وجّه أمير الرياض الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز، رسالةً لمَن يقتني قطعاً أثرية، وطالبهم بأن يُسهموا ويبادروا بتقديم ما لديهم بحفظها في أماكنَ معروفةٍ وتحت سيطرة جهةٍ معنيةٍ بهذا الأمر, معرباً خلال تكريمه، اليوم، مجموعةً من مُعيدي الآثار في منطقة الرياض، عن شكره لجميع المساهمين بهذه الهدايا القيّمة التي سوف تُثري التراث. كما تشرّف أمير المنطقة بتكريم اسم الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - على تقديمه قطعةً أثريةً عبارةً عن نقش مسندٍ جنوبي يعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد، افتتح بها - رحمه الله - الحملة الطوعية لاستعادة الآثار، حيث تسلّم التكريم الأمير نايف بن سلطان بن عبد العزيز. وفي سياقٍ متصلٍ قام أمير الرياض بتكريم الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني، وتسلم التكريم نيابة عنه الأمير عبد الله بن متعب بن عبد الله؛ لتقديم مجموعةٍ من القطع الأثرية القيّمة لحضارة جنوب الجزيرة العربية تفاعلاً مع الحملة الوطنية لاستعادة الآثار التي أعلنت انطلاقتها الهيئة، العام الماضي. ومثلت المجموعة التي أهداها الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز تشكيلةً من القطع التي جمعها سموه على مدى سنواتٍ عدة توضّح تطوّر الحضارة في الجزيرة العربية، وتشكّل إضافةً مُميزةً لمعرفة حضارات الجزيرة العربية عبر العصور، حيث تحوي المجموعة مشغولاتٍ برونزيةٍ وعملاتٍ فضية نُفذت بأساليب فنية مختلفة أغلبها يعود للقرون الأولى الميلادية، وبعضها على غرار ما كُشف عنه في قرية الفاو الأثرية الواقعة في وسط الجزيرة العربية.
كما كرّم الأمير خالد بن بندر، الأمير سلطان بن سلمان، على إعادته مجموعةً من العملات النقدية النادرة التي قدّمها للحملة، إلى جانب تكريم عددٍ من المواطنين في منطقة الرياض الذين بادروا طواعيةً خلال العامين الماضي والحالي بإعادة قطعٍ كانوا يحتفظون بها.
من جانبه، أكّد الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، أن قضية استعادة الآثار الوطنية تحظى بدعمٍ كبيرٍ من خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله -، حيث أُقيم العام الماضي برعايةٍ ملكيةٍ كريمة "المعرض الأول للآثار الوطنية المُستعادة" في المتحف الوطني بالرياض، تزامناً مع المهرجان الوطني للثقافة والتراث "الجنادرية 27". وأوضح رئيس الهيئة أن مبادرة المواطنين وعددٍ ممّن كانوا يقيمون في المملكة وعادوا لبلدانهم ومعهم بعض القطع الأثرية، بتقديم القطع التي بحوزتهم تمثل تفاعلاً ودعماً كبيراً للحملة، وإدراكاً بأهمية الآثار والتراث بصفتها أحد المكتسبات الوطنية المهمة، كما يمثل دافعاً قوياً لمَن يحتفظون بقطعٍ أثرية لتقديمها إلى الهيئة العامة للسياحة والآثار بهدف الحفاظ عليها وتوثيقها في سجل الآثار الوطني بأسماء مُعيديها، وعرضها في المتاحف المحلية والعالمية ليراها الجميع ويتعرفوا على تاريخ وحضارة هذه البلاد المباركة ودورها في مسيرة التاريخ الإنساني، مشيراً إلى أن عدد القطع التي تمت استعادتها ضمن الحملة حتى الآن جاوز 17 ألف قطعة أثرية، منها 14 ألف قطعة أثرية من خارج المملكة وثلاثة آلاف من داخلها.