مصانع الخرسانة الجاهزة بالمناطق الرئيسية الثلاث بالمملكة ليست أهلاً للوثوق بها بل هي في الغالب متلاعب بها. واعتبر أن التلاعب لم يكن يحدث لدينا فحسب بل حتى في ألمانيا التي تعد البلد الذي بدأ بالمراقبة الحيادية الخارجية غير المعلنة، حيث يؤكدون أنه في الزمن الذي سبق المراقبة الخارجية كانت نتائج الاختبارات التي تقدمها المصانع غير موثوق بها.
وقال إن أول أمانة في المملكة تنفذ المراقبة الخارجية الحيادية هي أمانة مدينة الرياض بالتعاون مع جامعة الملك سعود وقد توصلوا إلى ما توصلنا إليه من أن المراقبة الخارجية مهمة لضمان جودة الخرسانة الجاهزة.
وأضاف أن من المهم أيضاً الإشارة إلى أن تقويم نتائج الاختبارات يجب أن يتم بواسطة علم الإحصاء لتأكيد جودة الإنتاج وذلك بحساب الانحراف المعياري ومعامل التشتت ومقاومة الضغط الممثلة التي تعطي القيم ذات الموثوقية وتكشف التلاعب.
وتمنى أن تعمم هذه الطريقة على كل المدن والمناطق بالمملكة ودول مجلس التعاون والدول العربية عامة، مشيراً إلى أن الوزارة طبقت هذه الطريقة المتكاملة في مشروعات المشاعر المقدسة وكان لها الأثر الكبير في ضمان جودة خرسانة المشروعات.
واستدرك: "إلا أن هذه الطريقة المتكاملة تحتاج إلى المختبرات الحيادية الحكومية والخاصة المنضبطة وهو الهدف الرئيسي لهذه الندوة". وألقى نائب رئيس الجمعية الأمريكية للاختبارات والمواد ASTM كلمة شكر فيها وزارة الشؤون البلدية والقروية على تنظيم الندوة التي تأتي في ظروف تتطلب الاهتمام بالجودة في المشاريع الإنشائية. وألقى الأمين العام المساعد لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبدالله الهاشم كلمة الأمانة العامة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وشكر "الهاشم" المملكة على استضافة وتنظيم هذه الندوة، مؤكداً أهمية التعاون المشترك بين دول مجلس التعاون فيما يتعلق برفع مستوى الجودة في المشروعات الإنشائية من خلال تكاتف الجهود كافة لما يخدم النهضة العمرانية التي تشهدها منطقة الخليج. وسلّم وزير الشؤون البلدية والقروية الدروع لرعاة الندوة ورؤساء اللجان المنظمة لها، ثم افتتح المعرض المصاحب الذي تشارك فيه 18 جهة والمقام في مقر الوزارة بالمعذر.